عدنان البكري ابن طرابلس اللبنانية.. ريادة في الطب الإلكتروني عالمياً

عدنان البكري ابن طرابلس اللبنانية.. ريادة في الطب الإلكتروني بفرنسا والعالم

29 سبتمبر 2022
عدنان البكري الطبيب ورائد الأعمال الفرنسي-اللبناني (فيسبوك)
+ الخط -

فاز الطبيب ورائد الأعمال الفرنسي- اللبناني عدنان البكري، ابن منطقة أبي سمراء في طرابلس، شمالي لبنان، بالجائزة الأولى في مسابقة نظمتها مجلة "بونجور إيديه" في باريس للابتكارات الجديدة. فمشروعه الخاص بتطوير الطبّ الإلكتروني حلّ في المرتبة الأولى من بين 1600 مشروع تقدّمت بها شركات من أوروبا وأفريقيا.

وفي يونيو/ حزيران من عام 2017، نشرت مجلّة "كومّيرس دو لوفان" الاقتصادية الفرنكوفونية في لبنان والشرق الأوسط مقالاً عنونته "عدنان البكري: رائد الصحة الإلكترونية في فرنسا"، تناولت فيه المنتج الأبرز الذي أطلقه الطبيب الشاب الذي أُعلنت شركته الناشئة "إينوف سانتيه" (InnovSanté) الأولى في فرنسا لعام 2016. والمنتج الذي يُعَدّ "جوازاً حيوياً" هو كناية عن بطاقة مربوطة بمنصّة إلكترونية على شبكة الإنترنت تجعل ملفات المرضى الطبية مركزية.

وقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أخيراً، بأنّ البكري تقدّم بالمشروع الوحيد المتعلق بالطبّ والاستشفاء في هذه المسابقة، ومثّل فيها فرنسا بعدما حصل على دعم من وزارة الصحة الفرنسية لاقتناعها بأنّ مشروعه للطبّ الإلكتروني من شأنه أن يخفّف من تكاليف الخدمات الصحية للمواطنين الفرنسيين، وأن يوفّر ملايين اليوروهات على خزينة الدولة.

وتسلّم البكري جائزته، في احتفال أُقيم في العاصمة الفرنسية باريس، عن مشروع يقوم على تطوير الخدمات الطبية لتصير قابلة للممارسة عن بعد في المستشفيات والعيادات الطبية، وللاستفادة إلى أقصى حدّ من العصر الرقمي، فتتيح التكنولوجيا الحديثة الكشف على المرضى ومعالجتهم، وحتى إجراء عمليات جراحية لهم من دون رؤيتهم شخصياً، بل عبر وسائل التواصل الإلكترونية، شريطة وجود ممرضة إلى جانب المريض تتبع إرشادات الطبيب أو الجرّاح المعالج، الذي يمكن أن يكون موجوداً في مدينة أخرى أو بلد بعيد.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، تحدّث البكري عن فرحته الكبيرة، إذ إنّه ساهم في "رفع اسم لبنان عالياً". وهو قبل أن يعرّف عن نفسه كفرنسي في حفل تسليم الجوائز، قال أمام الجميع إنّه يأتي من مدينة طرابلس من لبنان، وقد تلقّى تعليمه في مدرسة رسمية، وهو خرّيج "ثانوية المربّي سابا زريق". وشدّد: "أعتزّ بأنّني تلميذ المدرسة الرسمية. في النهاية، ليس مهماً أين تلقّيت تعليمك، ففي إمكانك أن تنجح إذا كنت طموحاً وكان لديك هدف تريد الوصول إليه".

جواز عالمي للصحة الرقمية

وفي فيلم تعريفي ترويجي يتناول منتج "إينوف سانتيه"، الذي صار يُعرَف كذلك باسم "إينوف هيلث" (InnovHealth)، يشرح البكري أنّ هدف شركته الناشئة هو "ربط عالم الصحة"، وذلك من خلال "باس كير" (PassCare)، أوّل جواز عالمي للصحة الرقمية. وبحسب البكري، فإنّ "باس كير" يسمح للمريض باستعادة بياناته الصحية والوصول إليها وتصنيفها في أيّ مكان حول العالم ومع كلّ المهنيين الصحيين؛ أصحاب التخصصات الطبية، وكذلك التخصصات شبه الطبية.

ويوضح البكري، في الفيلم الترويجي نفسه، أنّ ولوج المهني الصحي إلى المعلومات والبيانات الصحية الخاصة بمريض ما يتمّ بطريقة آمنة وبسرية تامة. يضيف أنّه من خلال "باس كير" يستطيع الصيدلاني الولوج مؤقتاً إلى الوصفات الطبية إلكترونياً وبسرية تامة. كذلك، يستطيع الاطلاع على كلّ الحالات الصحية التي سبق أن أُصيب بها المريض، وكذلك على ردود فعله المحتملة على الأدوية من قبيل الحساسية على مواد بحدّ ذاتها، وعلى التحذيرات الخاصة، وذلك من أجل تفادي أيّ تفاعل محتمل بين الأدوية.

ويؤكد البكري أنّه "بواسطة بطاقة ذكية وتكنولوجيا فريدة من نوعها ومبتكرة وقابلة للتشغيل المتبادل، تستطيع ربط المسار الطبي لفرد ما أينما وُجد في العالم. وهدفنا اليوم هو نشر هذه التكنولوجيا في فرنسا وعلى الصعيد العالمي".

يُذكر أنّ البكري كان قد بدأ التفكير في شركته الناشئة في عام 2015 قبل أن يؤسس "إينوف سانتيه - إينوف هيلث" في العام التي تلاه.

من منطقة محرومة في لبنان

وعلى موقع "لينكد إن"، يعرّف البكري عن نفسه بأنّه رائد أعمال وقيادي في عالم الصحة الإلكترونية، بالإضافة إلى كونه مؤسس "ريليف" (ReLyfe) ورئيسها التنفيذي، علماً أنّ "ريليف" تُعَدّ المنصة التعاونية الأولى في مجال التنسيق الطبي والتواصل. يضيف أنّه طبيب فرنسي-لبناني في الخامسة والثلاثين من عمره، ورائد أعمال، وجرّاح سابق، وعالم، وباحث في الذكاء الاصطناعي (وضع مؤلّفَين حوله)، وخبير في الصحة الرقمية، وخرّيج عدد من الجامعات الفرنسية.

ويخبر البكري في التعريف نفسه أنّه ولد في "منطقة محرومة من لبنان ولوالدَين فقيرَين"، مضيفاً "وقد عانيت خلال طفولتي صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية، لذا جعلت الأمر كفاحي". ويتابع "في عام 2004، تركت عائلتي وتوجّهت إلى فرنسا وأنا في السابعة عشرة من عمري، من دون مال، ولم أكن أتحدّث إلا اللغة العربية".

ولا يخفي البكري أنّه كان "مشرّداً"، وقد اضطرّ إلى "النوم في أروقة كلية الطب في الأشهر الأولى". لكن "في عام 2016، منحني رئيس الجمهورية الجنسية الفرنسية عن جدارة واستحقاق، ثمّ نلت وسام سعفة الرابطة العالمية للخير العام، عضو في الأمم المتحدة، مع وسام الحرس الجمهوري في عام 2019". ولفت إلى أنّه "في الوقت الحالي أتحدث بثلاث لغات: الإنكليزية والفرنسية والعربية".

المساهمون