"صحتك أولاً"... مبادرات توعية بأنماط الحياة الصحية في قطر

"صحتك أولاً"... مبادرات توعية بأنماط الحياة الصحية في قطر

09 يونيو 2022
تهدف مبادرات حملة "صحتك أولاً" لتعزيز اللياقة (مؤسسة قطر)
+ الخط -

تركز حملة "صحتك أولاً" بوجه خاص على تغيير العديد من السلوكيات غير الصحية لدى الفئات العمرية التي تراوح بين 10 و25 سنة، وتوفير السبل اللازمة لمساعدتهم على اتخاذ قرارات إيجابية بشأن أنماط الحياة الأنسب التي يجب عليهم اتباعها للمحافظة على صحتهم البدنية والنفسية.
تتواصل الحملة في سياق خطة ممنهجة لنشر التوعية في المجتمع القطري بشأن مخاطر الأمراض التي تنتج من سلوكيات صحية خاطئة، ولا سيّما السكري والبدانة، إذ بلغت نسبة البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن قرابة 70 في المائة، ونسبة الذين يعانون من السمنة 40 في المائة من أفراد المجتمع.
وعند تدشين الحملة قبل 10 سنوات، قال وزير الصحة القطري الأسبق عبد الله بن خالد القحطاني إنها "إحدى المبادرات الهادفة إلى نشر التوعية الصحية في المجتمع، فالصحة ليست مجرد مشروعات لإنشاء المستشفيات والمرافق الصحية، بل يظل الأهم هو خلق وعي صحي لدى السكان، وتعزيز أنماط الحياة الصحية لديهم بما يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030".

وحول المبادرات التي أطلقتها الحملة خلال أعوامها العشرة السابقة، تقول الرئيسة التنفيذية للشؤون الخارجية والتطوير في كلية "وايل كورنيل- قطر" نسرين الرفاعي، لـ"العربي الجديد": "أطلقت حملة (صحتك أولاً) العديد من المبادرات التي تهدف إلى رفع الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية الاستدامة، والحفاظ على البيئة، وانتهاج أنماط حياة صحية، ومن بين أبرز تلك المبادرات (خير قطرنا)، التي بدأت في عام 2018، وتهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي من خلال تطوير مشروع (البيوت الخضراء) في داخل المدارس القطرية، والذي أطلقناه في عام 2012، وكذلك مبادرة (صندوق الرياضة)، التي دشّنت في مطلع العام الحالي في عدد من الحدائق العامة لتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الأنشطة الرياضية".
وأضافت: "عبر مشروع (البيوت الخضراء)، وزعت بذور الخضروات والفواكه، فضلاً عن التربة ومستلزمات الزراعة، على عدد من المدارس، بالإضافة إلى إشراف مختصين تابعين للحملة على عملية الزراعة، وتوعية الطلاب بأهمية تناول الغذاء الصحي مع ممارسة الأنشطة البدنية، وبمرور الوقت، زودت (صحتك أولاً) أكثر من 130 مدرسة بمواد توعية، ووسائل تعليمية للطلاب حول أهمية الزراعة، ثم تطوّر المشروع، وأصبح لدى الحملة 16 (بيت أخضر) في 14 مدرسة موزّعة على مناطق قطر، وجميع هذه البيوت مزوّدة بتقنية التحكم المناخي لإتاحة زراعة مختلف المحاصيل على مدار أيام السنة، حتى خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة، وطرحت المنتجات التي تحمل اسم مشروع (خير قطرنا) للبيع في المتاجر الكبرى".

الصورة
مبادرة "صندوق اللياقة" في الحدائق العامة (مؤسسة قطر)
مبادرة "صندوق اللياقة" في الحدائق العامة (مؤسسة قطر)

