هؤلاء مسؤولو حزب الله الذين قتلوا منذ 2008

13 مايو 2016
سقط عدد من قادة حزب الله بسورية (حسين بيضون)
+ الخط -

في فبراير/ شباط 2008، بدا خبر اغتيال القائد العسكري الأسبق في "حزب الله"، عماد مغنية بدمشق، خبراً مفاجئاً للجميع.

شكّلت سورية في ذلك الوقت ساحةً آمنة نسبياً، تحرّك فيها مسؤولو "حزب الله" بحرية عالية قياساً إلى لبنان. وليل أمس الخميس، اغتيل القائد العسكري الذي خلف مغنية، مصطفى بدر الدين، في "انفجار كبير استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي" بحسب ما جاء في بيان صادر عن "حزب الله". وأشار إلى أن تحقيقاً بدأ بهدف "تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي، وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريباً".

لكن منذ عملية الاغتيال، باتت الساحة السورية المكان الذي يسقط فيه مسؤولو "حزب الله" واحداً تلو الآخر. بعضهم جرى اغتياله، وآخرون قُتلوا في المعارك العسكرية مع المعارضة السورية. فمن هم هؤلاء المسؤولون:

عماد مغنية: في العام 2008، اغتيل مغنية بعبوة زُرعت في سيارته في منطقة كفرسوسة في دمشق. توعّد "حزب الله"، إسرائيل، بردّ قوي على الاغتيال، لكن الرد لم يحصل، إلا إذا اعتُبر تفجير باص السياح الإسرائيليين في يوليو/تموز 2012 في بلغاريا رداً على الاغتيال.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2014، كُشف النقاب عن تورط أحد مسؤولي "حزب الله"، محمد شوربة، بالتجسس لصالح إسرائيل، وقد أعلن الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، بعد مدة على توقيفه، أنه هو "في وحدة من الوحدات الأمنية التي لها طابع حساس، عادةً نحن في التقسيم القديم كنا نقول مسؤول وحدة وتحته مسؤولو أقسام، هو مسؤول قسم من هذه الأقسام".

وأشارت المعلومات المسربة حينها إلى أن شوربة تولّى منصب معاون مسؤول الوحدة 910 في الحزب، أي وحدة العمليّات الخارجيّة. وهو واحد من أربعة معاونين لمسؤول هذه الوحدة.

كما أن شوربة تسبب في إفشال محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، واستهداف السفارة الإسرائيلية في أذربيجان عام 2009.

حسان اللقيس: اغتيل القيادي في الحزب حسان اللقيس، أمام منزله في بلدة الحدث الملاصقة للضاحية الجنوبية لبيروت، في ديسمبر/كانون الأول من العام 2013، عبر إطلاق الرصاص عليه من مسدس مزود بكاتمٍ للصوت. واتهم "حزب الله" إسرائيل بتنفيذ عمليّة الاغتيال. وكان اللقيس أحد القادة الأمنيين في الحزب، ولعب دوراً مهماً في عمل "حزب الله" العسكري في سورية، لدعم النظام في وجه الانتفاضة الشعبية ضده.

جهاد مغنية: هو نجل القائد العسكري الأسبق للحزب عماد مغنية، وابن شقيقة القائد العسكري السابق مصطفى بدر الدين. قُتل مغنية مع خمسة رفاق له، من بينهم القيادي في الحزب محمد أحمد عيسى "أبو عيسى"، في غارة إسرائيلية على موكب لهم في القنيطرة في يناير/كانون الثاني 2015. ورد "حزب الله" بعد عشرة أيام بعمليّة في مزارع شبعا اللبنانيّة، أدت إلى مقتل جنديين من قوات الاحتلال.

"أبو محمد الإقليم": قتل القيادي في "حزب الله" حسن محمد الحاج، المعروف بـ"أبو محمد الإقليم" و"الحاج ماهر"، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2015. شغل منصب القائد العسكري لـ"حزب الله" في منطقة إقليم التفّاح لسنوات، وهي من المناطق المهمة للحزب. كما تولّى قيادة العمليّات في عدّة مناطق في سورية، قبل أن يُقتل في المعارك فيها، وهو الذي كان يتولى قيادة قوات الحزب في إدلب وحماة كما نشرت مواقع إلكترونية قريبة من حزب الله.

سمير القنطار: في ديسمبر/كانون الأول 2015، اغتالت إسرائيل سمير القنطار بغارة جوية على دمشق. ولعب القنطار دوراً في بناء مليشيا درزية تُقاتل إلى جانب النظام، بحسب المعارضة السورية، بينما يقول "حزب الله" إن القنطار كان يعمل على إنشاء مقاومة في الجولان المحتل ضد الجيش الإسرائيلي.

