تونس: قلق من التفاوت بين الأقاليم في التسجيل على منصة التلقيح

تونس: قلق من التفاوت بين الأقاليم في التسجيل على منصة التلقيح

10 يونيو 2021
المطالبة بضمان حصول جميع المواطنين على التطعيم دون تمييز (Getty)
+ الخط -

كشفت خارطة توزيع المسجلين لتلقي لقاح كورونا في تونس، عبر المنصة التي خصصتها وزارة الصحة لهذا الغرض، عن فوارق شاسعة بين عدد المُلقحين في الشريط الشرقي للبلاد، مقابل ضعف في عددهم على الشريط الغربي المصنف الأكثر فقرا والأقل تنمية.

وجود هذا التفاوت بين عدد المسجلين في مختلف محافظات البلاد أعاد إلى الواجهة جدل "الحق في الصحة"، واستمرار التمايز في حصول المواطنين على التطعيم.

وفي السياق، دعا نشطاء وأطباء إلى تكثيف حملات تسجيل المواطنين بالتوازي مع حملات التلقيح المتنقلة التي بدأتها وزارة الصحة داخل المناطق الريفية والأقل ربطاً بشبكات الإنترنت.

وبيّنت خارطة نسب التسجيل التي كشفت عنها وزارة الصحة، عن عدم تجاوز المسجلين على منصة التلقيح نسبة 12 بالمائة في محافظات الشريط الغربي، مقابل ارتفاع هذه النسبة إلى أكثر من 22 بالمائة في المحافظات الشرقية والساحلية.

وقال المتحدث باسم منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، إن التفاوت في نسب التسجيل بين محافظات البلاد "نتيجة طبيعية للتفاوت الاجتماعي بين الأقاليم ونفاذ المواطنين إلى وسائل التسجيل الإلكترونية".

وشدد بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على ضرورة الاستعانة بجهود المنظمات المدنية من أجل تكثيف حملات تسجيل المواطنين عبر فرق متنقلة في المناطق ذات التغطية الضعيفة لشبكة الإنترنت.

في المقابل، طالب أطباء ونشطاء في القطاع الصحي بتركيز الجهود على تطعيم المناطق الأقل تضررا من الفيروس لزيادة نسب المناعة العامة داخلها، ثم العودة إلى تطعيم المناطق المتضررة التي تطورت داخلها نسب المناعة العامة الناتجة عن العدوى.

وفسّر طبيب الإنعاش والناشط في القطاع الصحي، ماهر العباسي، ضعف نسب التسجيل في الشريط الغربي للبلاد بقلة الإصابات بالفيروس إبان الموجتين الأولى والثانية في هذه المحافظات، مقارنة بالشريط الشرقي ذي الكثافة السكانية العالية والضغط الصناعي.

وقال العباسي، لـ"العربي الجديد"، إنّ المناطق الداخلية ظلت نسبيا خارج منطقة الخطر، ولم تسجّل ارتفاعا كبيرا لنسب العدوى، وهو ما يبرر عزوف مواطنيها عن التسجيل في منصة التلقيح، مؤكدا أن تزايد العدوى حاليا داخل هذه المحافظات "سيقلب الخارطة ويرفع آليا نسب الإقبال على التطعيم من قبل سكانها".

ونبّه ماهر العباسي إلى ضرورة إعادة النظر في خارطة التطعيم المعتمدة حاليا من قبل وزارة الصحة، بتوجيه جهود التطعيم نحو المحافظات الأقل عدوى لتفادي إمكانية تطعيم مواطنين حاملين للفيروس داخل المناطق التي تشهد تصاعدا للمرض في هذه الفترة.

وتسجل المحافظات الغربية في تونس، حاليا، انتشارا كبيرا للوباء، إذ بلغت نسب الإصابة أكثر من 60 بالمائة، بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة .

وصنفت الوزارة أكثر من 21 محافظة بكونها "ذات خطورة عالية"، كما قررت السلطات المحلية في محافظة القيروان وسيدي بوزيد وباجة فرض تدابير مشددة على جهاتها.

المساهمون