الجامعة العربية تدين الانتهاكات الإسرائيلية بمقبرة "مأمن الله" بالقدس

الجامعة العربية تدين الانتهاكات الإسرائيلية بمقبرة "مأمن الله" بالقدس

10 اغسطس 2015
تحذير من المساعي لتهويد المقبرة (العربي الجديد)
+ الخط -

حذرت الجامعة العربية، اليوم الاثنين، من التداعيات الخطيرة نتيجة الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في مقبرة مأمن الله ‏التاريخية في القدس، والتي تضم رفاة بعض الصحابة الكرام، والعديد من رموز الفكر والثقافة، وأضرحة شهداء دافعوا عن ‏فلسطين وعن مدينة القدس بشكل خاص، ومعظمهم من جيش صلاح الدين الأيوبي ومنه مسلمون ومسيحيون ساهموا في ‏التصدي إلى الأوروبيين الذين أرادوا استعمار هذه المنطقة ونشر التطرف الديني فيها.‏


ونبهت الجامعة إلى أن هذه المقبرة تحظى باحترام واسع من المسلمين والمسيحيين في العالم، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات ‏الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بالتدخل الفوري لوقف هذه الجريمة ‏النكراء ومساءلة المتسببين فيها، وفضح الممارسات الإسرائيلية ومخططاتها الرامية لتهويد القدس.‏

وقالت الجامعة، في بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بممارسات ‏وسياسات ترمي إلى تنفيذ سياسة التطهير العرقي وطمس ومحو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية في القدس، وهي تقوم في ‏هذه الساعات باستهداف مقبرة مأمن الله، التي تحظى باحترام واسع لدى المسلمين والمسيحيين ليس في فلسطين فحسب، بل أيضاً ‏في جميع أنحاء العالم.‏

كما حذرت الجامعة من خطورة هذه الجريمة النكراء واستمرار المساس بالمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس، معتبرة ‏أن هذا التصرف الذي تقوم به إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) في مقبرة مأمن الله إنما هو انتهاك لحرمة الموتى، التي أجمعت ‏الأديان السماوية بلا استثناء على ضرورة عدم المساس بها، وأن إصرار إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) على تجريف مقبرة ‏مأمن الله التاريخية سوف يؤدي إلى ردود أفعال وفتح أبواب لصراع ديني قد لا تحمد عقباه.‏

وأوضحت الجامعة أن هذه المقبرة التاريخية، التي تخطى عمرها الألف عام وكانت تحظى باحترام كل الحكومات والحكام على ‏مدى هذا الزمن الطويل، إلا أن إسرائيل منذ عدة سنوات وهي تستهدف هذه المقبرة وتقوم بتجريفها ونثر رفاة ما يقارب الـ1500 ‏من الأموات من المدفونين في قبورها، حيث تبلغ مساحة المقبرة الـ200 دونم، كانت قد انتزعت في البداية تحت شعار إقامة ‏‏"متحف للتسامح".‏

ولفتت إلى قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي أيضاً بافتتاح مقهى ليلي على قسم من المقبرة، وصلت مساحته البنائية إلى نحو 250 ‏متراً مربعاً، ومقام على قطعة أرض مساحتها 450 متراً مربعاً، ومجهز لاستيعاب حفلات عامة، ويحتوي على "بار-خمارة"، ‏ويتسع لـ 110 كراسٍ، وحوله فناء واسع.‏

وعبرت الجامعة العربية عن إدانتها لهذه السياسة العنصرية وسياسة التطهير العرقي، محملة حكومة إسرائيل (السلطة القائمة ‏بالاحتلال) وما يسمى بـ"بلدية القدس"، وشركة "عيدن" المنفذة لهذه الأعمال، المسؤولية الكاملة عن الآثار المترتبة على تلك ‏السياسات المتبعة من قبلهم، خاصة في إطار ما تتمتع به هذه المقبرة من مكانة تراثية، إذ أن وجود بركة مياه كنعانية بها، يحظر ‏المساس بها وتغيير طابعها.‏