ندوة في حيفا تبحث مشاركة الأحزاب العربية بانتخابات الكنيست

ندوة في حيفا تبحث مشاركة الأحزاب العربية بانتخابات الكنيست

26 أكتوبر 2022
تشارك في هذه الانتخابات ثلاث قوائم عربية (Getty)
+ الخط -

عقد مركز مدى الكرمل في حيفا، مساء الثلاثاء، ندوة بعنوان "العرب وانتخابات الكنيست: قراءات في الخطاب والسلوك السياسي للأحزاب وأنماط التصويت"، في وقت تثار الكثير من الأسئلة في الأوساط الفلسطينية حول جدوى مشاركة الفلسطينيين في الانتخابات الإسرائيلية، وحول قضايا أخرى على غرار النتائج المتوقعة، والمسار السياسي الفلسطيني لما بعد الانتخابات.

حاولت الندوة، التي أقيمت في مقر جمعية الثقافة العربية بمدينة حيفا، ملامسة أسئلة الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، فتطرقت في جزئها الأول إلى أسباب فشل تجربة القائمة المشتركة، بينما سُخّر الجزء الثاني منها للحديث عن مستقبل هذه التجربة في انتخابات الكنيست، وعن السيناريوهات المحتملة لما بعد الانتخابات المقررة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وافتتح الندوة مدير مركز مدى الكرمل مهند مصطفى، وتطرق في حديثه إلى بعض النقاط في تجربة القائمة المشتركة، التي كانت نهايتها "حتمية" وفق تعبيره، قائلاً إنّ "ما نراه الآن في الساحة الانتخابية العربية، هو نتاج تجربة القائمة المشتركة".

وزعم مصطفى أنّ القائمة المشتركة منذ بداية تأسيسها، وفي ذروة قوتها لم يكن مسارها يؤدي إلى إعادة إنتاج الحقل السياسي الفلسطيني بالداخل.

بدوره، قدّم الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت، مداخلة عن تنظيم المجتمع الفلسطيني، متسائلاً عن جدوى خوض الأحزاب العربية للانتخابات الإسرائيلية، إذ يعتقد شلحت أنّ "القضية الأهم التي تطرحها هذه الانتخابات في أجندتنا، هي إعادة الاعتبار إلى تنظيم المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، ومغادرة حالة التسمّر أمام مسألة تمثيله في البرلمان من جهة، ومن جهة أخرى جعل سؤال: لماذا نخوض انتخابات الكنيست؟ أكثر حدّة".

وتوقع المتحدث أن "يستمر التداول في هاتين القضيتين بعد أن تضع الانتخابات أوزارها، بغض النظر عن نتائجها"، كما توقع أن يكون حزب التجمع الوطني الديمقراطي بعد الانتخابات "هو الحزب الذي سيدأب على هذا الطرح لكي نصل إلى الغاية المنشودة".

من جهته، تطرق الباحث والمحاضر في جامعة حيفا محمد خلايلة، إلى طريقة عمل الأحزاب خلال فترة الانتخابات في البلدات العربية، قائلاً إنّ "أكبر عامل لتجنيد الناس على التصويت هو الموضوع المحلي، واصطفاف قوة محلية تحضيراً لانتخابات السلطات المحلية التي تنتظرنا في أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

وأوضح أنّ "الأحزاب فقدت قدرتها على التجنيد من خلال طروحاتها السياسية"، وذلك يعود للفجوة الكبيرة بين "الخطاب السياسي وقدرة الأحزاب على التجنيد، وما بين إمكانية ربط الناس بمشروع سياسي جماعي".

وتطرق خلايلة إلى أنماط التصويت في المجتمع العربي، من خلال ثلاثة سيناريوهات ممكنة لنتائج الانتخابات في الكنيست الـ21 للقوائم العربية، وكلها مرتبطة بنسبة التصويت لدى شريحة الفلسطينيين، "فمثلاً إذا كانت نسبة التصويت 40%، فلن تجتاز الثلاث قوائم نسبة الحسم، وهذا هو السيناريو الأول"، بحسب المتحدث.

أما السيناريو الثاني، فهو "إذا كانت نسبة التصويت 45%، فإنّ هذه النسبة ستساعد فقط القائمة العربية الموحدة في اجتياز نسبة الحسم، وهذا أكثر سيناريو واقعي"، بحسب المتحدث.

بينما سيتحقق السيناريو الثالث في حال "صوت 50% من الفلسطينيين، وهنا من الممكن أن تجتاز قائمتان نسبة الحسم، وهما القائمة العربية الموحدة وقائمة الجبهة العربية للتغيير"، وفق خلايلة.

يضيف أنّ "الحالة الوحيدة الممكنة كي تنال الثلاث قوائم نسبة الحسم، هي إذا وصلت نسبة التصويت إلى 57% من فلسطينيي الداخل، عندها تستطيع الثلاث قوائم اجتياز نسبة الحسم".

يُذكر أنّ ثلاث قوائم عربية تشارك في الانتخابات، وهي: القائمة العربية الموحدة، الجبهة العربية للتغيير، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي.

المساهمون