وأكدت الرفاعي أن "المبادرة ساهمت في تقليل اعتماد سكان قطر على الواردات الزراعية، وعزّزت الاستدامة الغذائية الوطنية، كما أنها أكسبت طلاب المدارس الثانوية دروساً قيّمة حول طرق الزراعة، والاقتصاد في استهلاك الغذاء، وشجعتهم على تناول الأكل الصحي، وأنتجت (خير قطرنا) منذ إطلاقها أكثر من 175 طناً من الفواكه والخضروات، ويُعاد استثمار جميع إيرادات الحملة لضمان توسع المشروع في عدد أكبر من المدارس. كما شاركت الحملة في معارض محلية ودولية متخصصة، منها ثلاث دورات من معرض قطر الزراعي الدولي (أجريتك)، ومعرض ومؤتمر عُمان للزراعة والثروة السمكية والغذاء، والمعرض الدولي للفلاحة والآلات الفلاحية والصيد البحري (SIAMAP) في تونس".
ونالت حملة "خير قطرنا" تقديراً تمثّل في العديد من الجوائز المحلية والدولية، من بينها الجائزة المخصصة لدولة قطر من مؤسسة "جائزة الطاقة العالمية"، والتي تتخذ من النمسا مقراً لها، تقديراً لدور المبادرة في تعزيز أمن واستدامة الغذاء.
أما مبادرة "فتنس بوكس"، والتي تعني صندوق اللياقة، فتم إطلاقها في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، في عدد من الحدائق العامة في قطر، وهي منصة مصممة بطريقة مستدامة لدعم ممارسة الأنشطة البدنية، إذ إنها مصنّعة من حاويات شحن أعيد تدويرها وتجهيزها بالطاقة الشمسية، وتم تزويدها بشاشة تلفزيونية كبيرة لبثّ تمارين اللياقة المجانية، والتي يقودها مدرّبون محترفون.
وتوضح الرفاعي أن الحملة اختارت الحدائق العامة لإقامة منصات ممارسة الرياضة لما تمثله من مساحات مفتوحة وآمنة في الهواء الطلق، ما يمكّن المشاركين من التقيّد بقوانين التباعد الاجتماعي وهم يشاهدون تمارين المدرّبين على شاشة عملاقة، وقد صُمّمت كل تدريبات اللياقة وفق معايير وضعتها "صحتك أولاً" للتركيز على اجتذاب أفراد المجتمع من مختلف الأعمار ومستويات اللياقة، كما تُبثّ تلك التدريبات بلغات ثلاث، هي الإنكليزية والعربية والأوردو، بغرض تعميم الفائدة المرجوة منها.
وعبر مبادرة "المقصف الصحي"، أدخلت حملة "صحتك أولاً" بالتعاون مع "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، مفهوم "اختيارك الصحي" على المقاصف المدرسية في أكاديمية "العوسج"، و"أكاديمية قطر"، عبر إدراج قائمة طعام صحية، وتزيين الجدران بمعلومات حول فوائد المجموعات الغذائية المتنوعة، واستفاد من المبادرة آلاف الطلاب الذين التزموا بتناول الوجبات الصحية في مدارسهم.

الصورة
مبادرة "البيوت الخضراء" في المدارس (مؤسسة قطر)
مبادرة "البيوت الخضراء" في المدارس (مؤسسة قطر)

وضمن المبادرات القائمة، مسابقة "الملصق العلمي" السنوية التي تهدف إلى تحفيز طلاب مختلف المدارس للقيام بأبحاث ذات صلة بالقضايا الصحية، وجرى تنفيذ أكثر من 1500 ملصق علمي منذ إطلاق المسابقة في عام 2013، ورفعت هذه الملصقات نسبة الوعي لدى الآلاف من طلاب المدارس المتوسطة في البلاد.
وحول مدى تحقيق أهداف الحملة، تقول الرفاعي إن "صحتك أولاً" تسعى على الدوام إلى تقديم مبادرات مبتكرة لكافة الشرائح العمرية في المجتمع القطري، وترتكز المبادرات التي تطلقها على التثقيف والتوعية من خلال أنشطة يشارك فيها أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن الأهداف تتطوّر طبقاً لمتطلبات الحياة، ويمكن القول إن "الحملة حققت أهدافها الاستراتيجية خلال أول عشرة أعوام من عمرها، وتمضي قدماً نحو أهداف جديدة سعياً للمساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030".
وأضافت الرفاعي أن تجاوب أفراد المجتمع مع الحملة ومبادراتها فاق التوقعات، "فحجم المشاركة بالأنشطة والفعاليات التي ننظمها يعطينا دافعاً أقوى لابتكار ما يليق بحماسة المشاركين، كما أننا ماضون بتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات لمواكبة الحدث الكبير المنتظر في قطر، وهو بطولة كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022)".

ونوهت بحجم الإقبال على مبادرات بعينها، ومنها مبادرة "سباق الألوان" العالمي، وتقول "استضفنا السباق على مدار 6 سنوات متتالية، وهو عبارة عن سباق مليء بالألوان والمرح لتشجيع الأفراد مهما كان مستوى لياقتهم على ممارسة رياضات المشي والجري مع جميع أفراد العائلة والأصدقاء، وفي كل نسخة من هذا السباق الفريد، كان الإقبال على شراء التذاكر يتزايد، حتى تخطّى عشرة آلاف مشارك، وكذلك تشهد مبادرة (فتنس بوكس) إقبالاً كثيفاً من مختلف الأعمار".
وتحظى "صحتك أولاً" بدعم من مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين، وهم كل من "مؤسسة قطر"، ووزارات الصحة العامة، والتربية والتعليم العالي، والبلدية، والبيئة والتغيّر المناخي، ومؤسسة "إكسون موبيل قطر".

المساهمون