كادت شظية من صاروخ متفجر أن تنهي حياة السوري فارس عبد الرزاق، قبل نحو ثلاث سنوات ونصف، وخلّفت كسوراً في الفقرتين الثالثة والخامسة من عموده الفقري، ما سبّب له شللاً نصفياً، لكنه ما زال يحتفظ بها.
بعد تهجيره مع عائلته من قريته "نباز" في ريف المعرة الشرقي، إلى قرية جرجناز، ثم إلى قرية دير سنبل في ريف إدلب الجنوبي، أصيب عبد الرزاق بالشظية خلال غارة للطيران الحربي التابع للنظام السوري.
يعيش فارس حالياً مع زوجته وأولاده الثمانية في خيمة مهترئة بمنطقة وعرة في مخيم الراعي غربيّ مدينة معرتمصرين، وبالإضافة إلى مرارة التهجير، وقسوة الحياة في الخيمة، فإن إصابته بالشلل النصفي لا تسمح له بحرية الحركة.
يقول فارس عبد الرزاق لـ"العربي الجديد": "شاركت في الثورة منذ بدايتها، ولم أكن أعلم أنها ستتحول إلى حرب تدوم لسنوات، وأصبت بعد التهجير الذي حرمني الأقرباء والأصدقاء".
وتابع: "إصابتي تمنعني من العمل، ولديّ ثلاث فتيات يعملن في الأراضي الزراعية بمقابل زهيد، والحياة هنا صعبة، وعزائي الوحيد وجود أطفالي بجانبي".
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن العمليات العسكرية المتواصلة، وعمليات القصف المتكررة أدت إلى إصابة أكثر من 2.1 مليون سوري بجراح مختلفة، من بينها إعاقات دائمة، فيما تشرد نحو 13 مليون مواطن آخرين.