السيول تُغرق مأرب

السيول تُغرق مأرب

15 يوليو 2022
دمرت السيول مساكن نازحين (خالد زياد/ فرانس برس)
+ الخط -

توفي شخص على الأقل وأصيب آخرون بجروح من جراء تدفق السيول في مدينة مأرب اليمنية (مركز محافظة مأرب وسط اليمن تقع إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء) عقب تساقط أمطار غزيرة على المرتفعات الغربية والشمالية الغربية للمدينة المكتظة بالنازحين. وتقول مصادر محلية لـ "العربي الجديد" إن الضابط في القوات الحكومية مانع علي سالم المكردي لقي مصرعه بعدما جُرفت مركبته من جراء سيول الأمطار التي شهدتها المحافظة، وقد حاول مع آخرين اجتياز مجرى المياه للوصول إلى مخيم الجفينة للنازحين لإنقاذ بعض أقاربه من السيول. وتشير إلى إصابة شخصين كانا معه في المركبة إصابات طفيفة. 
من جهته، يقول مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين سيف مثنى إن عدداً كبيراً من العائلات النازحة في مخيمات أخرى كالسميا والسويداء (شرق مأرب) بمديرية الوادي وأطراف المدينة ومديرية رغوان تضررت، علماً أنه "لم يتم تقديم أي مساعدات لهذه الأسر بسبب عدم وجود مخزون طوارئ لدى شركاء العمل الإنساني في المحافظة". يضيف أن الوحدة التنفيذية رصدت حتى الآن تضرر آلاف العائلات من جراء هذه السيول في المخيمات، مشيراً إلى أن عملية الرصد ما زالت مستمرة من قبل فرق الرصد التابعة للوحدة والسلطة المحلية في المحافظة.
ويشهد اليمن منخفضاً جوياً يتركز في محافظتي الجوف ومأرب، ما أدى إلى هطول أمطار غزيرة غير اعتيادية، أعقبتها سيول تسببت في جرف مركبات مدنية وعسكرية، وألحقت أضراراً مادية بالخيام والبيوت التي يسكنها النازحون حول المدينة، لا سيما مخيم الجفينة، وهو أكبر مخيمات النزوح في مأرب واليمن والذي يضم 75 ألف نازح. وأطلقت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب نداء استغاثة لإنقاذ العائلات المنكوبة في المخيم من جراء السيول المتدفقة من وادي الخشب، والتي تسببت بانفجار المصدات وجرف خيام النازحين ومحاصرة آخرين داخل مساكنهم.

وجاء نداء الاستغاثة بعد ساعات من تغير المناخ ما أدى إلى حدوث أعاصير ترابية قد تستمر إلى أكثر من أربع ساعات، ترافقها أمطار غزيرة وسيول تسببت بأضرار في مساكن النازحين. وتفيد الوحدة التنفيذية بأن "الرياح والأعاصير والأمطار أدت إلى تدمير وغرق مساكن"، مشيرة إلى أن استمرار الحالة المدارية على هذا الشكل "قد يفاقم الوضع أكثر على اعتبار أن البنى التحتية لمخيمات النازحين سيئة، وهذا يشمل المساكن بنسبة تفوق الـ 80 في المائة". 
وناشدت الوحدة الكتل الفرعية المختصة في المحافظة والشركاء الدوليين والمحليين ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة للمساعدة في توفير الطرابيل (بناء عالٍ) الواقية، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى 60 ألف طربال بشكل عاجل، بالإضافة إلى توفير مآوٍ انتقالية للنازحين الذين تعرضت منازلهم للغرق. أضافت أنها تقلت تحذيراً من الأرصاد الجوية باحتمال هبوب رياح شديدة السرعة خلال الساعات المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى تحريك الرمال في صحاري محافظة مأرب. ونبهت المواطنين القاطنين في المنخفضات وعلى مقربة من مجاري السيول إلى أخذ الحيطة والحذر، كما حذرت سائقي المركبات في المناطق الصحراوية من تدني الرؤية الأفقية نتيجة للرياح الهابطة (رياح سطحية قوية تنبعث من مصدر علوي وتضرب سطح الأرض بشكل شعاعي) من السحب الرعدية الممطرة.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وتضم مأرب أكثر من مليونين ومائتي ألف نازح بحسب مصادر رسمية، قدموا من شتى محافظات البلاد، ويسكنون في مدينة مأرب بالإضافة إلى 195 مخيماً في محيطها، في بيوت من الطين والصفيح والخيام. وتزيد معاناتهم مع حلول موسم الأمطار والرياح والعواصف، وقد شهدت المحافظة خلال الأسبوع الماضي عواصف رملية غطت سماءها، وعانى خلالها النازحون، لا سيما المصابون منها بأمراض الجهاز التنفسي. 

المساهمون