حلب: قتال "داعش" مؤجّل حتى حسم النظام والمعارضة المعركة

حلب: قتال "داعش" مؤجّل حتى حسم النظام والمعارضة المعركة

حلب

رامي سويد

avata
رامي سويد
07 يناير 2015
+ الخط -

تمكّنت قوات المعارضة السوريّة في حلب، من تحقيق تقدّم هام على جبهات القتال، شمال المدينة، حيث كانت قوات النظام تضع كل ثقلها في الأشهر الثلاثة الماضية بهدف التقدّم وفرض حصار على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب. ويأتي تقدم المعارضة الأخير، بعد إعلان أكبر فصائلها في حلب، اتحادها تحت اسم "الجبهة الشامية".

وحشدت قوات النظام خلال الفترة الماضية، إمكانيات كبيرة بهدف تطبيق سيناريو حصار قوات المعارضة في أحياء مدينة حلب الشمالية والشرقية والجنوبية، حيث بسطت قوات المعارضة سيطرتها عليها منذ ما يناهز السنتين والنصف، وتحصنت فيها لتصدّ جميع محاولات قوات النظام الهادفة للسيطرة عليها خلال السنتين الماضيتين.

على هذا الأساس، لم تتوقّف قوات النظام في الأشهر الأخيرة، بعد فشل محاولاتها الرامية لاقتحام مناطق سيطرة قوات المعارضة السورية في مدينة حلب، عن الالتفاف على مناطق سيطرة المعارضة من خلال السيطرة على محيط مدينة حلب من الجهة الشرقية والشمالية، وصولاً إلى منطقة جمعية الزهراء، غربي مدينة حلب، والتي تُعدّ المنطقة الأكثر تحصيناً لقوات النظام السوري في حلب، بهدف فرض حصار على أحياء المدينة التي تسيطر عليها المعارضة.

ولم تتأخّر قوات النظام السوري في استغلال انشغال قوات المعارضة بقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لتحقيق التقدّم الذي أحرزته في محيط مدينة حلب، مدعومة بقصف جوي غير مسبوق منذ انطلاق المواجهات العسكرية في مدينة حلب، بهدف تكريس واقع ميداني تكون فيه جميع مناطق سيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب تحت حصار قوات النظام. الأمر الذي ربّما يمهد بعد فترة إلى انسحاب قوات المعارضة من مدينة حلب واستعادة قوات النظام سيطرتها، في سيناريو مشابه لما جرى في مدينة حمص، منتصف العام الماضي، بعد اضطرار قوات المعارضة إلى توقيع اتفاق انسحاب من وسط مدينة حمص إثر حصار قوات النظام لها لما يقارب العامين.

لكن احتمالات تمكن قوات النظام من فرض حصار على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب، باتت تتراجع في الأيام الأخيرة، في ظلّ تقدّم ميداني واضح، حققته قوات المعارضة السورية على جبهتي القتال في حندرات والملّاح شمالي مدينة حلب. وأجبرت قوات المعارضة، بعد هجوم معاكس شنّته في الأيام الأخيرة، قوات النظام السوري على الانسحاب من معظم المناطق الاستراتيجيّة، شمالي حلب، والتي تشكل خطراً على خطوط إمداد قوات المعارضة إلى المدينة، ويُرجح ذلك استعادة قوات المعارضة السورية لوضعها الميداني الممتاز في مدينة حلب وفي محيطها، في حال استمرت في التقدّم شمالي المدينة وتمكنت من إفشال مخططات قوات النظام الهادفة إلى حصار مناطق سيطرة المعارضة في حلب بشكل نهائي.

في غضون ذلك، لا تزال قوات تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على معظم مناطق ريف حلب الشرقي وأجزاء من ريف حلب الشمالي، منشغلة بقتال قوات حماية الشعب الكرديّة في مدينة عين العرب، في ريف حلب الشرقي وفي قتال قوات النظام السوري في دير الزور وريف حمص الشرقي. ويضعف ذلك احتمالات قيام التنظيم بهجوم كبير في الأيام المقبلة على مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة السفيرة ومطار كويرس العسكري ومعامل وزارة الدفاع في ريف حلب الشرقي، ما يعني أنّ قوات النظام السوري في حلب، ستواصل قتال فصائل المعارضة، من دون أن يشغلها أمر الدفاع عن مناطق سيطرتها، التي تقع على تماس مع مناطق سيطرة داعش في ريف حلب الشرقي.

ولا يبدو أنّ لـ "داعش" مصلحة في مهاجمة مناطق سيطرة قوات النظام في ريف حلب الشرقي في الفترة المقبلة، خصوصاً مع تصاعد الصدام المسلح بين قوات المعارضة وقوات النظام شمال حلب. ويعني ذلك بلا شكّ استنزاف الطرفين بشكل كبير، أو أحدهما على الأقل، الأمر الذي سيصب في مصلحة التنظيم بلا شك.

