فلسطينيو مخيمات لبنان: نشعر بأنّ العودة قريبة

فلسطينيو مخيمات لبنان: نشعر بأنّ العودة قريبة

13 أكتوبر 2023
فلسطينيون يحتفلون بـ"طوفان الأقصى" في أحد مخيّمات لبنان (كريستينا عاصي/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد إطلاق "طوفان الأقصى" من قطاع غزة المحاصر، وتحقيق خسائر كبيرة لدى الاحتلال الإسرائيلي، عمّت الفرحة المخيمات الفلسطينية في لبنان. فما حقّقه المقاومون الفلسطينيون أحيا الأمل من جديد في نفوس كثيرين.
في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، عبّرت مديرة "روضة القسام" فاديا لوباني في حديث لـ"العربي الجديد"، عن فرحها وسط الدموع، وقالت: "مرّ 75 عاماً على الاحتلال، ومنذ ذلك الحين يوهموننا بأنّه من المستحيل أن يتحقّق حلم العودة"، لكنّها أكدت "أعيش اليوم نشوة الأمل... تجدّد الأمل بعودتنا إلى قرانا ومدننا في فلسطين. ويزداد شعوري بأنّ فلسطين سوف تتحرّر، وبأنّ حلم العودة صار حقيقة".
أضافت لوباني: "نحن أحفاد من طُردوا من بيوتهم ووطنهم ليصيروا لاجئين، نحن اللاجئون العائدون في يوم ما نرى في طوفان الأقصى بداية للتحرير وانطلاقة للروح نحو الحرية. من غزة انطلق السهم ليمرّ في كلّ المدن والقرى، فيجمع الجليل بالخليل والرملة برام الله وحيفا بنابلس ويافا بجنين، راسماً لنا طريق العودة". وتابعت: "نحن اليوم بتنا نرى الطريق جلياً. لقد رأينا حنظلة وغسان كنفاني ومحمود درويش وسميح شقير، وكلّ الذين تحدّثوا في يوم ما عن العودة. لقد رأينا توتة (شجرة التوت) الدار وطاولة العشاء في حيفا".
من جهتها، قالت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هالة أبو سالم، من مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، إنّ "ما حصل ويحصل في غزة هو ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال في حقّ الأسرى، وعلى استمرار الحصار على غزة، والعدوان المتواصل على الضفة الغربية، والاعتداءات المستمرة على المقدّسات".
وأضافت أبو سالم متحدثة لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه العملية المباغتة البطولية كان لها الفضل في صحوة كثيرين كانوا يظّنون أنّ شعبنا الفلسطيني تعب أو استكان. فمقاومتنا باغتت وصدمت الكيان الصهيوني، وكشفت عن فشل استخباراتي كبير وعن انهيار في منظومته الأمنية. كلّ ذلك أمام المقاومة التي اقتحمت الحدود، مع جماهير شعبنا، وسيطرت على مغتصبات (مستوطنات). وقد أتت مشاهد الأسرى الإسرائيليين لتشفي غليل كثيرين من أحرار العالم، فنحن نعيش نشوة انتصار لطالما انتظرناه". وأكدت: "نحن أصحاب الحقّ"، مطالبة "كلّ أحرار العالم ومناصرينا في كلّ مكان بأن يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني".
ومن مخيّم عين الحلوة أيضاً، شبّه خالد لطفي ما حصل بـ"البركان"، وقال: "استفقنا على بركان. ما حصل حلم لم نتصوّره. ما حصل سابقة تاريخية"، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "المقاومة في فلسطين جعلت العدو يُمنى بهذه الخسارة، إن لجهة عدد القتلى الكبير في صفوفه أو عدد الأسرى".

وتابع أبو سالم أنّ "ما يحزننا هو ما يحصل في غزة من قصف وعدوان وهجوم وحشي على أهل القطاع كلهم، بمن فيهم الأطفال والنساء. لكنّه ليس أمام المقاومة غير المضيّ في المعركة، ونحن طبعاً ذاهبون إلى النصر. فالمقاومة لم تكشف أوراقها كلها بعد"، متوقّعاً أنّها "في حال فتحت جبهة الشمال فسوف تكون نهاية هذا الكيان".
بدورها، صرّحت صبحية كريم، من مخيّم عين الحلوة، لـ"العربي الجديد"، بأنّ "اليوم فقط، وللمرّة الأولى في حياتي، أشعر بأنّ العودة باتت قريبة"، مضيفة أنّ "الفرحة تملأ قلبي لهذا النصر الذي تحرزه المقاومة، إنّما مع غصّة لأجل ما يتعرّض له أهلنا في غزة من هجوم عدواني". وتابعت كريم: "نحن ندعو لهم بأن يقوّيهم الله، لكنّنا في الوقت نفسه نطلب مساندة من الدول العربية". وتؤكد كريم أنّه "على الرغم من أنّني لم أولد في فلسطين، لكنّ هذه القضية قضيتي وهذه هويتي".
في الإطار نفسه، قال مسؤول لجنة الأسرى والمحررين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي، من مخيّم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، إنّ "ما يجري في غزة اليوم لا أستطيع وصفه. وأشعر بالفرح والاعتزاز لأنّنا نعيش اليوم زمن الانتصارات على كيان العدو الصهيوني الذي يُقال إنّ جيشه لا يُقهر. لكنّ المقاومة بيّنت أنّه قُهر وذُلّ تحت ضربات المقاومين في فلسطين".
وتابع أبو علي متحدثاً لـ"العربي الجديد": "نحن على موعد مع الانتصار الكبير بتحرير كلّ حبّة تراب من أرض فلسطين. ومعركة طوفان الأقصى عبرت التاريخ، وغيّرت وجه المنطقة بأكملها، وقطعت الطريق على المستسلمين والمنبطحين والمطبّعين من دول عربية وإسلامية"، ورأى أنّ "الموعد قريب مع النصر، والتحرير، والعودة، وتحرير أسرانا البواسل كافة، واستعادة جثامين الشهداء، وبناء دولتنا وعاصمتها القدس".
وفي مخيّم المية ومية للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة صيدا، في الجنوب، تقول الحاجة أم علي لـ"العربي الجديد": "لم أشعر بفرحة كتلك التي أعيشها اليوم. أنا أشعر بأنّني أستعيد كرامتي. طيلة حياتي كنت لاجئة، واليوم أشعر بأنّني سوف أتحرّر قريباً من هذه الصفة التي رافقتني منذ ولادتي".

في سياق متصل، قال محمود هاشم المقيم من مخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت لـ"العربي الجديد"، إنّه "من الصعب أن يعبّر الإنسان عن الحالة التي نحن فيها اليوم نتيجة الإنجاز الذي حقّقته المقاومة". أضاف: "نحن نشعر بضيق لأنّنا في حالة عجز، لا نستطيع القيام بأيّ شيء. لكن في غزة، أهلنا وناسنا. والمقاومة منحتنا الشرف، خصوصاً أنّ هذه الحرب تختلف عمّا سبقها من حروب".
وشدّد هاشم على أنّ "أحاسيسنا مندفعة في اتجاه المقاومة وفلسطين، في اتجاه أهلنا وناسنا. الجميع في فلسطين صامدون ومقاومون، وهم مستهدفون ويستشهدون. الجميع مقاومون ويستحقون الإجلال والتقدير"، وتمنّى أن تكون "هذه الحرب فاتحة النصر. وأمنيتنا أيضاً أن نكون على أرض الوطن، ندفع الدماء حتى نسترجعها".