- خلال زيارته لغزة في أكتوبر وعمله كطبيب متطوع، وثق أبو ستة الأحداث المأساوية وجرائم الإبادة ضد الفلسطينيين، مواجهًا تحديات بسبب الحظر الألماني الذي منعه من دخول دول أوروبية عدة.
- يعتبر أبو ستة تجربته شهادة على النضال اليومي للكوادر الطبية في غزة والجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية، محذرًا من سياسة التطهير الديمغرافي الإسرائيلية كجزء من تهديد للقضية الفلسطينية بأكملها.
استطاع الطبيب الفلسطيني البريطاني الجنسية، غسّان أبو ستة، الانتصار على قرار حظره من دخول الدول الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن الذي فرضته عليه ألمانيا في 12 إبريل/ نيسان الماضي عاماً، ما حال دون مشاركته في فعاليات للإدلاء بشهادته بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزّة في كل من ألمانيا وفرنسا وهولندا. وذكر المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، في بيان أمس الثلاثاء، أن غسّان أبو ستة "حقق انتصاراً كبيراً على السلطات الألمانية بعد طعنه أمام القضاء الألماني بشكل ناجح في قرار منعه من السفر لمنطقة شنغن".
وأضاف "المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين" أن المحامي ألكسندر غوسكي هو من تولى الترافع في قضية غسان أبو ستة في محكمة ألمانية، بدعم من محامين من المركز والمركز الأوروبي للدعم القضائي، وأوضح أن في وسع أبو ستة، بعد إبطال القضاء حظر السفر الألماني، التنقل بحرية مجدّداً في منطقة شنغن.
وقال المحامي غوسكي: "هذا القرار نقطة تحول ذات دلالة كبيرة، بما أنه واجه محيطاً عدوانياً واجهه أمثال البروفيسور غسان من المدافعين عن حقوق الإنسان خلال الأشهر الأخيرة". وتابع: "إنه لمثير حقاً أننا وصلنا إلى هذا الحد. البروفيسور غسان اشتغل بدون كلل لمساعدة الفلسطينيين في غزّة، في ظروف مأساوية جداً، ومع ذلك تعرّض لمعاملة سيئة بعد عودته".
وكان أبو ستة قد توجّه إلى قطاع غزّة في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وقبل إغلاق معبر رفح، ليشارك بصفته طبيباً متطوعاً مدة 42 يوماً في مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني، حيث نقل من هناك إلى العالم صورة وقائع هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الصحي، وتفاصيل حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وهو مستمرٌّ بذلك منذ خروجه من غزّة من خلال مشاركاته الإعلاميّة وفي محافل دولية عديدة.
منع غسان أبو ستّة من دخول ألمانيا وفرنسا وهولندا
ومنعت السلطات الألمانية في 12 إبريل/ نيسان الماضي غسّان أبو ستة من دخول برلين، بعد تحقيقات معه أكثر من ثلاث ساعات، في أثناء وصوله للمشاركة في مؤتمر لدعم القضية الفلسطينيّة تحت عنوان "مؤتمر فلسطين. سنحاكمكم"، الذي نظّمته مجموعة من الناشطين والحركات السياسية في ألمانيا، من ضمنهم ألمان وفلسطينيون ويهود معادون للصهيونية. والسبت 4 مايو/ أيار الجاري، أوقفت السلطات الفرنسية في مطار شارل ديغول غسّان أبو ستة ومنعته من دخول أراضيها بموجب الحظر الألماني الذي اتضح له حينها أنه يسري على باقي الأراضي الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن.
كما منعت السلطات الهولندية، الخميس الماضي، غسان أبو ستة، من دخول أراضيها، لإلقاء كلمة في جامعة أمستردام، والمشاركة في فعاليات تنظمها السفارة الفلسطينية ومؤسّسة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية في الأمم المتحدة، إلى جانب لقاءات أخرى. وقال أبو ستة، لـ"العربي الجديد" في حينه، إنه فوجئ بالمنع الألماني وتأثيره على دخوله إلى أراضي هولندا وباقي الدول الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن حتى إبريل/ نيسان من العام المقبل. وأضاف: "هذا المنع الذي شمل دول الشنغن، يبرز بوضوح تواطؤ أوروبا مع إسرائيل على حساب الحقّ والعدالة، ورغم محاولات السفارة الفلسطينية للحصول على استثناء، جاء الرد الهولندي بالرفض، مما يجسد رفضاً صارماً للمطالب العادلة وصوت الحقيقة وإنصاف أهل غزّة الذين يبادون".
شاهد على الإبادة
وتُمثل تجربة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة شهادة تاريخية على جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزّة، حيث وثّق، خلال تنقُّلاته بين مستشفيات القطاع، مشاهد النضال اليومي الذي تُقدِّمه الكوادر الطبّية في وجه آلة القتل الإسرائيلية، منذ الأيام الأولى للعُدوان وحتى مغادرته غزّة منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي مقابلة له مع "العربي الجديد"، كان أبو ستة قد قال إن العدوان على قطاع غزّة ليس مجرّد انتقام من الشعب في غزّة، رداً على عملية "طوفان الأقصى"، بل جزء من سياسة ممنهجة يتعمّد فيها الاحتلال الإسرائيلي محاولة تنفيذ تطهير ديمغرافي، وأن تلك المحاولة إذا نجحت، ستتمدّد إلى الضفة الغربية والمثلث (مركز فلسطين التاريخية)، وصولاً إلى إنهاء القضية الفلسطينية.