فك الحصار عن كفريا والفوعة... الأولوية الجديدة للنظام السوري

13 نوفمبر 2015
سيطرت قوات النظام على تلة الأربعين(جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل قوات النظام السوري، أخيراً، مساعيها لإحراز مزيد من التقدم في منطقة ريف حلب الجنوبي، على حساب فصائل المعارضة المسلّحة. وبعدما وصلت إلى جنوب بلدة الحاضر الاستراتيجية، إثر سيطرتها على قرية تل ممو، جدّدت محاولاتها لاستعادة السيطرة على قرية الحميرة القريبة، والتي تمكّنت المعارضة من استعادتها، الإثنين الماضي، من يد قوات النظام. كما تواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس الخميس، بين المعارضة وقوات النظام المسنودة بالطيران الروسي، في درعا والغوطة الشرقية، والتي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين.

ويؤكد الناشط الميداني، محمود يحيى، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام تمكّنت من السيطرة على تلة الأربعين، الواقعة إلى الشمال من قرية بردى القريبة من بلدة الحاضر، لتفرض سيطرتها على بلدة الحاضر، الأمر الذي وضع فصائل المعارضة المتبقية في البلدة، في موقف صعب.

ويلفت يحيى إلى أن قوات النظام تحاول خلخلة خطوط المعارضة بالقصف المدفعي والصاروخي المستمر، مستفيدة من قصف طيران النظام الحربي والروسي على مناطق سيطرة المعارضة، إذ شنّت سبع طائرات حربية روسية أكثر من ثلاثين غارة جوية على مناطق سيطرة المعارضة، في بلدات الحاضر وزيتان والزربة والعيس والمناطق المحيطة بها. كما قصفت مروحيات النظام بلدتي العيس والزيارة بأكثر من ستة براميل متفجرة، وذلك بعد يوم واحد فقط من شن الطائرات الحربية الروسية أكثر من عشر غارات جوية على بلدتي زيتان وخان طومان في ريف حلب الجنوبي.

في المقابل، شنّت عناصر المعارضة المسلّحة، أمس الأوّل الأربعاء، هجوماً على قوات النظام المتمركزة في القرى، التي سيطرت عليها جنوب بلدة الحاضر، لتتمكن من استعادة السيطرة على قرية المحل من دون أن تتمكن من السيطرة على قرية طام كوسا. وكانت قوات النظام قد تمكنت من السيطرة على ثلاث قرى صغيرة، الثلاثاء الماضي، انطلاقاً من قرية تل ممو التي سيطرت عليها قبل يومين، إذ مدّدت قوات النظام سيطرتها لتشمل قرى مكحلة وخربة المحل وطام كوسا، التي تقع جنوب بلدة الحاضر، وفقاً للناشط الميداني ذاته. ويجعل تمركز قوات النظام، في هذه القرى، على بعد خطوات قليلة من الوصول إلى قرية تليلات الاستراتيجية، التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، يوم الأحد الماضي.

وتسعى قوات النظام، من خلال تقدمها في ريف حلب الجنوبي على حساب المعارضة، إلى الوصول إلى تلة العيس المرتفعة، لتتمكن بعد ذلك من التقدم نحو بلدة الزربة الواقعة على أوتوستراد حلب دمشق الدولي الذي تسيطر عليه المعارضة، والذي يمتد من بلدة مورك في ريف حماة حتى مدخل مدينة حلب الجنوبي الغربي، الأمر الذي سيشكل، في حال تحققه، ضربة قوية لخطوط المعارضة جنوب حلب، وما سيمكّن قوات النظام من التقدم نحو مناطق ريف إدلب الشمالي بهدف فك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل المعارضة.

اقرأ أيضاً: تقدُّم كويرس... النظام السوري يحتاج المطار لقصف الشمال والشرق

وما يؤكد سعي النظام لفك الحصار عن هاتين البلدتين، وجود تشكيلات عسكرية تابعة لحركة "النجباء" العراقية، إلى جانب قوات النظام والمليشيات الموالية لها في المعارك الجارية في ريف حلب الجنوبي، إذ بثّت صفحات موالية للواء "النجباء" مقاطع مصوّرة عبر "فيسبوك" و"تويتر"، يظهر فيها وجود عناصر النجباء وهم يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري في ريف حلب الجنوبي. كما ظهر، في أحد المقاطع، قيام عناصر حركة النجباء بإحراق جثة لمقاتل، قالوا إنّه من عناصر جبهة النصرة الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة.

وأعلن الموقع الرسمي لحركة "النجباء"، أمس الأوّل الأربعاء، مشاركة قائدها العام أكرم الكعبي في معارك ريف حلب، وهو عراقي ينتمي سابقاً إلى التيار الصدري وجيش المهدي. وأشار موقع "الحركة" إلى أن الهدف من العملية العسكرية في ريف حلب، هو فك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل المعارضة.

ولا يستبعد مراقبون فك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا على الرغم من صعوبته، باعتبار أنّ قوات النظام اعتمدت منذ إطلاق عمليتها العسكرية في ريف حلب الجنوبي، استراتيجية السيطرة على التلال والمرتفعات الجبلية، التي تؤمن لها سيطرة على مناطق واسعة. وتمكّنت قوات النظام من السيطرة، منذ أيام، على تلة البنجيرة، قبل أن تبدأ مساعيها للسيطرة على تلة العيس حالياً، الأمر الذي يجعلها، في حال تحقّقه، قريبة من بلدة الزربة لتقترب أكثر من بلدتي الفوعة وكفريا عبر السيطرة على القرى الواقعة بين مدينة سراقب وبلدة تفتناز الواقعتين تحت سيطرة المعارضة.

في غضون ذلك، سقط قتلى وجرحى في محافظة درعا جنوب سورية، أمس الخميس، بغارات روسية استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة. ويقول الناشط الإعلامي، أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "خمسة ميدانيين سقطوا في درعا، وجرح آخرون في قرية الغارية الشرقية جراء الغارات الجوية الروسية، كما سقط جرحى في مدينة جاسم جراء قصفٍ مدفعي". ويشير المسالمة، إلى أنّ "الطيران الحربي الروسي ومدافع النظام، استهدفت، أمس الخميس، مناطق الغارية الشرقية والغربية، وسملين، وإنخل، وجاسم، والشيخ مسكين".

إلى ذلك، تستمر الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام في الأطراف الجنوبية من غوطة دمشق الشرقية، مع تواصل محاولات قوات النظام للتقدم في منطقة المرج ومطار مرج السلطان العسكري، الذي تسيطر عليه المعارضة في المنطقة. كما تتواصل الاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام على خطوط التماس بين الطرفين في ريف حماة الشمالي.

اقرأ أيضاً: قصف اللاذقية عشية فيينا... والنظام يحاول فصل الأكراد والتركمان