جنرال إسرائيلي: حربٌ جديدة على غزة لن تحقق هدفها

جنرال إسرائيلي: حربٌ جديدة على غزة لن تحقق هدفها

09 يوليو 2018
توجه إسرائيلي لربط الاقتصاد بمعالجة التهديد الأمني في غزة(Getty)
+ الخط -

حذّر قائدٌ عسكري إسرائيلي من أن حرباً جديدة على قطاع غزة لن تسهم في تمكين تل أبيب من تحقيق أي هدف استراتيجي.

وقال سامي تورجمان، قائد المنطقة الجنوبية السابق في جيش الاحتلال، إن معالجة التهديدات الأمنية التي تنطلق من غزة، تتسنى فقط من خلال إعادة تأهيل اقتصاد القطاع، مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية الإسرائيلية، والمقتضيات الواجب توفرها لمنع حركة "حماس" من تعزيز قوتها العسكرية.

وفي بحث نشره "معهد واشنطن"، أمس، وأشار إليه موقع "وللا"، اليوم الإثنين، حذر تورجمان، الذي قاد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في صيف 2014، من أن شنّ حرب على غزة يمكن أن يفضي إلى استدراج إسرائيل للتورط في القطاع، بحيث تكون مسؤولة عن إدارة شؤون مليوني فلسطيني، ناهيك عن أن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً على صعيد أرواح جنودها الذين سيشاركون في الحرب.

ويستدرك تورجمان في بحثه بأنه لا يطالب بنزع سلاح "حماس"، بل بـ"التزامها بعدم السعي لتعزيز قوتها العسكرية الحالية"، مشيراً إلى أنه مقابل هذا الالتزام يتوجب على إسرائيل العمل مع الدول العربية "المعتدلة"، والمجتمع الدولي، على إعادة تأهيل القطاع اقتصادياً.

واعتبر تورجمان أن المطالبة بنزع سلاح "حماس" لا تعد واقعية في ظلّ الظروف الحالية. ونصح الجنرال الإسرائيلي بالعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية، حتى لا يفضي تحسين الأوضاع في القطاع إلى تعزيز مكانة "حماس" الجماهيرية. واستدرك بأن تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة يعد مركباً أساسياً من استراتيجية "إدارة الصراع" التي يتوجب على تل أبيب التشبث بها في التعاطي مع الفلسطينيين.

وحذّر من التداعيات الخطيرة لإسقاط حكم "حماس" في أعقاب حرب على القطاع، مشدداً على أن إسرائيل ستواجه تداعيات تفجر الفوضى على جانبي الحدود.

وأشار الجنرال الإسرائيلي إلى أن وصول مسار التسوية السياسية للصراع إلى طريق مسدود يفاقم خطورة نتائج أيّ حرب على القطاع. وأوضح أن تدهور الأوضاع على الجبهة الشمالية، وتعاظم التوتر مع إيران سيجعلان أي مواجهة مع قطاع غزة ذات مستوى خطورة كبيرة، مشيراً إلى أن أيّ عملية عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة ستكون معقدة وطويلة الأمد.

وشدد تورجمان على أن هناك خطراً من تضرر المصالح الأمنية لإسرائيل في حال خاضت في وقت واحد معركتين، في الجنوب في مواجهة "حماس"، وفي الشمال في مواجهة إيران و"حزب الله".



وحذّر كذلك من أنه في حال قامت إسرائيل بإسقاط حكم حركة "حماس" في غزة، فإن السلطة الفلسطينية لن توافق على استعادة السيطرة هناك، إلا بعد تقديم تل أبيب تنازلات سياسية كبيرة، محذراً من أن أحداً لا يرى في إدارة حكم غزة ذخراً ومصلحة له.

وأضاف: "لم تكن صدفة أنه على الرغم من أن إسرائيل شنت ثلاث حروب على غزة، تحت قيادة رئيسي الوزراء إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو، ووزيري الدفاع أيهود براك وموشيه يعلون، ورئيسي الأركان غابي أشكنازي وبني غانز، إلا أن أحداً في إسرائيل لم يوص بإعادة احتلال القطاع".