شتولن.. خاصيّة عيد الميلاد الألماني

شتولن.. خاصيّة عيد الميلاد الألماني

26 ديسمبر 2014
تمثال بابا نويل في مول برلين (توبياس شفارتز/فرانس برس)
+ الخط -
"شتولن" أو قالب الحلوى الألماني الخاص بعيد الميلاد، تقليد محليّ يعود إلى مئات السنين. بداية، ارتبط بالكنيسة. فقبل سنوات، كان المسيحيّون يصومون أربعة أسابيع قبل حلول ليلة عيد الميلاد. وكان الخبازون يحضّرون قالب الحلوى هذا من دون زبدة ولا حليب، لأن الصائمين كانوا يمتنعون عن تناولهما في هذه الفترة. وكانوا يضمنونه فاكهة مجففة ومكسرات وتوابل.
لكن في وقت لاحق، راحوا يضيفون الزبدة إلى "شتولن"، وأصبح موروثاً ألمانياً يُحضّر في هذا الموسم من السنة، بعيداً عن الصيام والكنيسة.

مع حلول شهر ديسمبر/ كانون الأول، يتهافت الجميع على "شتولن" الذي يرتبط لدى كثر بطعم الطفولة وأجراس الميلاد.

عُرف "شتولن" بداية في ولاية سكسونيا التي تشتهر بكثرة الاختراعات، خصوصاً في ما يتعلق بزينة عيد الميلاد.

وهو يُصنّع من الخميرة والطحين والماء والفاكهة المجفّفة، لا سيّما الزبيب والمكسرات والتوابل، ويرشّ السكر الناعم على سطحه. وتجدر الإشارة إلى أن الميسورين فقط كانوا يحشونه باللوز.

حتى ستينيات القرن الماضي، كانت نساء ألمانيا يحضّرن العجينة الخاصة به ويحملنها الى أقرب خباز. ويروي ميشئيل بلزينبيرغ مستذكراً تلك الأيام: "عندما كنت طفلاً كنت أفزع من أن يخلط الخباز بين عجينتنا المحشوّة باللوز وعجينة من دون لوز".

وكانت العادة تقول بأن يحتفظ الوالدان بقالب "شتولن" في غرفة النوم، كي يقدّم في ليلة عيد الميلاد للعائلة على مائدة العشاء. أما اليوم، فتتوفّر قوالب "شتولن" في السوبرماركت وفي المخابز، وتتهافت عليه الأسر، إذ هو من مقوّمات العيد.

وكانت صحيفة "فوكوس" الألمانيّة قد نشرت تقريراً حول اجتياح "شتولن" الأسواق البريطانيّة.

وفي السياق نفسه، يشهد التاريخ على إحدى الأميرات الألمانيات التي نقلت إلى بريطانيا فكرة شجرة عيد الميلاد. فهي كانت تعيش في إحدى أهم المدن الألمانيّة التي ما زالت شهرتها رائجة في صناعة كرات شجرة الميلاد الزجاجيّة. وبعد زواجها، ساهمت الأميرة في نقلها إلى بريطانيا التي لم تكن تعرفها قبل ذلك.

كذلك، ساهم الألمان في نقل شجرة عيد الميلاد المزيّنة بالخيار إلى الولايات المتحدة الأميركيّة. وشجرة عيد ميلاد مزيّنة بالخيار ليست مزحة. هي تقليد في منطقة تورنغن، انتقل في عام 1889 إلى الولايات المتحدة.

ويبقى أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بزيارة سانتا كلوز، أو بابا نويل، الذي يُعرف هنا باسم "فاينختين مان"، وكذلك برائحة القرفة التي يعمد الألمان إلى نشرها في بيوتهم خلال هذا الموسم.