معارك محتدمة في مأرب اليمنية وقلق دولي من استمرار هجوم الحوثيين
أعلن التحالف بقيادة السعودية في اليمن، اليوم الخميس، "إحباط محاولة هجوم للحوثيين جنوبيّ مدينة مأرب، والقضاء على أكثر من 250 عنصراً حوثياً، وتدمير 14 آلية عسكرية في المدينة، حيث تتصاعد المعارك منذ أسبوعين في مرتفعات جبال البلق الشرقي والأوسط، فضلا عن معارك محدودة في الأطراف الغربية.
وأوضح التحالف في بيان، أنه أُحبِط هجوم شنته الجماعة في محافظة مأرب الغنية بالنفط وسط اليمن، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".
التحالف: الاستهدافات دمرت (24) آلية عسكرية، وقضت على أكثر من (350) عنصراً إرهابياً.#واس_عام
— واس العام (@SPAregions) December 16, 2021
وقال التحالف في البيان، إنه نُفِّذَت 19 عملية استهداف ضد الحوثيين في مأرب والجوف خلال الساعات الـ24 الماضية، كذلك نُفِّذَت 4 عمليات استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، وفق ما ذكر البيان.
وفي السياق، قالت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين دفعت بمئات العناصر إلى جبل البلق الشرقي والأوسط في مسعى منها لتحقيق اختراق جوهري صوب نقطة الفلج التي تعد البوابة الرئيسية لمدينة مأرب.
وأشارت المصادر، إلى أنه تم إحباط الهجوم الحوثي، جراء قصف مدفعي للجيش اليمني وغارات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف بقيادة السعودية.
في المقابل، أحصت جماعة الحوثيين، 30 غارة جوية على مواقعها في عدد من المحافظات اليمنية، وذلك بزيادة غارتين عن الحصيلة التي أوردها التحالف.
ووفقا لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة، فقد تعرضت مديرية الوادي بمأرب، للنصيب الأكبر من الضربات، وذلك بواقع 23 غارة طاولت جبل البلق، حيث تدور أعنف الهجمات المعارك منذ السادس من الشهر الجاري.
ولم تكشف القناة عن حصيلة الخسائر البشرية أو المادية جراء تلك الضربات المكثفة، لكن وسائل إعلام حوثية اذاعت بيان تشييع 23 عسكريا في صنعاء، ما يرفع إجمالي القتلى خلال اليومين الماضيين، إلى 40، وفقا لبيانات رسمية.
وفي وقت سابق اليوم، زعم الحوثيون إسقاط طائرة تجسس أميركية الصنع في محافظة مأرب، وذلك بعد يوم على إعلان البحرية الأميركية أنها اختبرت سلاح ليزر جديداً في خليج عدن.
وقال المتحدث العسكري باسم "الحوثيين"، يحيى سريع: "تمكنت دفاعاتنا الجوية من إسقاط طائرة تجسسية من نوع (سكان إيغل Scan Eagle) أميركية الصنع، في أثناء قيامها بأعمال عدائية (لم يحددها) قبل قليل في أجواء وادي عبيدة بمحافظة مأرب".
تمكنت دفاعاتنا الجوية بفضل الله من إسقاط طائرة تجسسية نوع (سكان إيغل Scan Eagle) أمريكية الصنع، بسلاح مناسب وذلك أثناء قيامها بأعمال عدائية قبل قليل في أجواء وادي عبيدة بمحافظة مأرب.
— العميد يحيى سريع (@army21ye) December 16, 2021
قواتنا المسلحة لن تألوا جهدا في حماية الأجواء اليمنية طالما استمر العدوان والحصار.
وأضاف سريع في بيان، أنّ "الطائرة أُسقِطَت بسلاح مناسب"، من دون تفاصيل.
ولم يذكر الجهة التي تتبعها الطائرة، غير أن الجماعة سبق أن أعلنت إسقاط طائرات تجسس تابعة للتحالف السعودي اليمني.
ولم يصدر تعليق فوري عن التحالف ولا الحكومة اليمنية بشأن هذه التطورات.
البحرية الأميركية تختبر في خليج عدن سلاح ليزر
أعلنت البحرية الأميركية، أمس الأربعاء، أنها اختبرت سلاح ليزر جديداً ودمرت هدفاً عائماً في الشرق الأوسط.
وذكرت البحرية أن النظام الجديد يمكن استخدامه لمواجهة الزوارق المسيرة المفخخة التي نشرها المتمردون الحوثيون اليمنيون في البحر الأحمر.
وخلال الاختبار، أطلقت السفينة يو إس إس بورتلاند، الثلاثاء، سلاح الليزر على هدف في خليج عدن.
وقال الأسطول الخامس الأميركي في بيانه عقب الاختبار إنه "اشتبك بنجاح" مع الهدف. واستخدمت بورتلاند في اختبار سابق الليزر لإسقاط طائرة مسيرة في مايو/أيار 2020.
ويقع خليج عدن على طول الساحل الجنوبي لليمن، الذي سقط في دوامة حرب أهلية عقب استيلاء الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة صنعاء في عام 2014.
وشارك التحالف السعودي الإماراتي في الصراع في مارس/ آذار 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لكن الصراع استمر لسنوات، ليتحول إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم أدت إلى مقتل نحو 110 آلاف شخص.
وامتدت الحرب إلى الممرات المائية المحيطة، مثل البحر الأحمر وباب المندب، الذي يربط البحر بخليج عدن.
واستخدم الحوثيون زوارق مسيرة في هذه المياه، يمكن توجيهها عن بعد وإرسالها إلى الهدف قبل تفجيرها. ويعتقد أن هذه القوارب تُبنى بمساعدة إيران.
قلق دولي من استمرار الهجوم الحوثي
إلى ذلك، أعربت دول الرباعية بشأن اليمن اليوم الخميس، عن قلقها العميق بشأن الهجوم الحوثي المستمر على مأرب.
وأكدت الرباعية التي تتألف من السعودية والإمارات وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وخصوصا في ضوء الأعداد الهائلة من اليمنيين النازحين نتيجة للاقتتال.
كما دانت الرباعية في بيان عقب اجتماع سفراء الدول الأربع بالرياض، الهجمات الحوثية العابرة للحدود إلى السعودية واستهدافها للمدنيين والبنى التحتية الاقتصادية.
