من أربيل إلى البصرة.. جولة أمنية لرئيس الوزراء العراقي تنذر بتغييرات

من أربيل إلى البصرة.. جولة أمنية لرئيس الوزراء العراقي تنذر بتغييرات

08 ديسمبر 2021
الكاظمي يزور البصرة بعد يوم من وقوع انفجار فيها (مكتب الكاظمي/تويتر)
+ الخط -

وصل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الأربعاء، إلى مدينة البصرة جنوبي البلاد بعد يوم واحد من وقوع تفجير بالمدينة راح ضحيته عدد من المدنيين، وما زالت التحقيقات متواصلة بشأن ملابساته، وسط توقعات بصدور قرارات أمنية وعسكرية جديدة من الحكومة حيال الملف الأمني في مدن شمال وجنوبي البلاد.

وحطت طائرة الكاظمي في مطار البصرة الدولي قادماً من مدينة أربيل شمالي البلاد، عصر الأربعاء. ومن المقرر أن يتفقد مكان الهجوم الذي وقع أمس الثلاثاء بالقرب من مستشفى البصرة التعليمي وسط المدينة المطلة على مياه الخليج العربي أقصى جنوبي العراق.

وقال مسؤول عراقي في البصرة التي تشهد إجراءات أمنية مشددة منذ مساء أمس، لـ"العربي الجديد"، إنّ الكاظمي يرافقه عدد من المسؤولين الأمنيين وسيجري اجتماعات مع الحكومة المحلية والقيادات الأمنية، وأوضح أنّ التحقيقات لم تصل حتى الآن لأي نتيجة بأن تنظيم "داعش" هو من يقف خلف التفجير، وهناك شكوك في كونه ناجماً عن "جهة إجرامية"، وفقاً لتعبيره.

ولفت المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إلى أنّ الشرطة العراقية تحاول التعرف إلى سائق الدراجة المفخخة التي انفجرت، و"هناك معلومات عن أنّ الانفجار تم بعبوة ناسفة شديدة التفجير، وأنها انفجرت خلال عملية نقلها بشكل عرضي وهذه كلها فرضيات".

ورجحت مصادر حكومية أخرى إقدام الحكومة العراقية على حزمة تغييرات جديدة في ملف الأمن خاصة بمحافظة البصرة، إضافة إلى تفعيل اتفاق تشكيل لواءين مشتركين من الجيش و"البشمركة" الكردية للانتشار في مناطق مخمور وزمار وقرب كركوك، ضمن خطة ملء الفراغات في مناطق التضاريس الجبلية التي يعتقد أنّ مسلحي "داعش" يتحصنون داخلها.

وعقب وصول الكاظمي للبصرة نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) قوله إنّ "الدم العراقي واحد والإرهاب واحد وإن تعددت أسماؤه وأقنعته"، في تلميح حيال الجهة التي تقف خلف تفجير الأمس، متوعّداً أيضاً بملاحقة المتورطين بعمليات قتل استهدفت بعض ضباط الأمن في البصرة التي وصفها بـ"عمليات غدر".

وقال قائد عمليات البصرة اللواء الركن علي الماجدي إنّ "تفجير الأمس لن يتكرر"، مضيفاً، في بيان له، أنه "تم تشكيل لجنة من قبل قيادة شرطة البصرة والوكالات الاستخبارية في المحافظة للتوصل تفاصيل هذه العملية".

وحول ذلك، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد النعيمي إنه يجب الفصل بين التهديدات الأمنية لتنظيم "داعش" في الشمال والغرب العراقي، وبين ما يحدث في مناطق أخرى من ناحية نوع التهديد وطبيعته وتعامل الحكومة معه.

وأوضح النعيمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "العراق يواجه مخاطر حرب استنزاف من قبل مفارز تنظيم "داعش" تهدف لتحقيق استمرارية في العمليات الإرهابية بين وقت وآخر وعدم طمس ذكر التنظيم، بينما في المقابل فإنّ الأمن ببغداد والجنوب العراقي مرتبط بأنشطة فصائل مسلحة جزء منه تصعيد ضد حكومة الكاظمي، ولهذا وزارة الداخلية لم تستعجل باتهام داعش بهجوم البصرة رغم أنها وصفته بالإرهابي لإدراكها طبيعة المعادلة الجديدة".

عمليات أمنية مشتركة 

وتأتي زيارة الكاظمي للبصرة بعد ساعات من زيارة مماثلة إلى أربيل، على رأس وفد عسكري وأمني كبير انتقل بعدها إلى قرى ومناطق تتنازع على إدارتها بغداد وأربيل وشهدت اعتداءات إرهابية لتنظيم "داعش"، خلال الأيام الماضية.

وتوعد الكاظمي من مدينة مخمور عناصر "داعش" بملاحقتهم والقضاء عليهم، قائلاً "لا تتوهموا، نحن لكم بالمرصاد نصيدكم واحداً تلو الآخر".

كما عقد اجتماعاً موسعاً مع القيادات الأمنية من الجيش والشرطة و"البشمركة"، وفقاً لبيان صادر عن مكتب الكاظمي.

وجزم رئيس الوزراء العراقي بأن "لا مجال لعودة داعش مهما حاولت فلوله المهزومة"، مضيفاً أن "قواتنا الأمنية متناسقة ومتآلفة، وقوية، وتعمل يداً بيد في مواجهة الإرهاب، وليس هناك ما يسمى ببيئة آمنة أو حاضنة للإرهاب"، وذلك في رد ضمني منه على تصريحات اتهمت سكان بعض المناطق بالتستر على مسلحي "داعش".

وتأتي جولة الكاظمي الأمنية بالتزامن مع انطلاق عملية أمنية مشتركة، الأربعاء، تستهدف جيوب تنظيم "داعش"، في كركوك، بمشاركة قوات "البشمركة" والقوات العراقي.

وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان صادر عنها، أنه "بهدف تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة عناصر عصابات داعش الإرهابية وتطهير الأراضي، انطلقت قطعات الجيش والبشمركة وجهاز مكافحة الإرهاب، بعملية أمنية مشتركة شرقي محافظة كركوك".

كما أعلنت بغداد أيضاً، صباح الأربعاء، انطلاق عملية أمنية مشتركة بين القوات الأمنية العراقية وقوات "البشمركة"، وبإسناد طيران التحالف الدولي في مناطق خانقين وكفري بمحافظة ديالى شرقي البلاد، وهي أيضاً من المناطق المتنازع عليها.

المساهمون