تصعيد فلسطيني ضد نقل الأسرى عبر سيارة "البوسطة"

تصعيد فلسطيني ضد نقل الأسرى عبر سيارة "البوسطة"

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
30 نوفمبر 2021
+ الخط -

كان استشهاد الأسير الفلسطيني سامي العمور، قبل أقل من أسبوعين، لحظة فارقة بالنسبة لجميع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وطريقة التعامل معهم، لا سيما طريقة نقلهم إلى المشافي والعيادات، إذ كان من بين الأسباب الرئيسية لوفاته نقله المتكرّر عبر سيارة "البوسطة"، وانتظاره ساعات طويلة قبل الوصول إلى المستشفى، رغم وضعه الصحيّ الخطير.
تدعم مؤسسات الأسرى الفلسطينية قرارات الحركة الأسيرة الرافضة نقل الأسرى المرضى عبر "البوسطة"، كونها مركبة محكمة الإغلاق وأشبه بالقفص، ولا تتوفر فيها أدنى الظروف الإنسانية، كما أن الرحلة تمتد أحياناً قرابة 16 ساعة متواصلة.
وأمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، نظمت مؤسسات الأسرى والفصائل الفلسطينية، الثلاثاء؛ وقفتها الأسبوعية لدعم الأسرى، وخصصتها للتنديد بالبوسطة، في خطوة يفترض أن تتبعها خطوات تصعيدية تتزامن مع حملة لدعم الأسيرات الفلسطينيات، ومطالبات بتكثيف الجهود لدعم تحركات الأسرى.

قضى الأسير عيسى جبارين حتى الآن قرابة عشرين عاماً في سجون الاحتلال، وما زال حكم سجنه ممتدا لثلاث سنوات قادمة، لكن تلك السنوات القليلة المتبقية تصيب والدته بالكثير من القلق بسبب ما يعانيه من أمراض. تقول أم موسى، والدة الأسير جبارين، من أمام مقر الصليب الأحمر، لـ"العربي الجديد": "تعطلت إحدى كليتيه نتيجة التعذيب، ثم عادت للعمل تدريجياً، لكنه اليوم مصاب بوجع دائم في الرأس، ونقل قبل أسبوع إلى مشفى إسرائيلي، لكن عذاب رحلة النقل يزيد الألم ألماً".
أجريت لعيسى عملية جراحية بعد إصابته بجلطة قبل عام تقريباً، وأعيد بعد العملية بواسطة "البوسطة" إلى السجن في رحلة عذاب، كما تروي والدته، والأخطر بالنسبة لها هو "التلكؤ في التشخيص، والدواء لا يتجاوز مسكنات الألم في معظم الأحيان".
ويقول الكاتب والأسير المحرر وليد الهودلي، لـ"العربي الجديد"، إن "نقل الأسير إلى عيادة أو مشفى جريمة متعمدة من ثلاث نواحٍ؛ فالنقل يتم عبر السيارة الصماء ذات المقاعد الحديدية، ويتزامن مع التعامل القاسي من السجانين، وأخيراً اختيار الطريق التي يسلكونها، فالطريق الذي يحتاج إلى ساعة واحدة يمكن أن يطول أكثر من 12 ساعة، إذ تمر البوسطة من أمام كل سجن في الطريق لإنزال أسرى، أو أخذ آخرين، قبل الوصول".
ويضيف الهودلي: "يتعاملون مع الأسير كبضاعة، يحملونه وينقلونه من مكان إلى آخر من دون أي انتباه إلى كونه إنساناً، وخاصة إن كان مريضاً يمكن أن يتفاقم مرضه، أو بحاجة لعلاج سريع. لا يمكن أن يحصل ذلك مع سجين إسرائيلي، بل يحدث فقط مع الأسرى الفلسطينيين، وتلك عملية قتل متعمدة للأسرى المرضى".

ويؤكد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أمين شومان، لـ"العربي الجديد"، أن "الأسرى اتخذوا خطوات تصعيدية ضد إجراءات سجون الاحتلال، وتحديداً ضد نقلهم بالبوسطة الحديدية، وبات العديد من الأسرى يفضلون التعايش مع أمراضهم على الخروج عبر تلك المركبة إلى العيادات، ومقاطعة هذه المركبة خطوة أولى في التصعيد، ومن بين الرافضين الأسير فؤاد الشوبكي، وهو الأكبر سناً في سجون الاحتلال، كما تم تقديم مذكرة إلى الصليب الأحمر الدولي حول رفض الأسيرات نقلهن عبر البوسطة، بسبب تجاهل احتياجاتهن الشخصية أثناء النقل".

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، خلال الاعتصام، إن 73 شهيداً فارقوا الحياة داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، إضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا عقب خروجهم من السجون بسبب السياسة ذاتها.

وحسب معلومات نادي الأسير الفلسطيني، فإن الأسرى في عدة سجون إسرائيلية أعلنوا، فور استشهاد الأسير العمور في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، مقاطعة عمليات النقل بـ"البوسطة"، وانضم الأسرى في كل السجون لهذه الخطوة التي أصبحت حالة إجماع.

ذات صلة

الصورة

سياسة

الضرب المبرح وبتر الأطراف نتيجة الأصفاد، والاحتجاز داخل أقفاص، ليست سوى جزء من صور الموت وأشكال التعذيب، في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي، وما خفي أعظم
الصورة

مجتمع

في عيد الأم أفادت تقارير فلسطينية بأنّ 37 أمّاً يستشهدن يومياً في قطاع غزة، في حين أنّ 28 أسيرة مغيبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

اتّهم تحقيق غير منشور، أجرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إسرائيل بإساءة معاملة المئات من سكان قطاع غزة الذين تمّ أسرهم خلال الحرب.
الصورة
استشهاد الأسير الفلسطيني عاصف الرفاعي (فيسبوك)

مجتمع

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، صباح اليوم الخميس، استشهاد الأسير المصاب بالسرطان عاصف الرفاعي (22 عاماً).

المساهمون