زيارة تيلرسون إلى الكويت: واشنطن تعيد إحياء الوساطة؟

زيارة تيلرسون إلى الكويت: واشنطن تعيد إحياء الوساطة؟

07 يوليو 2017
تيلرسون يقوم بجولة خليجية (وين ماكنامي/Getty)
+ الخط -
يشي الكلام الأخير لوزارة الخارجية الأميركية، حول الأزمة الخليجية، بأن إدارة دونالد ترامب رست في تعاملها مع هذا الوضع على معادلة ملغومة وحتى إشعار آخر.

فهي إذ عملت من جهة على منع الرباعي (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) من التصعيد، إلا أنها كافأته بالإبقاء على حصاره ضد قطر، وإلى حين قد يطول "لأسابيع وربما لأشهر" مع عدم استبعاد "التصعيد" الحصاري، حسب المتحدثة الرسمية في الوزارة هيثر نيورت خلال الإيجاز الصحافي، أمس الخميس.

لكن الإعلان عن جولة يقوم بها تيلرسون بدءاً من يوم الإثنين المقبل إلى المنطقة، انطلاقاً من الكويت، قد يشكل تحوّلاً لافتاً قد يستعيد التوجه الذي سبق وأصر عليه تيلرسون، والقاضي بضرورة التحاور والتراجع عن المطالب "غير المعقولة" لحل الأزمة.

ومن غير المعروف بعد ما إذا كان اختيار الكويت محطة أولى للزيارة، سيشكل صفعة لدول الحصار، ذلك أن بيان دول الحصار التصعيدي، ليل الخميس - الجمعة، استعجل إعلان وفاة الوساطة الكويتية، ليبدو كأن رئيس الدبلوماسية الأميركية يعيد إحياءها من جديد. وفي الأيام الأخيرة ولغاية اجتماع الرباعي، الأربعاء في القاهرة، بدا وكأن الإدارة اعتمدت خط الوزير.

لكن الصورة تغيرت، يوم الخميس، حين تحدثت وزارة تيلرسون نفسها عن قلقها من "أن يكون الخلاف قد دخل طريقاً مسدوداً في هذه المرحلة". بعد التلميح إلى الرغبة في القيام بدور فعال، انكفأت الخارجية إلى موقع المتفرج المكتفي بالتعبير عن "الشعور بالقلق البالغ إزاء الوضع القائم بين دول مجلس التعاون وقطر". وكأن واشنطن لا حول لها ولا قوة وليس لديها ما تقوله أو تطرحه غير التنبيه من عواقب الانسداد. لكن كل ذلك كان قبل الإعلان عن جولة تيلرسون بدءاً من دولة الوساطة التي نعاها بيان دول الحصار، أي الكويت.


وقبل الإعلان عن الزيارة المقررة، كان على كل من الطرفين أن يقدّم القليل "لملاقاة الآخر"، كما قال مسؤول في الخارجية الأميركية في رده على سؤال طرحته عليه "العربي الجديد". لم يأت المسؤول على ذكر "المطالب غير المعقولة" وضرورة صرف النظر عنها، كمدخل للتسوية، حل مكانها مطلب التنازل المتبادل- معادلة يستوي فيها المحاصَر بالمحاصِرـ بل هي تفيد بأن على الأول تقديم ما يرضي الثاني، وفي ذلك وصفة لإبقاء الأزمة عالقة ومعها الحصار كوسيلة ضاغطة لفرض الإملاءات، مع ترك الباب مفتوحاً لرفع درجة إجراءات الحصار.

من هنا، كان صمت الإدارة حول بيان الرباعي في القاهرة، الذي يبقي على واقع الحال ويلوح بتصعيده، من قبيل "لا تعليق" على البيان. وفي السياق، يقول هذا المسؤول الذي عاد إلى نغمة "الدور المسهّل" في إشارته إلى ما قد تقوم به الإدارة لتلافي التدهور في الوضع "إذا ما طُلب منها لعب هذا الدور".

ثمة حقيقتان لا تخفيان على أحد في واشنطن: أولاً، الرئيس ترامب "شجع" في خطابه الذي غمز فيه من زاوية قطر خلال زيارته السعودية، على تفجير الأزمة. ثانياً، واشنطن تمسك بمفتاح الحل بصرف النظر عن الذرائع والتوصيفات والمقترحات للخروج من الأزمة، وعندما لا تنهض واشنطن بهذه المهمة، تكون غير راغبة وليست غير قادرة.