نفي تمنّي سفير إيران بأنقرة انسحاب تركيا من سورية بحال فوز المعارضة

السفارة الإيرانية بأنقرة: السفير لم يعبّر عن تمنّيه انسحاب تركيا من سورية إذا فازت المعارضة

13 ابريل 2023
زعيم حزب السعادة يعلن عن ترشيح المعارضة كليجدار أوغلو لمنصب الرئيس (الأناضول)
+ الخط -

نفت السفارة الإيرانية في تركيا، اليوم الخميس، تقارير صحافية تحدثت عن تمني السفير محمد فارازماند انسحاب تركيا من سورية في حال فازت المعارضة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.

ونشرت السفارة على حسابها الرسمي على تويتر "نفيها القاطع" لصحة الأنباء التي أوردتها صحيفة "يني شفق"، ووسائل إعلام تركية، ذهبت إلى أن الموقف أطلق خلال إفطار نظمته السفارة قبل أيام، ودعت له زعيم حزب السعادة الإسلامي المعارض.

وجاء في بيان السفارة الإيرانية أن "ما نسبته "يني شفق" إلى السفير الإيراني لا أساس له من الصحة وكاذب بشكل كامل". وأوضحت أن "برنامج الإفطار السنوي الذي ينظم لا يتطرق إلى مواضيع من هذا القبيل، والجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفها واضح دائما باحترام مبادئ الديمقراطية في تركيا الصديقة وعدم التدخل بشؤونها الداخلية".

وشددت السفارة على أن "تركيا وإيران شركاء في المسألة السورية ضمن مسار أستانة، ولتخفيف التوتر تم تشكيل آلية رباعية، وعبرهما يتم التعاون بين حكومتي البلدين، ونؤكد على وجوب دعم هذه الجهود بكل فرصة متاحة". وختمت السفارة بيانها بالقول: "مراسم الإفطار هي عادة متأصلة لدى السفارة، ولا يتم تنظيمها لصالح حزب سياسي محدد".

وفي وقت سابق نقلت "يني شفق"، ووسائل إعلام أخرى، أن السفارة الإيرانية نظمت إفطاراً، في 28 آذار/مارس الماضي، وتمت دعوة زعيم حزب السعادة ضمن تحالف الشعب المعارض تمل قره موللا أوغلو إلى هذا الإفطار.

وأوضحت الصحيفة أن "السفير الإيراني تقدم بطلب يشبه الفضيحة، حين قال لزعيم حزب السعادة: "من المهم دعمكم لكلجدار أوغلو (مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية)، ونأمل عقب الانتخابات أن تسحب تركيا تواجدها العسكري في سورية"".

وأوردت الصحيفة في تقريرها: "إيران شريكة في ما حصل في سورية من عمليات القتل، ومنزعجة من تواجد تركيا في سورية، ودعمها للجيش الوطني السوري، وهناك ضغوطات تمارسها إيران على أذربيجان، ولهذا تنتظر فوز كلجدار أوغلو في الانتخابات".

وذكرت الصحيفة أن "حزب السعادة نظم قبل أيام إفطارا لسفراء الدول الإسلامية يجمع كلجدار أوغلو بهم، وأن المشاركة على مستوى السفراء كان من قبل السفير الإيراني فقط، دون أن تشارك بقية السفارات بهذا المستوى من التمثيل".

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو، والمقررة في 14 أيار/مايو المقبل، تزداد حدة الاستقطاب في البلاد، وهو ما ينعكس على الإعلام أيضا.

"حرييت" تنشر بنود المطالب التركية من النظام السوري

وفي سياق مرتبط بالملف السوري، نقلت صحيفة "حرييت" أربعة مواضيع طرحتها تركيا في اجتماع نواب وزراء الخارجية لكل من تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري المنعقد في موسكو الأسبوع الماضي.

وكشفت الصحيفة أن المواضيع الأربعة وهي عناوين رئيسية، شملت عودة اللاجئين، وتمثيل المعارضة بالمرحلة الجديدة، وإحياء العملية السياسية، ومكافحة الإرهاب.

وفي ما يتعلق بالعنوان الأول المرتبط بإحياء العملية السياسية وتمثيل المعارضة، بحسب "حرييت، ذكّرت تركيا بأن اللجنة الدستورية السورية لم تعقد، وأنه يجب المضي قدما في هذه المفاوضات وإحياء العملية وفق صيغ جديدة، و"يتم الحديث هنا عن إمكانية جمع النظام والمعارضة في منصة أستانة، وأن تركيا تتواصل مع المعارضة بهذا الصدد، ولكن من أجل تأسيس هذه المرحلة بشكل سليم، فإنها بحاجة إلى مزيد من الزمن".

أما عودة اللاجئين، فهي خطوة تأتي "مع إعادة إحياء العملية السياسية". وأشار الجانب التركي إلى صدور أكثر من 20 مرسوم عفو، واقترحت "أن تلعب الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، دوراً في إصدار عفو جديد حقيقي قابل للتنفيذ".

وبخصوص العنوان الثالث، أي المساعدات الإنسانية، فيشمل "تقديم مرونة في وصول المساعدات الدولية إلى كافة المناطق السورية عبر الحدود مع تركيا، وخاصة في ظل الحاجة عقب الزلزال، وهو ما ثبت لدى المسؤولين الأتراك، وهذه الخطوات تدعم تعزيز الثقة".

أما مكافحة الإرهاب، فهي أكثر ما يهم تركيا، إذ تطالب "بوقف تعاون النظام مع الوحدات الكردية"، ونقل الوفد التركي أن وحدة سورية هامة لتركيا بشكل كبير، و"يجب تطهير سورية من جميع العناصر المسلحة، بما فيها الوحدات الكردية، في شمال سورية".

ونقلت الصحيفة أن مطالب النظام تتمثل في "انسحاب تركيا من مناطق عملياتها العسكرية، وتعهدها بوحدة سورية في هذا الإطار".

وأكدت الصحيفة أن تركيا تتحرك مع دول عربية في مسألة التطبيع، وعودة العلاقات مع النظام، وتتواصل مع السعودية وقطر في هذا الخصوص، لافتة إلى أن "التعاون بين تركيا وسورية سيعود بالفائدة على البلدين".

وبدأت تركيا مرحلة من الحوار مع النظام على الصعيد الاستخباراتي تبعتها على الصعيد العسكري، توّج بلقاء بين وزيري دفاع البلدين في موسكو بحضور روسي، فيما عقد اجتماع لنواب وزراء الخارجية قبل أيام، بحضور إيراني هذه المرة. وبحسب وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، فإن اجتماع وزراء الخارجية الرباعي سيكون في موسكو مطلع الشهر المقبل.