جهاز طبي مُعطّل منذ سنوات يفاقم معاناة مرضى السرطان بالموصل

جهاز طبي مُعطّل منذ سنوات يفاقم معاناة مرضى السرطان في الموصل

17 يونيو 2023
يتحمل المرضى تكاليف مادية باهظة بسبب تعطل الجهاز (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -

شكا مصابون بمرض السرطان من أهالي نينوى العراقية، من تفاقم معاناتهم بسبب عدم إمكانية متابعة علاجهم، مؤكدين أن الجهاز الطبي المخصص للمرضى في مستشفى المحافظة معطل منذ سنوات، وأن الحكومة تماطل بإصلاحه أو استبداله.

ويضطر المئات من مرضى السرطان إلى السفر لمحافظات إقليم كردستان أو خارج البلاد، للعلاج، متحملين تكاليف مادية باهظة بسبب تعطل جهاز "المُعجّل الخطي"، الذي يلعب دورا هاما في علاج الأورام بالأشعة السينية وبتقنية عالية الجودة.

ومساء أمس الجمعة، نظم ناشطون من الموصل وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، مطالبين بإيجاد حل لمعاناة المصابين بالسرطان، بسبب تعطل الجهاز منتقدين "الوعود الكاذبة" من قبل الحكومة المحلية بتوفيره.

وقال الناشط الحقوقي، علي الحمداني، لـ"العربي الجديد"، "لا يمكن استمرار معاناة المصابين بالمرض لأكثر من عامين بسبب تعطل الجهاز، وأن ذلك لا يفسر إلا بأنه إهمال وفساد من قبل الجهات المسؤولة"، مؤكدا أن "المرضى يتكبدون خسائر مالية كبيرة من جراء اضطرارهم للسفر خارج المحافظة للعلاج".

وأكد أنه "على الحكومة المحلية ووزارة الصحة تحمل مسؤوليتها إزاء هذه المعاناة"، موضحا أنها "لم تقدم سوى الوعود، من دون أن تحدد سقفا زمنيا للحل".

من جهته، أوضح الطبيب المتخصص بمرض السرطان في مستشفى الأورام في الموصل، عبد الله العبيدي، أن "تشغيل جهاز المعجل الخطي كان من المفترض أن يتم منذ أكثر من عامين بعد أن تضرر منذ أحداث داعش"، مبينا في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم السبت، أن "الحكومة المحلية خصصت مبلغا لإصلاح الجهاز يصل إلى نحو مليار و400 مليون دينار عراقي (الدولار يعادل 1448 دينارا)، من الأموال المجمدة التي أطلقتها الحكومة في وقت سابق، وكذلك من مبالغ القرض الفرنسي لمحافظة نينوى، لكنها لم تف بوعودها بصيانة هذا الجهاز الذي يساعد على شفاء المصابين بأمراض السرطان".

ولم تصدر الحكومة المحلية للموصل ولا وزارة الصحة ردا رسميا على الموضوع، وسبق أن أعلن مسؤولون محليون في الموصل الشهر الماضي، بأن تشغيل جهاز المعجل الخطي سيكون خلال أيام قليلة ومعدودة مع استئناف المركز البحثي المتخصص بعلاج مرضى السرطان في جامعة الموصل عمله، لكن لم يتم ذلك.

إلى ذلك، دعت لجنة الصحة والبيئة البرلمانية، وزارة الصحة إلى توفير الأدوية السرطانية للتخفيف من معاناة المرضى، وقالت عضو اللجنة النائبة، وفاء الشمري، إن "عدم توفير أدوية السرطان إلا في مستشفى مدينة الطب في العاصمة بغداد، أثر سلباً في المرضى، وقد سعت اللجنة إلى إبلاغ المعنيين في المؤسسة الصحية ومنهم مدير عام الأمور الفنية في الوزارة ووقفنا على الأسباب".

وأشارت، في تصريح صحافي سابق، إلى أن "شح الأدوية دعا المواطن إلى البحث عنها في الأسواق المحلية وبأسعار مرتفعة جداً"، مؤكدة أن "التخصيصات المالية لوزارة الصحة كانت وفيرة سابقا إلا أنها لم تُستثمر في محلها، ما أدى إلى تدهور الواقع الصحي في البلاد".

وتعد مشكلة تراجع الوضع الصحي في البلد من المشكلات المستعصية، فإلى جانب الأدوية وتهريبها وارتفاع أسعارها التي يكتوي منها أغلب العراقيين، الذين لا تسعفهم إمكاناتهم المادية بتوفير الدواء المضمون والمستلزمات الطبية الأخرى، هناك نقص كبير بمباني المراكز الصحية والمستوصفات، وتراجع مستوى الخدمات فيها بشكل جلي.

وعلى الرغم من التخصيصات المالية الكبيرة للوزارات العراقية، فإن حجم الفساد فيها نتج عنه تراجع بكافة مفاصل الدولة ومنها القطاع الصحي، في وقت لا تقدم فيه الحكومات إلا الوعود غير القابلة للتنفيذ.

المساهمون