توتر العلاقات بين أميركا وتركيا يرافق أردوغان إلى واشنطن

توتر العلاقات بين أميركا وتركيا يرافق أردوغان إلى واشنطن

01 ابريل 2016
أردوغان في لقاءٍ له في واشنطن (سيم أوزديل/الأناضول)
+ الخط -

يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العاصمة الأميركية، واشنطن، للمشاركة في قمة "الأمن النووي"، وسط توتر في العلاقة بين الجانبين، بسبب الخلاف حول عدد من المواضيع، وعلى رأسها دور قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لحزب "العمال الكردستاني"، في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إثر بروز تقارير تؤكد نية "الاتحاد الديمقراطي" عبور نهر الفرات غرباً، والسيطرة على مدينة منبج، الخاضعة لسيطرة التنظيم، بعد أن كثفت الطائرات الأميركية غاراتها على المدينة في الأيام الاخيرة. وذلك في إطار اتفاق أميركي ـ روسي، بدا وكأنه يقضي بأن تتولى موسكو دعم نظام بشار الأسد، في استرجاع تدمر، بينما تتولى واشنطن الإشراف على السيطرة على ريف حلب الشرقي، الخاضع لسيطرة "داعش"، المقابل للحدود التركية وصولاً إلى تحرير الرقة.

ورغم لقاء أدوغان بنائب الرئيس الأميركي جو باين، أمس الخميس، ونفي وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، وجود أي تدهور في العلاقات بين الجانبين، خلال مقابلة أجرها مع إذاعة "صوت أميركا"، يوم الأربعاء، لكن التوتر كان واضحاً، من خلال محاولات الرئيس الأميركي باراك أوباما، تجنّب لقاء أردوغان، إلا بشكل سريع على هامش القمة. كما بلغ الأمر ذروته، حين أزال موقع "تويتر"، في وقت لاحق، وسم "نحب أردوغان"، الذي أطلقه مؤيدو الرئيس التركي، قبل وصوله إلى واشنطن، بعد أن تصدّر قمة أكثر الهاشتاغات شعبية، في الموقع بساعات، ما أثار الكثير من الجدل في الأوساط التركية.

في غضون ذلك، يحاول أردوغان من مقر إقامته في فندق سانت ريجيس في واشنطن، ممارسة ضغوط على الإدارة الأميركية، من خلال عدد من اللقاءات التي أجراها مع عدد من الأكاديميين ومدراء مراكز الأبحاث، وكذلك ممثلين عن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، كما سيلقي محاضرة في معهد "بروكينغز"، وسيتحدث أيضاً في عشاء عمل في "المجلس الأطلنطي".



وكان أردوغان قد التقى وفداً من ممثلين عن اللوبي اليهودي وهم: عضو "رابطة مكافحة التشهير"، كين جاكوبسون، ونائب رئيس "اتحاد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة"، مالكوم هونلن، ونائب رئيس "المجلس اليهودي العالمي"، روبرت سينغر. وناقش الطرفان العلاقات الإسرائيلية التركية ومكافحة الإرهاب. ووصف هونلين اللقاء بأنه "كان إيجابياً للغاية".

وحضر اجتماع أردوغان المغلق مع الأكاديميين، كل من عميد كلية الخدمات الخارجية في جامعة جورج تاون، جويل هيلمان، عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز، ولي نصر، ورئيسة مركز "وودرو ويلسون"، جين هارمان، ومدير إدارة معهد "الشرق الأوسط لدراسات الشرق الأدنى"، مايكل سينغ، فضلاً عن العديد من من الأكاديميين البارزين والمسؤولين الأميركيين السابقين، من دون أن يتواجد في الاجتماعات أي من المسؤولين في إدارة أوباما الحالية، ما يوحي بحجم التوتر بين الجانبين.

وبحسب التسريبات، فقد استمر الاجتماع بين أردوغان والأكاديميين حوالي ثلاث ساعات، أكد خلاله أردوغان على أهمية تركيا كحليف لا يُمكن تجاوزه في الشرق الأوسط، إن أرادت واشنطن الانتصار في حربها على "داعش"، وموجّهاً انتقادات شديدة لسياسات الإدارة الأميركية في المنطقة.

ولم تشهد العلاقات التركية ـ الأميركية خلال العقد الأخير توتراً كالذي تشهده الآن، وبعد المقال المشترك الذي كتبه كل من السفيرين الأميركيين السابقين في أنقرة، إريك إدلمان ومورتون أبروموفيتش، الذي انتقدا فيه أردوغان بشدة ودعياه إلى الاستقالة، أثار مقال آخر كتبه المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، مايكل روبين، على موقع معهد "أميركان إنتربرايز"، جدلاً كبيراً، لكونه حذّر أردوغان من "إمكانية قيام الجيش بانقلاب عسكري عليه".

وأطلق مقال روبين الكثير من الشائعات، كان آخرها "الادّعاء بأن مجموعة من الضباط التابعين لحركة الخدمة بقيادة فتح الله غولن، يخططون لانقلاب"، ما دفع الجيش التركي، أمس الخميس، إلى إصدار بيان نفى فيه ذلك نفياً قاطعاً، وأكد التزامه بـ"مبادئ الديمقراطية"، وبأنه "بدأ بحملة قانونية ضد من نشر هذه الادعاءات".

في المقابل، كشف تقرير لصحيفة "تايمز" البريطانية، يوم الإثنين، بأن "أجهزة الاستخبارات الغربية تعتقد بأن عدداً من الإرهابيين المتورطين في هجمات باريس وبروكسل، قد عبروا الأراضي السورية عبر الحدود التركية السورية التي يسيطر عليها داعش، قبل أن يجدوا طريقهم إلى أوروبا". وكشفت عن خطة أميركية تقضي بـ"دعم قوات الاتحاد الديمقراطي للسيطرة على مدينة منبج وكذلك على كل المنطقة الحدودية".

وعليه، أكد مصدر في الخارجية التركية لـ"العربي الجديد"، بأن "الخطوط الحمراء التركية لا زالت سارية في ما يخص أي محاولة من قبل الاتحاد الديمقراطي للتقدم غرب الفرات، وأن أي محاولة من قبل الاتحاد الديمقراطي ستلاقي رداً عنيفاً من قبل الجيش التركي المرابط على الحدود. نحن لسنا مضطرين لدخول الأراضي السورية لكن المدفعية والصواريخ التابعة للجيش التركي ستكون كافية لتكبيده خسائر فادحة لن يقوى على تحمّلها". وأضاف أنه "وصلت أوامر من قبل رئاسة مجلس الوزراء بتشديد ملاحقة المتعاونين مع الاتحاد الديمقراطي وتجفيف مصادره المالية، وتشديد الخناق عليه".