اغتيال النايف بالسفارة الفلسطينية في بلغاريا.. والموساد المتهم الأول

اغتيال النايف بالسفارة الفلسطينية في بلغاريا.. والموساد المتهم الأول

26 فبراير 2016
المؤشرات الأولية تظهر أن النايف لم يصب بالرصاص(فيسبوك)
+ الخط -
عُثر صباح اليوم الجمعة، على الأسير الفلسطيني السابق، عمر النايف، مقتولاً، في مبنى السفارة الفلسطينية في صوفيا، وقد تردّد أنّه تمّ رمي جثّة المغدور من الطابق الثاني من السفارة، في حين أدانت الرئاسة الفلسطينية عملية الاغتيال، وأمرت بتشكيل لجنة تحقيق خاصة للكشف عن ملابسات الحادث، الذي تشير أصابع الاتهام إلى ضلوع الموساد الإسرائيلي فيه.

وسمح السفير السفير الفلسطيني، أحمد المذبوح، للأجهزة الأمنية والادّعاء البلغاري والطب الشرعي بدخول حرم السفارة، وإجراء اللازم، وذلك في الساعة (9.40 في التوقيت المحلي)، لتحديد ساعة الوفاة وأسبابها. وأفيد بأنه سيتم تحديد كل ملابسات الجريمة وتفاصيلها في وقتٍ لاحق من نهار اليوم.

ولا تحظى السفارة الفلسطينية في صوفيا بحماية خاصّة عند مدخلها، ولا توجد أجهزة إنذار وما شابه، ويمكن دخولها أو اقتحامها بسهولة، ما سهّل اغتيال النايف الذي، احتمى بالسفارة منذ شهرين، بعد طلب الاحتلال من السلطات البلغارية تسليمه.

ولجأ النايف، المطارد من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ (25 عاماً)، إلى السفارة الفلسطينية في صوفيا، بعدما أصدر الادّعاء البلغاري مذكّرة باعتقاله 72 ساعة لمحاكمته، والمصادقة على طلب تسفيره إلى إسرائيل التي تربطها مع بلغاريا اتفاقية تعاون قضائي منذ تسعينيات القرن الماضي.

وأصدرت إسرائيل حكماً بالسجن مدى الحياة بحقّه، لكنّه تمكّن من الهرب، بعدما أمضى خمس سنوات في السجون الإسرائيلية. وجهدت السلطة الفلسطينية لتسوية ملف عمر على الصعيد الدبلوماسي من دون التوصّل إلى نتيجة، في وقتٍ أصرّ فيه النايف على البقاء في حرم السفارة، حتى انقضاء الفترة المحدّدة لسقوط القضية بالتقادم عام 2020، ليجد مصرعه بعد مضيّ ثلاثة أشهر ونيّف من لجوئه إلى السفارة.

وترتبط بلغاريا مع إسرائيل بمعاهدات واتفاقيات أمنية لتبادل المعلومات، الأمر الذي أكّد عليه رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، في زيارته تل أبيب، يومي 24 و25 فبراير/شباط الجاري. وأكّد الطرفان على تطوير سبل التعاون الأمني والتنسيق المشترك لمكافحة "الإرهاب" على كل الأصعدة.

لجنة تحقيق تتوجه إلى بلغاريا

قرّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات مقتل النايف. وأدان بأشد العبارات، في تصريحات نشرتها الوكالة الرسمية "وفا"، جريمة الاغتيال، وأصدر تعليماته إلى لجنة التحقيق التي تم تشكيلها بالتوجه فوراً إلى بلغاريا، لكشف ملابسات ما حدث.

بدوره، أكّد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن الرئاسة ستتابع هذا الموضوع مع السلطات البلغارية والجهات ذات العلاقة للكشف عن ملابسات الحادث.

من جانبه، قال وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات، لوكالة "وفا"، "لقد أبلغنا السفير الفلسطيني لدى بلغاريا بالعثور على المناضل عمر النايف مصاباً بجروح بالغة في الجزء العلوي من الجسم، وتم استدعاء الإسعاف، لكنه للأسف فارق الحياة".

وتابع جرادات: "المؤشرات الأولية تظهر أن النايف لم يصب بالرصاص، وتم العثور عليه في حديقة السفارة وليس بداخلها".

واتّهم رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، الموساد والحكومة الإسرائيلية بالوقوف وراء ما وصفها بـ"الجريمة البشعة".

وطالب قراقع بلجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة وأن تقوم الحكومة البلغارية بملاحقة مرتكبي هذه الجريمة ومحاسبتهم وفقاً للقوانين الدولية.

واعتقل النايف عام 1986 في مدينة القدس المحتلة، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من مكوثه في السجن أعلن إضراباً عن الطعام، وبعد أربعين يوماً من الإضراب تم نقله إلى أحد المستشفيات في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

وعقب ذلك، تمكن من الهرب من المستشفى في 21 مايو/أيار من العام 1990، وتحرير نفسه، ثم اختفى حتى خروجه من فلسطين، وعاش في دول عربية إلى عام 1994، حين سافر إلى بلغاريا واستقر هناك وتزوج، ولديه ثلاثة أطفال، وتحمل زوجته وأولاده الجنسية البلغارية ولديه إقامة دائمة هناك.