هل اتفق السبسي والغنوشي أخيراً على رحيل الشاهد؟

هل اتفق السبسي والغنوشي أخيراً على رحيل الشاهد؟

04 سبتمبر 2018
التقى السبسي والغنوشي رغم الخلافات (فيسبوك)
+ الخط -
تأكيدا لما نشره "العربي الجديد"، عاد الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي إلى حلقة التوافق مجددا، والتقى الرجلان، أمس الاثنين، بعد فترة من الجفاء قادت إلى حالة من الجمود لأشهر، بسبب الخلاف حول عدد من الملفات، أبرزها بقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد بمنصبه وقضية المساواة في الإرث.


وقال رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، عقب لقائه برئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، إنّ "البلاد لا تزال بحاجة إلى التوافق والأحداث تؤكّد ذلك"، مضيفاً: "عملت على أن آخذ من رئيس الجمهوريّة فرصة أخرى لتجديد العمل بالتوافق ولتفعيل هذه المنهجيّة في حلّ مشاكل البلاد".

وذكر الغنوشي أنّه أكّد لرئيس الجمهوريّة على أهميّة التوافق الذي أنقذ البلاد والتجربة التونسيّة، والذي جعل تونس استثناءً في "الربيع العربي"، وأنّ "البلاد أمامها آفاق كبيرة للنموّ والنجاح وأنه ينبغي وضعها على سكّة انتخابات 2019، وهي مسألة تحتاج إلى تجديد العمل بالتوافق وتفعيله بين كلّ الأطراف السياسيّة".

وأشار إلى وجود فرصة لتفعيل النقاط التي تمّ الاتفاق حولها في إطار وثيقة قرطاج 2، التي جمعت بين مختلف الأطراف الاجتماعية والسياسية، وذلك من خلال إلزام الحكومة بها والانطلاق مجدّدا في هذه الاتفاقية تحت إشراف رئيس الجمهورية، معبرا عن أمله في أن تفتح هذه الفرصة أفقا جديدا للوحدة الوطنيّة ودعم الانتقال الديمقراطي في تونس.

وتؤكد مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن "هناك تغيرا مهما في موقف النهضة بخصوص رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ويبدو أنها لم تعد تمانع رحيله عن الحكومة"، وأن "المسألة لم تعد مرتبطة فقط بمسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية"، وأنها "شكّلت مقدمة لإبعاده".


وترجح المصادر أن "رئيس الحركة راشد الغنوشي غيّر موقفه من الشاهد، وقد يكون عبّر عن ذلك بسبب المواقف والقرارات الأخيرة لرئيس الحكومة، وقد يكون حصل تقارب بين موقفه وموقف الرئيس السبسي بخصوص تقييم الشاهد، علاوة على أن الرجلين اقتنعا تمام الاقتناع بأنه لا بديل لهما في هذه الفترة عن التعاون".

وأضافت المصادر أن "الرئيس السبسي أكد أنه لم يكن المبادر بإسقاط التوافق"، وعبّر الغنوشي قبل لقائه بالسبسي عن أنه "متمسك بالتوافق قبل الانتخابات وبعدها كخيار استراتيجي، ولم تفلح بعض الجهات في نهاية الأمر في الوصول الى غايتها بقطع الوصال بينه وبين السبسي وتغيير الخيارات الاستراتيجية للحركة".

ويلتقي الرئيس السبسي، الثلاثاء، بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، أحد أكثر المطالبين برحيل الشاهد، وفق ما أعلنته الصفحة الرسمية للاتحاد، فيما يبدو أنه تسريع خطى لجمع المنضوين تحت وثيقة قرطاج الثانية وبث الحياة فيها من جديد.

وإذا لم تحصل مفاجآت في الأثناء فقد يكون الشاهد بصدد قضاء أيامه الأخيرة في قصر الحكومة بالقصبة، مع أنه لا يزال يحتفظ في جعبته بأوراق كثيرة، لعله يكون بصدد دراستها وهو في الصين بمناسبة مشاركته في القمة الصينية الأفريقية.

وفي ساعة متأخرة مساء الاثنين اجتمعت قيادة حركة نداء تونس مع الوزراء وكتاب الدولة المنتمين للحزب ورئيس كتلته النيابية سفيان طوبال، وقرروا تفويض قيادة الحزب لاتخاذ القرارات السياسية المناسبة فيما يتعلق بالمسألة الحكومية، والتفافهم اللامشروط حول الرئيس المؤسس للحركة، الباجي قائد السبسي، بما يعني استعدادهم للاستقالة من الحكومة أيضا ودفع الشاهد بالتالي إلى التوجه للبرلمان لنيل الثقة من جديد.

وستكشف الأيام القادمة مدى صلابة هذه التفاهمات الجديدة وتطور الأحداث وردود الفعل من مختلف الأطراف المتنازعة، خصوصا بعد عودة الشاهد من الصين وتقييمه للموقف الجديد.