سجون روسيا... السماح بكتب إلكترونية غير متوفرة

سجون روسيا... السماح بكتب إلكترونية غير متوفرة

26 أكتوبر 2023
سمحت وزارة العدل الروسية باستخدام السجناء الكتب الإلكترونية (أكسندر نيمينوف / فرانس برس)
+ الخط -

 

كشفت وزارة العدل الروسية أخيراً، أن أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية غير المتصلة بالإنترنت أصبحت متوفرة في السجون ومراكز الإصلاحيات، ويمكن استعارتها مجاناً بما لا يزيد عن جهاز واحد لكل سجين. لكن رغم سماح الحكومة بمطالعة المعتقلين في مراكز الحبس الاحتياطي، ومن يؤدون عقوبات في السجون والإصلاحيات، الكتب الإلكترونية، وتنزيل مواد قضاياهم الجنائية، ثمة عقبات أمام تطبيق الإجراء على أرض الواقع، بسبب عدم توفر كتب إلكترونية إلا من خلال مبادرات المنظمات الحقوقية والخيرية، ووجود صعوبات تقنية تتعلق بإيجاد أجهزة إلكترونية غير متصلة بالإنترنت.

ويجزم الخبير القانوني والحقوقي بافيل ماروشاك بأن السماح باستخدام السجناء الكتب الإلكترونية لن يحل مشكلة نقص الكتب في مكتبات الإصلاحيات والسجون، بسبب ندرة توفر الأجهزة الإلكترونية غير المتصلة بالإنترنت حالياً.

ويقول ماروشاك الذي سبق أن سُجن بضع سنوات في قضية ذات أبعاد سياسية، لـ"العربي الجديد": "بصرف النظر عن السماح للسجناء باستخدام كتب إلكترونية، يصعب أن يطالع هؤلاء الكتب التي يريدونها، بسبب تطبيق قواعد صارمة تتعلق بإدخالها، واقتصارها على تلك التي يتضمنها كتالوغ البريد الروسي". 

خيارات محدودة

ويلفت إلى أن "خيارات الكتب محدودة في مكتبات المعتقلات، باستثناء مركزي ليفورتوفو وماتروسكايا تيشينا للحبس الاحتياطي في موسكو اللذين تتوفر فيهما إصدارات نادرة يرغب حتى عشاق الكتب في اقتنائها".

ويشير إلى أن توفر الكتب الإلكترونية قد لا يساهم في حلّ المشكلة "فالكتب الإلكترونية أداة جيدة للمطالعة، فهي تسمح بالاطلاع على مواد القضايا التي تضم مجلدات عدة في بعض الأحيان، لكن المشكلة تكمن في أن استخدام الكتب الإلكترونية يقتصر على تلك غير المتصلة بالإنترنت، والتي يندر وجودها في السوق".

ويتحدث أيضاً عن أن غالبية السجناء لا يهتمون بالمطالعة كثيراً، مستشهداً بما قاله وزير التنمية الاقتصادي السابق، أليكسي أوليوكاييف، الذي عمل مشرفاً على مكتبة الإصلاحية حين نفذ عقوبة السجن بتهمة تقاضي رشوة.

وإلى جانب عمله مشرفاً على مكتبة السجن قبل أن يفرج عنه العام الماضي، نظم أوليوكاييف نادياً اقتصادياً، بهدف توعية السجناء بقضايا مثل قروض الرهن العقاري، والقروض الاستهلاكية، وكيفية ادخار الأموال، وقوانين العمل، وريادة الأعمال، تمهيداً لإعادة دمجهم في الحياة الاجتماعية، بعد خروجهم من السجن.

الصورة
تتوفر كتب نادرة في سجن "ليفورتوفو" بموسكو (أكسندر نيمينوف/ فرانس برس)
تتوفر كتب نادرة في سجن "ليفورتوفو" بموسكو (ألكسندر نيمينوف / فرانس برس)

خطوات وزارة العدل

وبالعودة إلى الكتب الإلكترونية، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أن نائب وزير العدل فسيفولود فوكولوف أكد خلال لقائه المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا، السماح للسجناء الروس بشراء كتب إلكترونية، وتنزيلها مع مواد قضاياهم في أجهزة لوحية إلكترونية غير متصلة بالإنترنت.

وأوضحت وزارة العدل أنه "يجري توفير المعلومات المتاحة على الجهاز التقني للمدانين والمشتبه بهم والمتهمين لقراءة الكتب الإلكترونية، ثم تحديثها ومراقبة محتواها بواسطة إدارة المؤسسة الإصلاحية، أو مركز السجن الاحتياطي". لكن عضو مجلس حقوق الإنسان التابع للرئاسة الروسية يفا ميركاتشيفا شككت في جدوى إجراء وزارة العدل، وقالت لـ"كوميرسانت": "أكد موظفو بعض الإصلاحيات ومراكز السجن الاحتياطي أن بعض الكتب الإلكترونية تتوفر في مراكزهم، لكنهم لا يعلمون كيف يمكن تنزيل المواد وتسليمها إلى السجناء، لذا يجب إصدار تعليمات تقدم تفاصيل خطوة بعد أخرى لنشر الكتب الإلكترونية".

بدوره، قال المحامي قسطنطين ريفكين لـ"العربي الجديد": "إذا كانت الهيئة الفيدرالية لتنفيذ العقوبات معنية بنشر الأجهزة اللوحية الإلكترونية ضمن منظومتها لا يجب فقط إجراء دراسة فنية - اقتصادية جدّية لمسائل التخزين والخدمة والصيانة والملء وغيرها، بل أيضاً تنظيم كيفية استخدامها في تخزين مواد القضايا الجنائية".

وتشير بيانات هيئة تنفيذ العقوبات إلى أن مؤسساتها ضمت نحو 433 ألف سجين مطلع العام الحالي، بتراجع نحو 33 ألفاً عن بداية العام الماضي، وسط انخفاض مستمر في عدد السجناء في روسيا تبرره الهيئة بتطبيق عقوبات بديلة عن السجن. وتوضح أن عدداً كبيراً من السجناء يسعون إلى الدراسة والقراءة، على أمل بدء صفحة جديدة بعد الإفراج عنهم.  

المساهمون