اغتيل القنطار في سورية بعدما قضى 29 عاماً في الأسر لدى الاحتلال بتهمة "قتل إسرائيليين"، خلال عملية فدائية نفّذها عام 1979 في مدينة نهاريا شمالي فلسطين المحتلة.

كان القنطار يومها قائد المجموعة العسكرية التابعة لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" التي تبنت العملية، وذلك بعد مغادرته صفوف "الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة" والتحاقه بالجبهة التي أسسها منشقون عن القيادة العامة.

طلب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله القنطار بالاسم لإجراء صفقة التبادل مع إسرائيل، بعد أسر مقاتلي الحزب لجنديين إسرائيليين في يوليو/تموز عام 2006، وهي العملية التي تبعها عدوان إسرائيلي واسع على لبنان طاول المدنيين اللبنانيين والبنى التحتية طوال 33 يوماً، وراح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى. خرج القنطار بعدها بعامين (عام 2008) إلى الرأي العام مُرتدياً الزي العسكري الخاص بمقاتلي "حزب الله".

رد "حزب الله" على اغتيال القنطار بعمليّة محدودة في مزارع شبعا المحتلة بعد نحو أسبوعين على اغتياله.

"علاء البوسنة": في فبراير/شباط الماضي استعاد "حزب الله" جثة أحد أبرز قادته الميدانيين، علي فياض، المعروف بـ"علاء البوسنة"، في عمليّة خاصّة، بتلة الحمام بريف حلب الجنوبي الشرقي في سورية. ويُعتبر فياض، أحد أبرز قادة "حزب الله" الميدانيين. وتداولت مواقع إلكترونيّة قريبة من الحزب سيرة فياض الذاتية. وأشارت إلى أنه من العناصر الذين شاركوا في تدريب الجيش البوسني في مطلع تسعينيات القرن الماضي. كما تولّى تنفيذ أهم عمليات "حزب الله" الخاصّة في الجنوب اللبناني.

وتداول ناشطون ووسائل إعلام قريبة من الحزب، شريطاً لتفجير العتيبة (الغوطة الشرقية)، الذي يقول "حزب الله" إنه كمين استهدف رتلاً لمقاتلي المعارضة السورية في منطقة العتيبة في فبراير/شباط 2014، وأدى إلى مقتل نحو 175 شخصاً، وتُسمع عبارة "فجّر يا علاء" في هذا الشريط. ولفتت هذه المواقع إلى أن "البوسنة" هو مهندس الكمين.

يُذكر أن الائتلاف السوري أصدر بياناً حينها، طالب بإجراء تحقيق لكشف تفاصيل "المجزرة الدموية"، إذ اتهم النظام السوري وحلفاءه بتنفيذ "مجزرة" في حق المدنيين، عبر نصب كمين لمن حاول منهم الخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة إلى منطقة البادية.

كما ادعت المواقع القريبة من "حزب الله"، أن القيادي علي فياض شارك في عمليات تحصين بغداد، بعد سقوط الموصل في يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2014.

مصطفى بدر الدين: يُعتبر بدر الدين (الملقب بـ"ذو الفقار") المسؤول العسكري الأبرز في الحزب الذي يُقتل في سورية بعد اندلاع الثورة، وتولّى مهام القائد العسكري محل عماد مغنية، وهو عضو "المجلس الجهادي في حزب الله".

وتتهم المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان بدر الدين بالمشاركة بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير/ شباط من العام 2005، ووجهت له تهم: "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة، وقتل (رفيق الحريري) عمداً باستعمال مواد متفجّرة، وقتل (21 شخصاً آخرين) عمداً باستعمال مواد متفجّرة، ومحاولة قتل (231 شخصًا) عمدًا باستعمال مواد متفجّرة".

كما تتهمه أوساط سياسية لبنانيّة بالمسؤولية عن اغتيال رئيس فرع المعلومات السابق في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن.

وتفرض الولايات المتحدة الأميركيّة والسعودية عقوبات على بدر الدين، وتشير تقييمات وزارة الخزانة إلى أنه  "المسؤول عن عمليات "حزب الله" العسكرية في سورية منذ عام 2011، بما في ذلك (حركة مقاتلي حزب الله) من لبنان الى سورية، دعماً للنظام السوري، ومنذ عام 2012، يقوم بدر الدين بتنسيق أنشطة الحزب العسكرية في سورية وقاد عملياته البرية في بلدة القصير السورية في شهر فبراير/ شباط من عام 2013".

وولد القائد العسكري المغتال عام 1961، وهو صهر مغنيّة أيضاً، ومتورط بعدد من الملفات الأمنيّة. وسبق اعتقاله عام 1983 في الكويت، ودين بتنفيذ عدد من "الأعمال الإرهابية"، لكنه فرّ من السجن خلال اجتياح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت عام 1990.

المساهمون