ساركوزي في الانتخابات: يميني متطرف ضد المسلمين لأجل الفوز

ساركوزي في الانتخابات: يميني متطرف ضد المسلمين لأجل الفوز

28 مارس 2015
نيكولا ساركوزي يعود إلى الواجهة من جديد (فرانس برس)
+ الخط -
هل يمكن بالفعل اختصارُ هذه الانتخابات الفرنسية بهذه الطريقة التي حاولت صحيفة ليبراسيون في صفحتها الأولى وصفحات داخلية سبع أن تقدّمها لقرائها يوم السبت 28 مارس/ آذار، أي قبل يوم واحد من الدورة الثانية لانتخابات الأقاليم، وهي موضوع العداء المستشري للمسلمين في فرنسا.

تصرّ الصحيفة اليسارية التي تُوافِق رئيس الوزراء الفرنسي انعراجته الليبرالية الجديدة، والقَلِقة على مصير الحزب الاشتراكي، الغارق في دوامة من الهزائم الانتخابية منذ توليه السلطة قبل ثلاث سنوات، على التذكير بأن الحملة الانتخابية التي كانت "عنيفة" أحياناً، و"قذرة" أحياناً، ناتجةٌ عن تعمد نيكولا ساركوزي استخدام لغة المزايدات التي استهدفت المسلمين بشكل مفتوح ومتحرر من كل العقد.

وترى الصحيفة أن نيكولا ساركوزي، الرابح الكبير في الدورة الأولى من هذه الانتخابات، حاول بكل الوسائل استمالة أصوات ناخبي اليمين المتطرف، عن طريق استهداف الجالية الإسلامية من جهة، واستخدام مفهوم العلمانية لصالحه، من جهة ثانية.

اقرأ أيضاً: الإسلام وتحدياته يتصدران المعركة الانتخابية الفرنسية

والحقيقة أن استخدام هذه الفزّاعات، خلال كل استحقاق انتخابي، أصبح رتيباً ومفضوحاً. ففي الوقت الذي تلوم فيه الطبقةُ السياسية الفرنسية الجاليةَ الإسلامية بسبب انكفائها وانطوائها الهوياتي، إلا أنها لا تفعل الكثير لكسر هذا الانزواء.

ويذكر مراقبون بتقارير طلبتها الحكومات الفرنسية ورفضت تطبيق توصياتها، حين يتعلق الأمر بحقوق المسلمين والأقليات. كما أن كل الأعمال التي ينجزها جامعيون فرنسيون بخصوص العلمانية لا تجد لها آذانا صاغية.

وتذكر ليبراسيون أنه منذ سنة 1991 وتأسيس كرسي تاريخ وسوسيولوجيا العلمانية في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية لم يتوقف الجامعيون عن إثارة النقاش. ولكن توصياتهم وأفكارهم التي تنحو منحى المقاربات المفتوحة، لا تروق ولا تقنع المُنتَخَبين (أصحاب القرار).        

ويحاول نيكولا ساركوزي الذي نجح في توحيد كل مكوّنات اليمين التقليدي والوسط، بما فيها حزب الموديم، بفضل تدخل ألان جوبيه الحاسم، أن يحقق لحزبه وحلفائه نصراً "تاريخياً"، محذراً من رُكون الفرنسيين لمقاطعة الدورة الثانية تحت ذريعة أن النتائج معروفة سلفاً، ويقول: إن "التغيّب عن التصويت يعني ركوب سيارة من دون معرفة رأي السائق".

وما يمنح الكثير من الثقة في النفس لساركوزي هو كون اليمين والوسط يحتلان الصدارة في ثلثي المناطق الانتخابية، وكذلك بقاء الأقطاب الثلاثة (اليمين واليسار واليمين المتطرف) في 15 في المائة من الأقاليم، وهو ما يعزز من فرص فوز اليمين التقليدي.

من جهته، يحاول مانويل فالس إظهار الرضى الذاتي (مُنكراً الهزيمة الكبيرة ومُبرِزاً انتصاره على "استطلاعات الرأي" التي كانت تمنحه نتائج أكثرها جنائزية؛ متدنية)، على نتائج الدورة الأولى وتفاؤله في الدورة الثانية، أن يُقنع نفسه وأنصاره بأن النصر ممكن، ولهذا السبب وجّه نداءً عاطفياً، كما هي طريقته في الحديث، إلى كل الناخبين من اليسار ومن الجمهوريين بأن يُصوّتوا لمُرشَّحي اليسار، أو لمرشح الجمهوري في حالة عدم وُجود مرشح يساري.

وقد استحضر مانويل فالس شعار "الجبهة الجمهورية"، وهو ما يعني محاصرة مرشحي حزب الجبهة الوطنية والمحسوبين عليها، ولكنه أصبح متجاوَزاً ومتقادماً منذ أن قرر حزب نيكولا ساركوزي ألا يختار بين الحزب الاشتراكي والجبهة الوطنية.

والجدير بالذّكر أن مانويل فالس الذي بنى حملته على "الخوف" من حزب الجبهة الوطنية ومن "غياب حسّها الجمهوري"، وجَّهَ خطاباً للمثقفين الفرنسيين، يعيب فيه عليهم "صمتهم"، داعياً إياهم للانخراط في المعركة. 

اقرأ أيضاً: انتخابات الأقاليم الفرنسية: الكلّ رابح... في اليمين

دلالات

المساهمون