كورونا يطاول رئاسة الحكومة في تونس

كورونا يطاول رئاسة الحكومة في تونس

05 أكتوبر 2020
تونس تشدد إجراءات مكافحة كورونا اعتبارا من الثلاثاء (Getty)
+ الخط -

أكد المستشار المكلف بالملفات الاجتماعية لدى رئيس الحكومة التونسية، سليم التيساوي، أن رئيس الحكومة هشام المشيشي خضع  لتحليل مخبري لتقصي إمكانية إصابته بفيروس كورونا، موضحا أن نتيجة التحليل أكدت خلوه من المرض.

وأشار التيساوي، في تصريح لإذاعة ديوان، إلى أن كافة مستشاري رئيس الحكومة وموظفي رئاسة الحكومة خضعوا لهذا التحليل، وتبينت إصابة أحد المستشارين والموظفين الإداريين بالفيروس، مؤكدا أنهم يخضعون حاليا للحجر الصحي.

وكان رئيس الحكومة المستقيل، إلياس الفخفاخ، أكد أنه يخضع وعائلته للحجر الصحي بعد إصابته بالفيروس، وكتب على صفحته في فيسبوك "بفضل الله ولطفه وعنايته، الوضعية الصحية لي ولأفراد عائلتي في تحسّن، بعد تأكد التحاليل الموجبة لكوفيد 19. نحمي أنفسنا وأحباءنا وأصدقاءنا وبلدنا بإجراءات سهلة ومتاحة وناجعة، وندعو الله أن يحفظ بلدنا ونتعاون ونتآزر، خاصة نلتزم بالإجراءات المطلوبة".

وتدخل تونس، غدا الثلاثاء، في مرحلة الحرب الحقيقية على الفيروس، بإقرار إجراءات جديدة للحد من انتشاره السريع، بعد أن ظلت ترجئها باستمرار خوفا من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية، وألغت كل التظاهرات والتجمعات، وأقرت نظام عمل في الإدارات يقوم على التناوب بين الفرق ولفترة محدودة، أي أن يعمل نصف الموظفين صباحا فقط ويليهم النصف الآخر مساء.

وقال عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، حبيب غديرة، إن فيروس كورونا انتشر كثيرا في تونس وعدد المرضى بدأ يتكاثر وهناك حالات مستعصية بات من الضروري إيواؤهم في المستشفيات.

وقال غديرة، في تصريح لإذاعة "شمس"، اليوم الإثنين، إن تطور الوضع الوبائي كان منتظرا بسبب عدم تطبيق البروتوكول الصحي والإجراءات الوقائية، على غرار إقامة الحفلات والأعراس وعدم ارتداء الكمامات.

وأوضح غديرة أن الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الحكومة كافية أمام تطور الوضع الوبائي ومعقولة، ورجح إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى إذا تطورت الوضعية الوبائية.

وتضاعف طلب التونسيين على أدوية تقوية المناعة من الصيدليات الخاصة بعشر مرات، بعد تفشي فيروس كورونا، وفق ما أفاد به، اليوم الإثنين، نائب رئيس نقابة أصحاب الصيدليات الخاصة نوفل عميرة.

وفسر عميرة، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، الارتفاع القياسي للطلب على أدوية تقوية المناعة، بحرص المواطنين على دعم مناعتهم ضد مرض كوفيد 19، واصفا مستوى الطلب المسجل بالضخم.

كما سجل طلب التونسيين على الفيتامينات زيادة خلال الفترة نفسها، حسب المتحدث الذي أكد توفر الكميات المطلوبة من هذه الأدوية.

وانتقد المتحدث ضعف التنسيق على مستوى توزيع كميات اللقاح ضد النزلة الموسمية بعد نفاد كميات التلقيحات بالصيدليات، داعيا وزارة الصحة إلى إحكام التشاور مع الهياكل النقابية الممثلة للصيادلة من أجل إنجاح حملة التلقيحات.

وفي السياق، دعا حزب التيار الديمقراطي إلى وضع خطة اتصالية واضحة مبنية على المصارحة حول المخاطر المنتظرة وسبل الوقاية منها وتدعيم قنوات التواصل بين المصابين الذين هم في حجر ذاتي والمؤسسات الصحية بكيفية تمكن من المتابعة الفورية لتطور حالاتهم وضمان النجاعة اللازمة.

وطالب الحزب، في بيان، بوضع نماذج علمية بمشاركة أخصائيين في علم الأوبئة وعلوم الإحصاء لاستشراف كل السيناريوهات الممكنة في المرحلة المقبلة وإرساء معايير واضحة للغلق المؤقت للبؤر يضعها مختصون بناء على معطيات علمية، فضلا عن اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير مستلزمات الوقاية والضغط على الأسعار ووضع خطة لمقاومة الاحتكار من أجل ضمان عمليات التزود بالمستلزمات الطبية والمواد الأساسية، كما اقترح وضع خارطة طريق واضحة حسب مراحل تفشي المرض وتحديد الإجراءات المناسبة لكل مرحلة والشروع الفوري في تطبيق عقوبات على من لا يحترم التوصيات و الإجراءات الوقائية، إضافة إلى رصد الميزانية اللازمة لتهيئة المستشفيات.

ويطالب عدد من التونسيين والنواب بفرض الحجر الصحي الشامل، وهو ما ترفضه الحكومة إلى حد الآن، معتمدة على الإغلاق الجزئي لكل منطقة يستشري فيها الفيروس، كما يحدث في محافظتي سوسة والمنستير بالساحل التونسي شرق البلاد.

وكان عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، سمير عبد المؤمن، أكد منذ يومين شفاء آخر مصاب بالفيروس في مدينة الحامة من ولاية قابس جنوب تونس، وذلك من إجمالي 800 مصاب.

وأوضح  عبد المؤمن في تدوينة له على الفيسبوك، أن عملية تعافي المصابين في الحامة تمت بعد إجراء حجر ومسح شامل، وكانت الحامّة من أولى المدن التي هاجمها الفيروس بعد فصل الصيف وأصاب فيها عددا كبيرا من المتساكنين.

المساهمون