احتفاء إيراني بقصف الحرس الثوري أهدافاً لـ"داعش" شرقي الفرات

احتفاء إيراني بقصف الحرس الثوري أهدافاً لـ"داعش" شرقي الفرات

طهران

فرح الزمان شوقي

avata
فرح الزمان شوقي
01 أكتوبر 2018
+ الخط -
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن الخطوة التي قامت بها قوات الحرس الثوري، والتي وجهت فجر الإثنين ضربات صاروخية على أهداف لـ"داعش" شرقي الفرات في سورية، "تؤكد عزم وإصرار إيران على مكافحة بؤر الإرهاب"، معتبرًا أن "القصف طاول مناطق محددة وتعود لإرهابيين".

وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الذي عقده اليوم الإثنين، رأى قاسمي أن هذه الضربة "كانت ضرورية، وتعني البداية وحسب، وترمي للوقوف بوجه الإرهابيين لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها، ولمنع هؤلاء من ارتكاب أفعالهم داخل إيران"، حسب وصفه.

وأضاف أن "الخارجية الإيرانية تقوم باتصالاتها لتتسلم الأشخاص المسؤولين عن هجوم الأهواز"، الذي وقع في الأسبوع الفائت، مؤكدًا أن "السلطات مستمرة في تحقيقاتها وستتخذ خطوات تضع الدول الثانية أمام تعهّدات جدية لمحاربة الإرهاب".

كذلك أوضح أن "منفذي هجوم الأهواز مرتبطون بالدولارات النفطية"، على حد تعبيره، وقال إن "إيران تأمل ألا تستمر هذه الدول التي تضخ تلك الدولارات بوقوفها بوجه الحرب على الإرهاب"، وأشار قاسمي للدول الخليجية، صاحبة الملفات العالقة مع إيران، قائلًا إن "هؤلاء طرحوا وجهات نظرهم وتحدثوا عن وساطات، ولم ترفض إيران ذلك ولم تعط إشارات سلبية".



في السياق ذاته، أصدر الجيش الإيراني بيانًا رسميًا أشاد فيه بخطوة الحرس الثوري، جاء فيه أن "كل خطوة تستهدف الداخل الإيراني سيقابلها رد فعل أشد وأكثر صرامة"، وأفاد البيان أيضًا بأن "القوات المسلحة الإيرانية لديها الجهوزية الكاملة ولن تسمح لأعداء البلاد بتهديد أمنها".

وقال رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، إن بلاده نفذت المرحلة الأولى من ردها على الهجوم الذي استهدف الأهواز قبل فترة، موضحًا أن صواريخ الحرس الثوري أصابت أهدافها بدقة ما تسبب بمقتل قادة بتنظيم "داعش".

وأضاف باقري أن الصواريخ التي قصفت شرقي الفرات أصابت منطقة يستقر فيها عناصر من التنظيم وتسيطر عليها قوات أميركية، موضحًا أنها ضربت نقطة قريبة للغاية تشرف عليها الولايات المتحدة حسب وصفه.

وذكر باقري أن طائرات إيرانية مسيّرة عبرت أجواء بلدين لتصل إلى أهدافها في سورية بعد القصف الصاروخي الذي شنته قوات الحرس، مؤكدًا أن هذا الرد "لن يكون الأخير".

ورأى أن الأمن القومي لبلده خط أحمر لا تساوم القوات المسلحة في الدفاع عنه، وأشار بأن المجموعة التي نفذت الهجوم في الأهواز جنوب غربي إيران مدعومة من "داعش"، ومن قبل إحدى المجموعات التي يقيم مسؤولوها في أوروبا، دون أن يكشف عن اسمها بوضوح، في إشارة لجبهات وتيارات أهوازية عربية معارضة للنظام وتدعو للانفصال عن إيران.

من ناحيته، رأى مسؤول التنسيق في الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، أن الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحرس الثوري، فجر اليوم، أثبت أن مرحلة "اضرب واهرب" قد ولّت، مؤكدًا أن إيران سترد على أي اعتداء عليها وبشكل مباشر ومضاعف.

كذلك علّق عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي،  قائلًا إن "ضربات صواريخ الحرس لتنظيم داعش انتقام لدماء شهداء الأهواز"، ونقلت عنه وكالة "تسنيم" قوله إن "المسؤولين الرئيسيين عن هجوم الأهواز أخذوا أوامرهم من معلميهم في داعش"، معتبرًا أن "ضرب داعش نفسه يعني الانتقام من كل التنظيمات الإرهابية".

أما أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، فكانت له تغريدة لافتة على "تويتر" كتب فيها أن ما حصل مجرد مقدمة، وبأن "الانتقام الحقيقي لما حصل في الأهواز قادم في الطريق"، على حد وصفه.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن، في بيان رسمي، عن إطلاق ستة صواريخ أرض -أرض متوسطة المدى من طراز "قيام" و"ذو الفقار" من كرمانشاه، الواقعة غربي إيران، نحو مواقع شرقي الفرات في سورية، مستهدفة من وصفهم البيان بـ"قادة العملية الإرهابية في الأهواز".

وأوضح الحرس الثوري أنه استخدم سبع طائرات من دون طيار، حلّقت فوق الموقع بعد القصف الصاروخي، كما أكد بيانه سقوط قتلى وجرحى ممن وصفهم بالإرهابيين التكفيريين، فضلًا عن تدمير مخازن ذخيرة وأسلحة تابعة لهم، ونقل أن "الأمن القومي الإيراني خط أحمر بالنسبة للقوات المسلحة والحرس الثوري اللذين لن يترددا في الدفاع عن إيران أو الرد على أي تهديد يستهدفها".

وكان أربعة مسلحين قد نفذوا عملية خلال عرض عسكري استقبلته الأهواز، جنوب غربي إيران، في الأسبوع الفائت، بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، فأطلقوا عيارات نارية أودت بحياة 25 شخصًا، وتسببت بإصابة ما يزيد عن ستين آخرين.

وتبنّى تنظيم "داعش" العملية، لكن أهوازيين معارضين في الخارج يعرفون عن أنفسهم كمسؤولين في "جبهة النضال العربي لتحرير الأهواز"، ذكروا أن "المقاومة الوطنية" هناك هي التي نفذت الهجوم.

ووجهت إيران أصابع الاتهام إلى "المنظمة الأهوازية" المعارضة، فيما أن بعض مسؤوليها ذكروا أن تنظيم "داعش" الإرهابي يتحمل المسؤولية، لكن الجميع، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي، اتهموا السعودية والإمارات بالدرجة الأولى بدعم منفذي هذا الهجوم، متوعدين بالانتقام الشديد.

كذلك رأى بعضهم أن القصف الصاروخي لشرقي الفرات يعني استهدافًا لـ"داعش" وللولايات المتحدة الأميركية ولداعميهم، باعتبار أن بعض المسؤولين أوضحوا سابقًا أن منفذي العملية تلقوا تدريبًا على يد "داعش" نفسه.

دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

يعتزم مجلس النواب الأميركي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنّته على إسرائيل ليل السبت، فيما سيحاول تمرير مساعدات عسكرية لإسرائيل.
الصورة

سياسة

كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأن الرد الإيراني المرتقب أصبح وشيكاً جداً.
الصورة

سياسة

قرّرت شعبة الأمن في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تغلق مؤقتاً 28 سفارة إسرائيلية حول العالم، تحسباً لإقدام إيران على الانتقام لغارة دمشق.
الصورة

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليق مغادرة جنود الوحدات القتالية ثكناتهم العسكرية مؤقتاً، وذلك بناء على تقييمه للوضع، مؤكداً أنه في حالة حرب