محمد الجعبري على درب شهداء "الانتفاضة الثالثة"

محمد الجعبري على درب شهداء "الانتفاضة الثالثة"

10 أكتوبر 2015
الشهيد الجعبري ينضم إلى قافلة الشهداء (العربي الجديد)
+ الخط -
أدى الشهيد الفلسطيني، محمد الجعبري (18 عاماً)، صلاة فجر الجمعة الأخير، والتقط صورة تذكارية مع والده قبل أن يغادر المنزل، لتتلقى بعدها العائلة نبأ استشهاده عند مدخل مستوطنة "كريات أربع" في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

"غادر محمد المنزل قبيل صلاة الجمعة، كما بقية شباب العائلة الذين توجهوا إلى الصلاة"، يقول علاء الجعبري ابن عم "الشهيد" لـ"العربي الجديد"، ويتابع: "تلقينا في بداية الأمر نبأ استشهاد شاب من عائلة الجعبري برصاص الاحتلال، لكننا لم نكن نتوقع أن يكون محمد هو الشهيد".

كان الشهيد الجعبري يعمل في مشغل صناعة الأحذية في مدينة الخليل، منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات المساء، يمضي معظم وقته فيه العمل بحسب ابن عمه، وكأي شاب فلسطيني كان يحلم أن يؤسس عملاً خاصاً وأن يتزوج.

"كل الناس بتتمنى يكون عندها محمد" بهذه الكلمات استطاع ابن عمه أن يلخص قلب محمد الكبير، وحب الناس له، فهو الشاب الخلوق المواظب على صلاته، والملتزم في عمله والمخلص لأصدقائه، الشاب البسيط الذي تلقت العائلة خبر استشهاده كالصاعقة القوية.

وبحسب ابن عم الشهيد، لا تعرف العائلة إن كان محمد قد خرج لتنفيذ عملية طعن عند المستوطنة، كونه لم يبدُ عليه أي شيء يظهر نيته القيام بذلك، في الوقت الذي تُصر فيه العائلة على أن الفيديو الذي نشره الاحتلال عن السلاح والسكين بجانب جثة الشهيد ما هو إلا تلفيق وذريعة للقتل المتعمد.

الشيء الوحيد الذي كان يدل على طلب الشهيد الجعبري للشهادة، هو حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فهنالك كثير من الإشارات عن الشهادة، وشيء ما طلب أن يتحقق.

التحق محمد بشهداء ما أطلق عليه الشارع الفلسطيني "الانتفاضة الثالثة"، وترك الفراغ الكبير لعائلته كأي شهيد يترك ابتسامته خلفه، بينما ستحتاج أمه وأبوه وإخوته الخمسة وقتاً طويلاً لتجاوز صدمة الرحيل.

اقرأ أيضاً: تشييع جثماني الشهيدين الجعبري والجندي في الخليل