معاناة النازحين في غزة تتفاقم... الصرف الصحي يطارد الناجين من القصف

معاناة النازحين في غزة تتفاقم... الصرف الصحي يطارد الناجين من القصف

23 نوفمبر 2023
معاناة النازحين تتضاعف في ظل انعدام الوقود (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

تتضاعف معاناة النازحين من شمالي قطاع غزة إلى مدينة رفح جنوبي القطاع، حيث تتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع والأسواق العامة، في ظل تراجع مقومات النظافة والصحة العامة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي ظل استحالة إغلاق النوافذ خشية تكسرها في حال شنت المقاتلات الحربية غارات جوية قريبة من أماكن إقامة الأهالي. تتسبب الروائح الكريهة المنبعثة من الصرف الصحي المتدفق في الشوارع مضيقة على النازحين والسكان حياتهم التي يصفونها بالكارثية بفعل الحرب، فضلا عن الإصابة بأمراض تفاقم أوضاعهم الإنسانية الصعبة، حيث ينجحون "بصعوبة كبيرة جدا" في الحصول على المياه للاستعمال اليومي والنظافة.

 الحرب تفاقم أزمات الصرف الصحي

وتعد رفح واحدة من مدن جنوب قطاع غزة التي تعاني من تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، حيث باتت هذه الأزمة عامة تطاول محافظات القطاع، ويرجع مسؤولون تدفق المياه العامة في الشوارع إلى نقص الوقود المشغل لمضخات الصرف الصحي.

في الوضع الطبيعي وقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية، كانت محافظات قطاع غزة تعاني في فصل الشتاء من غرق شوارع ومنازل بمياه الأمطار وبسبب تدفق مياه الصرف الصحي من المناهل بفعل سوء البنى التحتية، التي طاولتها قذائف الاحتلال وفاقمت من أوضاع شبكات الصرف الصحي.

انتشار الأمراض وشح المياه

وينذر استمرار تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين المنازل بمخاطر صحية تضاعف من معاناة السكان والنازحين.

يقول عدد من الأمهات إن أطفالهن الذين يقضون بعض الأوقات في الشارع، أصيبوا بنزلات معوية حادة، وأضاف عدد منهن: "نضطر لتطبيب الأطفال في المنزل بسبب استحالة اصطحابهم للمستشفيات للعلاج".

وأشارت الأمهات إلى أن عدم توفر المياه اللازمة لتنظيف الجسد والملابس يساهم في انتشار الأمراض التي تنقلها المياه العادمة للأطفال.

وفي سوق تل السلطان، غرب مدينة رفح، سقطت الطفلة دانا جبر (7 أعوام) "سهوا" في بركة مياه عادمة، بينما كانت والدتها تصطحبها معها للسوق، لتوبخها والدتها بخوف ضاربة كفيها ببعض قائلة: "لن نستطيع تنظيف هذا في ظل عدم توفر المياه".

كما تتزامن هذه الأوضاع مع انعدام توفر السيولة لدى المواطنين الذين فقد جزء كبير منهم أعمالهم بفعل الحرب.

من جانبه، قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، توماس وايت، الاثنين الماضي: "كان لا بد من اتخاذ بعض القرارات الصعبة في ما يتعلق بتحديد الأولويات للمساعدات التي تنقذ الحياة"، موضحا أن مياه الصرف الصحي ستستمر بالتدفق إلى الشوارع حيث لا يمكننا سوى توفير ما يكفي من الوقود لتشغيل المضخات بسعة 55 بالمائة.

(الأناضول)

المساهمون