مرحاض لكل 500 نازح فلسطيني في مخيم رفح... أمراض جلدية وأوبئة

مرحاض لكل 500 نازح فلسطيني في مخيم رفح... أمراض جلدية وأوبئة

31 يناير 2024
نازحون فلسطينيون يفرون من خانيونس في جنوب قطاع غزة (محمود همس/ فرانس برس)
+ الخط -

لم يعد يخشى النازحون في قطاع غزة من وحشية الهجمات الإسرائيلية، في ظل أوضاع صحية وإنسانية مأساوية. في منطقة رفح على الحدود المصرية، والتي تبلغ مساحتها 150 كيلومتراً، مئات الخيام تُنصب يومياً، بعدما تعذر على الفارين من الحرب إيجاد مأوى لهم.

وكشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن ما يقارب من 500 شخص في رفح يستخدمون مرحاضاً واحداً، فيما يُقدّر أن هناك نحو "رشاش ماء واحد (دش) لكل 2000 نازح"، وهو ما يعني أن النازحين لا يملكون حتى القدرة على الحصول على النظافة الشخصية.

وتعدّ مدينة رفح الأفقر والأضعف من حيث الخدمات الصحية واللوجستية مقارنة بباقي مناطق القطاع، وتضم ما لا يقل عن 250 ألف نسمة، ومع اشتداد الحرب، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن مليون و100 ألف فلسطيني نزحوا إلى رفح.

شكّل هذا الاكتظاظ السكاني ونقص الخدمات الصحية واللوجستية بيئة خصبة لانتشار العديد من الأمراض، وفي مقدمتها تفشّ سريع لالتهاب الكبد الوبائي (أ) - وهو مرض ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق، وبسبب تناول أغذية أو مياه ملوثة، إلى جانب انتشار الجرب والقمل.

قصص مأساوية

تروي حنين حرارة، المخرجة، والموظفة في جمعية خيرية هولندية، معاناتها في حياة النزوح التي فرضتها الحرب الإسرائيلية، إذ تضطر يومياً إلى الانتظار في طابور طويل للدخول إلى الحمام، أو الحصول على الماء، أو الرعاية الطبية، بسبب الحشود البشرية. تمكنت حرارة مع 15 فرداً من عائلتها من الحصول على منزل في مدينة رفح، في وقت يكافح المئات للحصول على مأوى، يحميهم من برد الشتاء.

تقول حرارة وفقاً لما نقلت عنها الصحيفة إنها "عندما وصلت لأول مرة إلى مدينة رفح، مع عائلتها، مكث الجميع في غرفة واحدة، أطفال نساء، أمهات، وهو ما جعل من الصعب على العائلات الحصول على أساسيات الحياة".

بينما يتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص حول كل مدرسة أو عيادة في رفح تديرها وكالة الأمم المتحدة لمساعدة الفلسطينيين في محاولة يائسة للعثور على مأوى، تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) تحديات عديدة، بعد التقرير الإسرائيلي الأخير عن اتهام 12 عضواً من الوكالة في المشاركة في طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وهو ما ينعكس سلباً على أوضاع النازحين، من جميع النواحي الصحية والإنسانية.

يقول الدكتور جون كاهلر من منظمة MedGlobal، الذي غادر غزة بعد إنشاء عيادة في رفح، إنه شهد حشوداً تصل إلى 700 شخص يطالبون بتوفير المعايير الأساسية للحياة. بحسب تقديراته، فقد كان يعالج يومياً ما لا يقل عن 140 طفلاً.

الهروب إلى المجهول

دفع القصف الإسرائيلي ضد المدنيين سكان القطاع الى الهروب باتجاه المناطق الأكثر أمناً. وبحسب المصدر نفسه، استخدم الفارون جميع الوسائل البدائية، من الدواب والحمير، والعربات الخشبية، علهم يصلون إلى أماكن آمنة، ورغم ذلك، كان بانتظارهم الكثير من الأمراض والأوبئة، بسبب الاكتظاظ، ومشاركة الآلاف في عدد قليل من الحمامات والمراحيض، وهو ما أدى إلى تفاقم تفشي الأمراض الجلدية.

بحسب المكتبة الوطنية للطب الأميركية، يؤدي الازدحام إلى التسبب في العديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض التهابات الجهاز التنفسي السفلي (الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات RSV) ومرض المكورات السحائية، التهاب المعدة والأمعاءـ مرض المستدمية النزلية (Hib)، وغيرها من الأمراض.

ووفق تمارا الرفاعي، رئيسة الاتصالات في الأونروا، فإن انتشار الأوبئة، وتحديداً أمراض الكبد، يتطلب عزل المريض، ولكن في الظروف الحالية، لا يعد العزل خياراً متاحاً.

وحذّرت الرفاعي، بحسب ما أوردت الصحيفة البريطانية، من نفاقم المشكلة في الأيام المقبلة، إذ من المرجّح أن يزداد وصول العديد من الفارين إلى رفح، وقد يكونون على موعد على البقاء في الشوارع، بسبب نقص المواد الأساسية، والاكتظاظ السكاني الحاصل.

كما تعد مواد البناء اللازمة لصنع أبسط مأوى باهظة الثمن. ومن المتوقع أن يصل عشرات الآلاف من الأشخاص في الأيام المقبلة مع توغل القوات الإسرائيلية في عمق خانيونس.

المساهمون