سورية: المياه تخفف وطأة الحرّ عن النازحين في إدلب وكهرباء اللاذقية تقنّن بالتمييز

29 يوليو 2022
بعض المياه يوفّر قليلاً من الانتعاش وسط الحرّ (عدنان الإمام)
+ الخط -

تتأثر مناطق شمال غربي سورية بموجة حرّ فاقمت من معاناة سكانها، خصوصاً النازحين في المخيّمات الذين لا يملكون مقوّمات تمكّنهم من التغلب على هذه الموجة. في الوقت ذاته، يواجه سكان مدينة اللاذقية في ظلّ الحرّ نفسه تقنيناً للكهرباء، إذ زادت ساعات قطعها أخيراً.

وتبدو المياه وسيلة متاحة أمام النازحين في مخيّمات ريف إدلب الشمالي للتخفيف من الحرّ الخانق، فتبليل الملابس أو إغراق أرض الخيام بالمياه من شأنهما أن يخفّفا إلى حدّ ما من حدّة المعاناة من ارتفاع درجات الحرارة الذي لا يُطاق، خصوصاً داخل الخيام.

زيد الحامد يقيم في تجمّع مخيّمات أطمة، يخبر "العربي الجديد" بأنّه لم يتمكّن من النوم ليلة أمس هو وأطفاله، وقد بقوا مستيقظين حتى الساعة الثانية من بعد منتصف الليل بسبب الحرّ عندما انخفضت الحرارة قليلاً.

وعند الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة، وبعدما اطّلع على درجة الحرارة عبر هاتفه المحمول، وتبيّن له أنّها بلغت 33 درجة مئوية، وضع الحامد منشفة مبللة على كتفَيه للتخفيف عن نفسه. يضيف أنّ "الأطفال جلسوا في المياه التي ملأوا بها قاعدة الخيمة. فالحرارة لا تُحتمل، وما من مكان منعش يمكن اللجوء إليه في خارج الخيمة، والمراوح لا تنفع في هذا الجوّ الحار... بالتالي لا نملك سوى المياه".

الصورة
مياه وحر شديد في مخيمات ريف إدلب الشمالي للنازحين 2 (عدنان الإمام)
برك مياه في داخل الخيام للهو وللتخفيف من حدّة الحرّ (عدنان الإمام)

وفي مخيّم البركة بمنطقة دير حسان ريف إدلب الشمالي، تخبر أم خالد المهجّرة من ريف حمص الشمالي "العربي الجديد" أنّ "درجات الحرارة اليوم لا تُحتمل، وقد علمت بأنّها سوف تبلغ أربعين درجة مئوية عند الذروة". تضيف: "لدينا مروحة في مسكننا من ضمن المخيّم، لكن الهواء الذي يخرج منها حار جداً، لذا يبلّل أولادي أنفسهم بالمياه ويجلسون أمام المروحة للتخفيف عن نفسهم. ونحن ننتظر غياب الشمس بفارغ الصبر، إذ يكون الحرّ في المساء أهون علينا ممّا هو في ساعات النهار".

ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ بدءاً من يوم الجمعة الماضي في 22 يوليو/ تموز الجاري، أطلق الدفاع المدني نصائح للتخفيف من حدّة الحرّ، من بينها عدم التعرّض للشمس ما بين الساعة العاشرة صباحاً والثالثة من بعد الظهر، وتبريد الأطفال في المخيّمات باستخدام المياه، وتجنّب التنقّل الطويل بالسيارة، والتنبّه من العقارب والأفاعي، وإبعاد أسطوانات الغاز عن أشعة الشمس المباشرة. كذلك كانت إرشادات أخرى تتعلق بإخراج المواد القابلة للانفجار من السيارات، والتنبّه إلى الأطعمة التي تفسد بسرعة وسط الحرّ.

الصورة
مياه وحر شديد في مخيمات ريف إدلب الشمالي للنازحين 3 (عدنان الإمام)
رشّ المياه في خارج الخيام كذلك (عدنان الإمام)

من جهة أخرى، في محافظة اللاذقية، أكدت مصادر إعلامية محلية أنّ فترات قطع الكهرباء بلغت خمس ساعات في مقابل تغذية لمدّة نصف ساعة، بعدما كانت في السابق خمس ساعات قطع في مقابل ساعة تغذية واحدة، في إطار برنامج تقنين.

وفي هذا الإطار، يقول الناشط حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد" إنّ "المتعارف عليه من قرارات صدرت عن حكومة النظام بخصوص الكهرباء في ما يخصّ التقنين (المذكور آنفاً) لا يُنفَّذ. في الواقع، منذ أربعة أشهر، لا تتجاوز ساعات التغذية نصف ساعة في بعض المناطق، خصوصاً في الأحياء الشعبية بمدينة اللاذقية".

ويشدّد جبلاوي على "تمييز في ما يخصّ توزيع الكهرباء في المدينة، إذ ثمّة خطوط معفاة من التقنين، وهي خاصة بالمنشآت السياحية. وثمّة أحياء التقنين فيها قليل مقارنة بباقي الأحياء". ويضيف أنّ "الأهالي يحاولون التأقلم مع البطاريات التي تُشحن لتوفير الكهرباء للبيوت، علماً أنّ ساعات التغذية القليلة لا تسمح بشحن البطاريات كما يلزم، وبعضها يُشحَن على الطاقة الشمسية. كذلك ثمّة عائلات لا تملك إمكانات للتزوّد بالبطاريات".

ويتابع جبلاوي أنّ هذه الأزمة تدفع أهالي اللاذقية إلى "الشكوى من موضوع تلف الأطعمة من جرّاء عدم توفّر التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة. وبشكل عام، فإنّ الوضع سيئ وإلى مزيد من السوء". ويلفت إلى أنّ "الناس في الوقت الحالي لا يملكون وسائل للتخفيف من درجات الحرارة مع غياب الكهرباء".

وكانت مديرية الأرصاد الجوية التابعة للنظام قد حذّرت من الارتفاع في درجات الحرارة يومَي أمس الخميس واليوم الجمعة، إذ أشارت، في بيان أصدرته يوم الثلاثاء الماضي، إلى أنّ تلك الدرجات سوف تتجاوز 40 درجة مئوية في دمشق ومعظم المناطق الداخلية، وتلامس 45 درجة في المناطق الشرقية والجزيرة.

المساهمون