الانتخابات "عرس" والجزائريون "مدعوون"

الانتخابات "عرس" والجزائريون "مدعوون"

10 ابريل 2017
يعاني الجزائريون من أزمة اقتصادية (العربي الجديد)
+ الخط -
انطلق "موسم الأعراس" في الجزائر بديكور اللافتات والشعارات، ولكنه انطلق على غير عادته قبل دخول فصل الصيف، حيث اعتاد الجزائريون على الاحتفال بالأعراس في الصيف، فتزامنا مع انطلاق الحملة الانتخابية وعلى غير العادة أيضا سيستمر العرس هذه المرة ثلاثة أسابيع كاملة.


تصدر العرس الجزائري الوجوه الحزبية من رؤساء الأحزاب ومرشحيهم للانتخابات البرلمانية في الجزائر، والمقررة في الرابع مايو/أيار المقبل، وبدأ هؤلاء بتصدير رسالة "احتفالية الانتخابات" حيث باشروا اجتماعاتهم ونشاطاتهم الحزبية وتجمعاتهم عبر مختلف مناطق الجزائر، وراحوا يوزعون الدعوات على الجزائريين الذين مُلئت بهم القاعات.

قال السياسيون للناخبين: "الانتخابات عرس حقيقي فعليكم تلبية الدعوة والتوجه بقوة لمكاتب الاقتراع، فالمناسبة هي انتخابات مجلس الشعب، أي ممثلو ما يزيد على 42 مليون جزائري في مجلس الشعب".



بهذه اللهجة وبهذه العبارة فإن المناسبة أي الانتخابات هي "عرس جزائري حقيقي" في إشارة لأن يوم الانتخابات يوم فرحة لكل الجزائريين، لكن هذه الرسالة هي رسالة مضحكة ومبكية في آن واحد برأي الكثيرين من المواطنين الذي قالوا في تصريحاتهم المتفرقة لـ"العربي الجديد": "طوابير على شراء كيلوغرام من البطاطا وهو يقولون لنا بأن الانتخابات عرس، فأي عرس ونحن نبكي غلاء الأسعار وشهر رمضان على الأبواب".

فيما تهكم كثرٌ من العبارة، قائلين إن "عرس الرابع من مايو ستحضر له الولائم والأغاني مثلما تحتفل بعض الأحزاب السياسية خلال تجمعاتها بحفلات صاخبة، فهم يبحثون عنا اليوم، وغداً لما يدخلون مبنى البرلمان سينسوننا".

بينما ذهب الإعلامي، يوسف زغبة، في تعليق على صفحته على "فيسبوك" إلى أن "خطابات الأحزاب السياسية  تدفع للعزوف عن الاقتراع"، متهكماً بأننا سمعنا مراراً وتكراراً كلمة "عرس انتخابي" لكننا لا نعرف من تزوج من؟ وهو ما أثار تعليقات كثيرة للجزائريين حول "العرس" حيث راح بعضهم يعتبره بداية فصل الصيف، فستشهد الجزائر الكثير من احتفالات الأعراس، فيما راح بعض آخر يقول "يوم الرابع من مايو سنحمل معنا الهدايا من حلويات"، أما آخرون فاعتبروا هذه الخطابات جوفاء تهدف إلى "دفن الخيبات التي يعيشها الجزائريون يومياً".

و يلهث الجزائري من أجل لقمة العيش، والآلاف يبحثون عن عمل بعدما تخرجوا من الجامعات، والآلاف ينتظرون دورهم في الحصول على سكن، لمدة تزيد على 15 سنة، والكثيرون ينتظرون الحصول على العلاج في مستشفيات حكومية، وبعضهم يحلم بطريق سوية وغير مهترئة، وآخرون حلمهم الوحيد وسيلة نقل تقل الأطفال إلى مدارسهم في القرى النائية.