العراق: الصدر يُفشل جلسة البرلمان..ويعلن اعتكافه العمل السياسي

العراق: الصدر يُفشل جلسة البرلمان..ويعلن اعتكافه العمل السياسي

30 ابريل 2016
المتظاهرون دخلوا مبنى البرلمان (Getty)
+ الخط -


فاجأ زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، البرلمان العراقي بتعليق حضور كتلته جلسة، اليوم السبت، التي كان من المنتظر خلالها إكمال الكابينة الوزاريّة، الأمر الذي تسبب بتعطيل نصابها القانوني، وإفشال مساعي تشكيل الكابينة الحكوميّة.

وقالت الكتلة في بيان صحافي مقتضب، إنّ "كتلة الأحرار (التابعة للتيّار الصدري) تعلن عدم حضورها جلسة البرلمان لهذا اليوم، بسبب اعتماد الكتل الأخرى على مبدأ المحاصصة الحزبية في اختيار الكابينة الوزارية"، مشيرة إلى أنها "ستستمر في تعليقها حضور جلسات البرلمان".

في غضون ذلك، أعلن زعيم التيّار الصدري، أنّه "لن يشترك في أي عمليّة سياسيّة فيها أي نوع من المحاصصة".

وقال الصدر خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، إنّه "لن يجالس أي سياسي مهما كانت مطالبه، من دون الإصلاح السياسي"، مؤكّدا أنّ "أي وزير في الحكومة لا يمثلني، ولن أرشح وزيرا جديدا في الحكومة المقبلة".

وأعلن الصدر اعتكافه لـ"مدة شهرين متتابعين، ووقف عمل كتلته وأي عمل سياسي إلّا تشكيل كتلة عابرة للطائفيّة والأحزاب".

واضطرّ رئيس البرلمان سليم الجبوري، إلى تأجيل جلسة البرلمان الى الثلاثاء المقبل، بعد أن اختلّ نصابها، وكان من المؤمّل أن يعرض رئيس الحكومة، حيدر العبادي، أسماء ما تبقى من كابينته الوزاريّة على البرلمان، الذي سيعقد جلسته وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة.

وقبل إعلان التيار عن مقاطعة العملية السياسية، اتخذت قيادة العمليّات المشتركة في العراق إجراءات أمنيّة عاجلة بإغلاق جميع منافذ المنطقة الخضراء، تحسّباً لأي طارئ، وضاعفت من أعداد قواتها الأمنية فيها، وذلك عقب عبور آلاف المتظاهرين جسر الجمهورية، باتجاه بوابات المنطقة الخضراء، بهدف الضغط على رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ورئيس البرلمان.

وتمكّن آلاف المتظاهرين، اليوم السبت، من تجاوز الحواجز الأمنية، وعبور جسر الجمهورية، باتجاه بوابات المنطقة الخضراء، مرددين عبارات مندّدة بالتصويت على عدد من الوزراء، وتأجيل التصويت على بقية الوزارات. ولوح المتظاهرون بتجديد الاعتصام عند مداخل المنطقة الخضراء الحكومية، في حال لم يتم إكمال تشكيل الحكومة، اليوم.

وقال عضو اللجنة التنسيقية للتظاهرات التابعة "للتيار الصدري"، سجاد الأزيرجاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مختلف مكونات الشعب اشتركت في تظاهرة اليوم، للمطالبة بالإصلاح والتغيير، مضيفاً أن التظاهرات ليست حكراً على "التيار الصدري"، بل ضمت عراقيين قدموا من مختلف المحافظات الجنوبية والشمالية والغربية.

واعتبر الأزيرجاوي أنّ "وقفة اليوم تمثل وقفة شرف لتغيير الفاسدين، وكل عراقي غيور مطالب بالمشاركة فيها"، مشدّداً على ضرورة تكثيف الضغط الشعبي على الحكومة والبرلمان للإسراع بالتغيير.

في المقابل، قال ضابط في قيادة العمليّات، لـ"العربي الجديد"، إنّه "بعد أن تحّرك المتظاهرون من أتباع التيّار الصدري نحو بوابات المنطقة الخضراء، وجّهت قيادة العمليّات بإغلاق جميع البوابات ومنعت الدخول والخروج إلى المنطقة".

وأضاف الضابط أنّ "القيادة ضاعفت أعداد القوات عند البوابات، ونشرت عربات ومدرّعات لتأمين المنطقة، بينما تحركت المروحيات في سماء المنطقة لتأمينها"، مبيّناً أنّ "بوابات المنطقة سيتم إغلاقها بالحواجز حتى انتهاء جلسة البرلمان وفقاً لتوجيهات القيادة".

وأشار إلى أنّ "القيادة وجّهت بعدم التصادم مع المتظاهرين في حال حاولوا دخول المنطقة الخضراء، إلّا بعد وصول التوجيهات من القيادات العليا"، مبيّناً أنّ "الوضع الأمني بدا مربكاً داخل المنطقة الخضراء، فيما منع الموظفون والمدنيون من الدخول أو الخروج منها".

المساهمون