لماذا أقام نظام الأسد علاقات دبلوماسية مع كومنولث دومينيكا؟

لماذا أقام نظام الأسد علاقات دبلوماسية مع كومنولث دومينيكا؟

11 مارس 2022
تأتي هذه الخطوة ضمن محاولة المسؤولين الحصول على جنسية إضافية ( بسام صباغ/ تويتر)
+ الخط -

وقع النظام السوري اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية كومنولث دومينيكا، وهي بلد صغير في أميركا اللاتينية لا يزيد عدد سكانه عن 74 ألفا، ما يثير الاستغراب حول إقامة علاقات مع دولة صغيرة مغمورة تبعد آلاف الكيلومترات، بينما علاقات سورية مقطوعة مع مجمل جيرانها ومحيطها القريب.

ورأى متابعون أنه قد يكون لهذه الخطوة، إضافة لطابعها الدعائي بشأن تخفيف عزلة النظام السياسية، أبعاد أخرى تتعلق بإمكانية استخدام المسؤولين والمتنفذين لدى النظام جواز سفر هذه الدولة الذي يسهل الحصول عليه، من أجل تأمين تنقلاتهم خارج سورية وغسيل أموالهم، خاصة مع العقوبات الدولية المفروضة على الكثير منهم.

وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن الاتفاق وقع قبل يومين في مقر وفد النظام لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بواسطة مندوبي الجانبين لدى الأمم المتحدة. ونقلت عن مندوب النظام بسام صباغ قوله إن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين "تمثل فاتحة لإرساء تواصل وتعاون ثنائي متعدد الأوجه وللتنسيق وتبادل الدعم في المحافل الدولية".

ويشير الاتفاق إلى رغبة الجانبين في "إقامة شراكات ثنائية للسعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وتبادل التجارب والخبرات لما فيه مصلحة البلدين".

وجمهورية كومنولث دومينيكا هي جزيرة في البحر الكاريبي وعاصمتها روسو، وتجاورها إلى الشمال والشمال الغربي غوادلوب ومن الجنوب الشرقي مارتينيك، مساحتها نحو 750 كيلومتراً ويبلغ عدد سكانها نحو 74 ألف نسمة تقريباً، ويطلق عليها جزيرة الطبيعة لجمالها الطبيعي غير الملوث.

وأثار خبر توقيع الاتفاقية سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال معلقون "هذه الجزيرة لم يسمع بها أحد من قبل"، في حين اعتبر آخرون أنها مكان مناسب لغسل الأموال وتهريبها من قبل مسؤولي النظام السوري.

ويقول الصحافي المتابع للشأن السياحي في سورية إبراهيم غصين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الكثير من أثرياء الحرب عند النظام باتوا يتوجهون في الآونة الأخيرة إلى جزر ودول صغيرة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، مثل الدومينيكان وجزيرة كومنولث دومينيكا، بسبب سهولة الحصول على جنسيتها، فيما يتيح جواز سفرها السفر إلى مجموعة كبيرة من دول العالم، خلافا للجواز السوري الذي لا يتيح الدخول إلا لعدد محدود جدا من الدول.

وأوضح أن عددا من رجال الأعمال والفنانين من مناطق النظام حصلوا مؤخراً على جنسية الدومينيكان القريبة من جزيرة كومنولث دومينيكا مقابل تسهيلات إدارية ورسوم مالية مرتفعة، فيما بدأت بعض الفنانات السوريات بالترويج لمكاتب مختصة بمعاملات الحصول على جنسية تلك الدولة عبر إعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي.

ورأى أن كومنولث دومينيكا تعد من أفضل الوجهات السياحية في منطقة البحر الكاريبي، وهي تعمل على جذب عدد كبير من المهاجرين إليها لسهولة الإجراءات المتبعة فيها للحصول على طلب اللجوء.

كما تسمح هذه الدولة بالحصول على الجنسية بعد إقامة الشخص فيها سنوات محددة، ويعد جواز سفرها من أقوى جوازات السفر في العالم لأنه يسمح لحامله بدخول أكثر من 115 دولة من دون الحاجة للحصول على تأشيرة، فيما يدخل إلى 30 دولة إضافية عبر تأشيرة يحصل عليها عند الوصول، وفق ما يشير موقع "فيزا إندكس".

وتشير المواقع الرسمية التابعة لسفارات كومنولث دومينيكا، وبينها موقع قنصلية البلد في أثينا، الى أنه يمكن الحصول على جواز سفر هذه الدولة من خلال المساهمة في صندوق دومينيكا التابع للحكومة بمبلغ لا يقلّ عن 100 ألف دولار أميركي، يرتفع بحسب عدد أفراد العائلة المشمولين في طلب الجنسية، أو عن طريق الاستثمار في العقارات داخل الدولة بمبلغ 200 ألف دولار. ويتمتع الحاصل على الجواز بجميع حقوق المواطنين بالدولة، حيث لا تشترط السلطات على من يحمل جواز سفرها الإقامة في أراضيها، إضافة الى إمكانية الاحتفاظ بالجنسية الأصلية.

كما أن الدولة لا تفرض أية ضرائب على الثروة أو الميراث أو الدخل الشخصي أو حتى أرباح رأس المال.

جدير بالذكر أن هناك دولتين متشابهتين في الاسم، وهما "الدومينيكان" و"كومنولث دومينيكا"، حيث تقع جمهورية كومنولث دومينيكا في جزر وندوارد (جزر الهند الغربية) ولغتها الرسمية هي الإنكليزية، بينما الإسبانية هي اللغة الرسمية لجمهورية الدومينيكان.

ويعتمد اقتصاد دومينيكا بشكل أساسي على الزراعة والسياحة والخدمات المالية، وتعد واحدة من أكثر الأماكن الطبيعية جمالًا في العالم بما تضم من جبال خضراء، وأنهار وشلالات، وشواطئ رملية بيضاء وسوداء.

المساهمون