أميركا: ملايين إلى "الاستقالة الكبرى" بحثاً عن الأفضل

أميركا: ملايين إلى "الاستقالة الكبرى" بحثاً عن الأفضل

29 يناير 2022
أولوية للمرونة بين العمل والحياة بعد كورونا (فرانسين أور/ Getty)
+ الخط -

ترك 20 مليون أميركي وظائفهم بين إبريل/ نيسان وأغسطس/ آب الماضي، وتبعهم 4.4 ملايين في سبتمبر/ أيلول الماضي. والوتيرة مستمرة وتتسارع ما يمثل موجة "استقالة كبرى" يمكن وصفها بأنها "هجرة جماعية للعمل، لإشباع الرغبات القصوى في الحياة والعمل". يشير تقرير نشره موقع "بغ ثينك" إلى أن تسمية "الاستقالة الكبرى" لا تعبّر عن مضمون اللحظة، ويكتب: "رغم أن الالتفاف الكبير يشير إلى اضطرابات خصوصاً بالنسبة إلى أصحاب بعض المصالح. لكن بالنسبة إلى العمال، هناك تفاؤل بأن هناك شيئاً أفضل. وبعد حوادث التسريحات والتعامل مع قيود وباء كورونا في العامين الأخيرين، لن يقبلوا بأقل من الأفضل". ويوضح التقرير أن الأميركيين دأبوا على ترك وظائفهم في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، لكن هذه الوتيرة تباطأت في الثمانينيات بسبب تعثر قوتهم الشرائية، ما جعلهم يقيّدون أنفسهم بوظائفهم بأمل الحصول على رعاية صحية ميسورة الكلفة، وشبكة أمان مالي. من هنا يرى محللون أن "الاستقالة الكبرى هي عودة لظهور العمال الأميركيين الذين يدركون قيمة سحر البلاد في توفير الفرص، ويبحثون عن تعويضات متساوية، بعدما واجهوا سنوات من قلة احتمالات تغيير الوظائف أو الانتقال إلى دولة أخرى، أو إنشاء شركات جديدة".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ويرى التقرير أن "جائحة كورونا قلبت حياة الأميركيين رأساً على عقب بسبب إجراءات الإغلاق، وعرضتهم لتدابير تسريح، وحولتهم إلى مدرسين بدوام كامل لأولادهم. وأولئك الذين حالفهم الحظ في الحفاظ على وظائفهم يكافحون حالياً للتكيف مع التحولات التي شهدتها مصالحهم. وكل ذلك ولّد ضغوطاً هائلة قلّصت رفاهية الناس".
وتشهد الهجرات الكبرى المصالح التي اهتزت خلال الوباء مثل البيع بالتجزئة والرعاية الصحية والضيافة والخدمات الغذائية، علماً أن خدمات البيع بالتجزئة والمواد الغذائية تشهد معدلات دوران عالية دائماً، في حين ترتبط مشاكل الرعاية الصحية بالإرهاق ونقص الدعم. ويورد التقرير أن الأميركيين يدركون بعد مرحلة وباء كورونا خطورة رهان الاحتفاظ بوظائفهم من أجل الأمان المالي، وينقل عن استطلاع أجراه على موقع "لينكد إن" أن "العاملين الآن يمنحون أولوية للمرونة والتوازن بين العمل والحياة وتحقيق فوائد أكثر من الرواتب". لكن أستاذة السلوك التنظيمي مارثا مازنيفسكي تشدد على أن أحداً "لا يستطيع الاستقالة إلا إذا امتلك خياراً، والدرس المستفاد من هذه اللحظة في التاريخ أن الناس يقررون الاستقالة لأنهم يريدون اغتنام اللحظة، والعمل من أجل شيء أفضل لهم. والجيد المتوفر بات غير كافٍ".

المساهمون