نصر الله: دعمنا لغزة مستمر ولا يستطيع الاحتلال فرض شروطه علينا

نصر الله: دعمنا لغزة مستمر ولا يستطيع الاحتلال فرض شروطه علينا

13 فبراير 2024
اعتبر نصر الله أن ما تقوم به الجبهة الجنوبية في لبنان "مسؤولية وطنية" (إكس)
+ الخط -

شدد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله على أنّ "جبهات وساحات الدعم والتأييد والمساندة لقطاع غزة مستمرّة طالما أن العدوان الإسرائيلي متواصل"، وأن "العدو ليس في موضع فرض الشروط على لبنان"، مشيراً إلى أن "130 يوماً من العدوان أظهرت العجز الإسرائيلي والفشل في تحقيق الأهداف، والذي لا يظهر من الكيان سوى صورة الانتقام الوحشي من المدنيين والأبرياء".

وقال نصر الله، خلال الاحتفال بذكرى "يوم الجريح"، اليوم الثلاثاء، إنّ "ما نقوم به في لبنان على مستوى جبهتنا منذ 129 يوماً إلى الآن ونواصل القيام به، وكذلك ما يقوم به الأخوة في الجبهات الأخرى المساندة هو بالدرجة الأولى استجابة صادقة للمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والايمانية والدينية الملقاة على عاتق كلّ واحد منّا"، معتبراً أنّ "ما جرى ويجري على الناس في قطاع غزة، يجب أن يهزّ ضمير كل انسان في هذا العالم ويزلزل وجدان كل الناس في العالم ويستشعروا المسؤولية".

وشدد نصر الله على أنه "لا يجوز أن تأخذنا لومة لائم، إذ من شأننا أن نأتي يوم القيامة وأيدينا مليئة ولدينا جواب نفتخر ونعتزّ به وهو اليوم شهداؤنا وجرحانا وبيوتنا التي تدمر في الجنوب، العائلات النازحة، والتحديات، ومواجهة كل الاحتمالات، وعوامل الشهداء، والإنجازات والبطولات، وحضور المقاتلين في الجبهات في أصعب الظروف".

وأشار إلى أنّ ما نقوم به في الجبهة الجنوبية في لبنان "مسؤولية وطنية"، وكان يجب أن "تُفتَح لتساعد وتساهم في منع إسرائيل من الانتصار وإلحاق الهزيمة بها، فنحن كشعب وكدولة ووطن لبناني مصلحتنا عندما يكون في جوارنا عدوّ مغتصب، محتلّ ومعتد، ألا يكون قوياً ومقتدراً بل مأزوماً ومهزوماً ومردوعاً ومستنزفاً، وذلك للحدّ من خطره على لبنان ودول وشعوب المنطقة".

ولفت نصر الله إلى أنّ "جبهة لبنان مفتوحة منذ 129 يوماً، والمقاومة تنفذ يومياً "عمليات على المواقع الإسرائيلية وتجمّعات العدو وآلياته بصواريخ ثقيلة ونوعية وإلحاق خسائر فادحة بها، لكن العدو يقاتل ضمن حدود وضوابط وما زال يقاتل ضمن حدود وضوابط معينة ولو أنه يهدّد بالتوسعة"، مشيراً إلى أنّ "هذه التجربة ثبتت موازين الردع وأثبتت أن لبنان لديه قوة رادعة حقيقية".

نصر الله: مقترحات تتبنى الورقة الإسرائيلية

وتطرّق نصر الله إلى الوفود الأجنبية التي تأتي إلى لبنان، وما تحمله معها من اقتراحات، آخرها المقترحات الفرنسية، فقال إنّ هدفها الوحيد هو "أمن إسرائيل، وكيفية إعادة 100 ألف مستوطن إلى المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة"، مشدداً على أنّ هذه الوفود" تتبنى حرفياً الورقة الإسرائيلية وتقدّمها إلى لبنان".

وقال نصر الله إنه "لا يريد أن يدخل بنقاشات حول هذه الطروحات، نحن موجودون في مجلس النواب والوزارة وعلى تواصل مع رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي والبرلمان نبيه بري، والخارجية، وحزب الله وحركة أمل، كثنائي مقاوم معنيان بالتشاور والتنسيق ويكون موقفنا موحدا، وهو كذلك".

وأضاف: "هذه الوفود تحاول التهويل، والتهديد بأنه إذا لم يتوقف إطلاق النار على جبهة الجنوب، ستبدأ إسرائيل الحرب، ولو كانت إسرائيل قادرة لفعلت ذلك من اليوم الثاني أو الرابع، لا أقول لن تفعل ذلك، ولكن هذه الوقائع، وتهويل الوفود لم يجد نفعاً"، لافتاً إلى أن "المكاسب السياسية التي يلوحون بها لا يمكن أن تؤثر على مواقفنا أو تؤدي إلى وقف الجبهة".

وأوضح أنه "حتى شن الحرب لن يوقف جبهة الجنوب"، والوقف يكون عندما يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة "ضمن اتفاق مع المقاومة"، وأن "العدو لا يفرض الشروط على لبنان فهو الضعيف والمأزوم".

نصر الله، الذي أعلن أنه سيكون له اطلالة ثانية بعد أيام قليلة يتطرّق فيها إلى تفاصيل عدّة، قال أيضاً، إنّ من يحمي لبنان هو معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، أما القرار الدولي 1701، فقد سجّل الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية آلاف الخروقات الإسرائيلية له، منذ عام 2006 وحتى اليوم.

وحول انقسام الآراء السياسية والشعبية حول عمليات "حزب الله" في الجنوب، بيّن نصر الله أنه "يجب أن نحرص ألا يؤدي السجال في لبنان والموقف من إسرائيل، إلى نزاعاتٍ طائفية، فهذه خسارة أخلاقية ووطنية واجتماعية الأمر الذي يصبّ في مصلحة العدو".

وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة في الأيام الماضية تصعيداً خطيراً غير مسبوق، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي مئات الغارات على قرى وبلدات حدودية ومنازل مدنيين، وتوسيعه رقعة استهدافاته ليتخطى بعضها "قواعد الاشتباك"، خلال محاولاته اغتيال شخصيات وقادة مسؤولين ميدانيين في "محور المقاومة".

ورفع "حزب الله" زخم عملياته العسكرية، التي يستخدم فيها أسلحة صاروخية نوعية، ملحقاً اضراراً مباشرة بمواقع وقواعد إسرائيلية بالغة الأهمية، وبتجمّعات جيش الاحتلال.

يأتي ذلك، في وقتٍ لا يزال الحلّ الدبلوماسي لإنهاء المواجهات النارية بين "حزب الله" والاحتلال الاسرائيلي بعيداً، خصوصاً في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة التي ربط نصر الله جبهتها بتلك اللبنانية "المساندة للقطاع" و"القضية الفلسطينية".

ويرفض "حزب الله" البحث بأيّ مقترحٍ للحلّ، آخره الفرنسي، قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويشدد على أن الإسرائيلي لا يمكن أن يفرض شروطه عليه، مع تأكيده ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية التي تحتلها.