من ناحية أخرى، يبدو أن "داعش" سيكتفي بمواصلة المناوشات وعمليات القصف المتقطعة، التي يشنّها بين الحين والآخر على مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، من دون أن يتورّط في هجوم كبير على مناطق سيطرة المعارضة هناك، لأن ذلك سيؤدي بلا شكّ إلى خسائر كبيرة للتنظيم على المستوى العسكري في ظلّ الاستنفار الكبير لقوات المعارضة في هذه الفترة في حلب. كما سيؤدي إلى خسائر كبيرة للتنظيم على مستوى شعبيّته في الأوساط الجهاديّة في سورية، وخصوصاً إذا ما اعتبرت ان "داعش" يساعد النظام في الضغط على الفصائل الاسلامية الأخرى التي تقاتل قواته. ويُرجح ذلك كلّه مواصلة "داعش" حياده النسبي في حلب، إلى أن يحسم أحد طرفي النزاع المعركة لصالحه، ولو بشكل نسبي، في محيط مدينة حلب، علماً أنّ هذا الحياد، عند حسم الصراع، قد ينقلب ضدّه، إذ سيتفرّغ الطرف المنتصر لمواجهة "داعش" في مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي.

وفي حال تمكّنت قوات النظام من حصار فصائل المعارضة في حلب وأجبرتها بعد فترة على الاستسلام أو توقيع اتفاق انسحاب، فهي لن تتردد في مهاجمة مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي لأن التنظيم سيشكل في حال سيطرة قوات النظام على مدينة حلب خطراً على المدينة، الأمر الذي ستسعى قوات النظام لتلافيه بلا شك.

على الجانب الآخر، ستكون قوات المعارضة، هي الأخرى، مضطرة إلى مهاجمة مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي، في حال تمكّنت من اجبار قوات النظام على الانسحاب من سجن حلب المركزي والمدينة الصناعية، شمالي مدينة حلب، لحاجتها إلى السيطرة على مدينة الباب وريفها الجنوبي والشرقي، وهي مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم حالياً. وتسعى قوات المعارضة للوصول إلى منطقة السفيرة، حيث تتمتع بتفوق ميداني، يخولها على غرار العام الماضي، مهاجمة خط إمداد قوات النظام الرئيسي إلى حلب، والذي يمر من منطقة معامل الدفاع قرب السفيرة. ويعني ذلك في حال تحققه، استعادة قوات المعارضة كل ما خسرته أمام قوات النظام السوري وقوات تنظيم "داعش" في العام الأخير.
ويبدو أن قوات المعارضة في مدينة حلب، باتت تخطط بشكل جدي لتحقيق ذلك، خصوصاً بعد اتحادها أخيراً لخوض معركة حندرات، أول من أمس، بمستوى تنسيق عال لم تتمتع به قوات المعارضة منذ وقت طويل، ومكّنها من استعادة السيطرة على مناطق استراتيجيّة وهامة شمالي حلب.

ذات صلة

الصورة
مدينة أعزاز

سياسة

اهتزت مدينة أعزاز بريف حلب، شمالي سورية، بانفجار سيّارة مفخخة ضربت السوق الرئيسي في المدينة، التي تعتبر معقل المعارضة السورية، منتصف ليلة أمس السبت
الصورة
غسان النجار أمين سر نقابة المهندسين في حلب 1980 متحدثا للعربي الجديد (العربي الجديد)

سياسة

واجه نظام الرئيس حافظ الاسد عام 1980 انتفاضة شعبية في مدينة حلب سبقها صراع مسلح مع الطليعة المقاتلة واستغل النظام هذا الصراع للقضاء على اخر صوت للحرية في البلاد
الصورة
الفنان جان بوغوصيان امام لوحة من لوحاته في معرض الدوحة (العربي الجديد)

منوعات

التقت "العربي الجديد" الفنان جان بوغوصيان في الدوحة بمناسبة افتتاح معرضه (نيران) في غاليري (أنيما)، فكان هذا الحديث عن فنه واختياره النار وسيلة تعبيره.
الصورة
احتجاجات السويداء 2 (العربي الجديد

سياسة

بينما يحضّر المحتجون في السويداء جنوب سورية لفعاليتهم الأسبوعية المركزية يوم غد الجمعة، شهدت ساحة الكرامة اليوم في السويداء إقامة عرس الشابين حمد وآية الصحناوي، بمشاركة من المتظاهرين الذين غنوا لهما الأغاني المخصصة للأعراس.