قصة ناجية تركية من السرطان 5 مرّات تكرّس حياتها للأطفال المصابين به

سما دانيشماز... قصة ناجية تركية من السرطان 5 مرّات تكرّس حياتها للأطفال المصابين به

24 ديسمبر 2022
سما دانيشماز تغلبت على السرطان 5 مرات (الأناضول)
+ الخط -

متسلحةً بروحٍ معنوية عالية ورغبة في مد يد العون، كرّست المواطنة التركية سما دانيشماز (57 عامًا) حياتها للمساهمة في علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم "اللوكيميا".

سما، التي تقيم في ولاية صامسون المطلة على البحر الأسود شمالي تركيا، كانت قد تغلبت على السرطان 5 مرات، ما شكّل حافزها الأكبر للسعي لخدمة هذه الفئة من الأطفال.

رحلة التحدّي.. استئصال كلية وثدي ومرارة

بدأت رحلة سما مع المرض لأول مرة عندما بلغت الـ16 من عمرها، حيث تبيّن أنها مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، ما جعلها تخضع في سن مبكرة من حياتها لمجموعة واسعة من الاختبارات الطبية وجلسات العلاج.

الصورة
ناجية من السرطان (الأناضول)
تغلبت سما على السرطان 5 مرات (الأناضول)

استعادت سما صحّتها وتغلبت على المرض لفترة مؤقتة، قبل أن تصاب بانتكاسة صحية، ليتبيّن أنها أصيبت بالمرض ذاته مرة أخرى، فخضعت للعلاج من جديد. بعد مرور بضع سنوات، أظهرت الفحوصات الطبية إصابتها بسرطان الثدي، قبل أن تصاب لاحقًا بسرطان الكلى، ثم بسرطان الغدّة الدرقية.

رغم كل هذه المحطات الصعبة، رفضت سما أن تستسلم لليأس أو تستكين للمرض، وكانت في كل مرة تتأكّد إصابتها تنجح بالتغلب على المرض، رغم أنّ العلاج كلفها استئصال كلية وثدي ومرارة والغدة الدرقية وغدد ليمفاوية.

التجربة أكسبتها خبرة التعامل مع المرض

الخبرة التي اكتسبتها خلال رحلات العلاج التي لطالما خضعت لها، سعت سما للمساهمة عبرها في رفع الروح المعنوية لمرضى السرطان وأولئك الذين يتلقّون علاجًا كيميائيًا، من خلال الانضمام إلى عضوية جمعية الأطفال المصابين بسرطان الدم في صامسون.

وفي إطار الورش التي تنظمها الجمعية، تعمل سما بالتعاون إلى جانب غيرها من المتطوّعات، على إنتاج الألعاب وحياكة الملابس وإعداد وجبات غذائية وبيعها في الأسواق الشعبية، من أجل استخدام ريعها في علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم.

الصورة
ناجية من السرطان (الأناضول)
ناجية من السرطان (الأناضول)

وكخلاصة لرحلتها الطويلة مع تحدّي المرض ومساعدة غيرها من المصابين، أصدرت سما مؤخرًا كتابًا بعنوان "ما زلت على قيد الحياة..."، تحدثت فيه عن تجربتها في مكافحة السرطان، وتبرّعت برَيعه لصالح جمعية الأطفال المصابين باللوكيميا.

الانسجام مع متغيرات الحياة قصيرة 

تقول سما إنها تعرّفت إلى مرض السرطان لأول مرّة، عندما تم تشخيص إصابتها بأول سرطان في سنّ مبكرة، لكنها منذ ذلك الحين اعتبرت غرف المستشفيات التي تنزل فيها غرفًا فندقية للاستجمام.

وأكدت سما لوكالة "الأناضول" أنّها لم تتقبّل قط أن يطلق عليها اسم مريضة، وأنّ العامل الأكبر في هزيمة السرطان كان قبولها بالمرض وعدم الاستسلام له، ومواصلة النضال ضده.

وأضافت: "بعد سنوات، أدركت أن المرض قد عاد إليّ مجددًا، بعد رؤيتي انتفاخ بعض الغدد تحت الإبط، تلقيت علاجًا كيميائيًا مرة أخرى وتساقط شعري، لكن العملية لم تكن صعبة بالنسبة لي".

وتابعت سما: "رفضت الاستسلام للمرض ونجحت في التغلب على السرطان في كل مرة، بعد فترة، علمت أنني مصابة بالسرطان للمرة الثالثة، وكان هذه المرة سرطان الثدي". "كان لا بد من إزالة الثدي الأيسر"، أكملت سما، "ولم أسمح لنفسي بالتفكير مليًا، الحياة قصيرة جدًا وعلينا الانسجام مع المتغيرات".

وتابعت: "بعد بضع سنوات، تعرّضت للإصابة بسرطان الغدة الدرقية ثم سرطان الكلى، ناضلت ضدّ السرطان بكل صلابة وبروح معنوية عالية".

المرض الذي عاودها 5 مرات كلّفها خسارة بعض أعضائها، "حاليًا، تمّت إزالة أحد ثديي وكليتي اليسرى والمرارة والغدة الدرقية والعقد الليمفاوية اليسرى"، توضح سما. وبروح ملؤها الشجاعة والتحدي تابعت: "خمسة سرطانات جاءت وذهبت، يمكن أن يأتي السادس أو السابع، لا مشكلة، أنا لا أخاف من أمراض السرطان".

(الأناضول)

المساهمون