طفلا الشهيد الفلسطيني هاشم العزة: متى يعود أبونا؟

طفلا الشهيد الفلسطيني هاشم العزة: متى يعود أبونا؟

23 أكتوبر 2015
كان هاشم العزة مناهضاً للاستيطان (العربي الجديد)
+ الخط -

"ايمتا رح يرجع أبونا". هذا ما تسأل عنه حنان (5 أعوام)، وخالد (7 أعوام)، بعدما حرمتهما قنابل الغاز المسيلة للدموع من والدهما، هاشم العزة (56 عاماً)، والذي استهدف جنود الاحتلال منزله الأربعاء.

لا يدرك الطفلان الصغيران ما يجري حولهما، فهُما يعتقدان أن والدهما في رحلة ما، وينتظران عودته على أحر من الجمر، من دون أن يعلما أن الأب لن يحضنهما بعد اليوم على الرغم من حالة الحزن الشديد التي تسود المنزل.

"اختنق هاشم العزة، في منزله في حي تل رميدة وسط مدينة الخليل"، حسبما يقول شقيقه عبد الرحمن لـ"العربي الجديد"، إذ تشهد المنطقة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال بشكل شبه يومي، ويوضح أن ما حدث أول من أمس، هو "جريمة تعمد جنود الاحتلال ارتكابها بعد أن استهدفوا منازل الفلسطينيين بقنابل الغاز المسيل للدموع".

ويروي الأخ ما حدث مع شقيقه الشهيد، قائلاً "كان هاشم في منزله مساء، عندما أطلق جنود الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز باتجاه المنزل، فأصيب بحالة اختناق شديدة، واستطاع سكان الحي إخراجه من المنزل، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت سيارة الإسعاف من الدخول عبر الحاجز الدي يفصل بين حي تل رميدة وشارع الشهداء في وسط المدينة".

ولم يكتفِ جنود الاحتلال الإسرائيلي بمنع سيارة الإسعاف من الدخول عبر الحاجز، في محاولة لإنقاذ حياة هاشم العزة، بل عرقلوا الشبان الذين كانوا يحاولون إنقاذ حياته عبر الحاجز لنحو نصف الساعة قبل السماح لهم بالعبور، بحسب عبد الرحمن، وما إن وصل إلى مستشفى "عالية" الحكومي في المدينة حتى فارق الحياة.


اقرأ أيضاًالاحتلال يشنّ حملة اعتقالات في الضفة والقدس المحتلة


هُجّر العزة من قرية عجور القريبة من مدينة الخليل عام 1948، وعاش في الخليل، وعمل فيها لسنوات طويلة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قبل أن ينتهي عقد العمل معهم، ليتحول عمله إلى محاربة الجدار والاستيطان.

وعرف عن العزة نشاطه ضد الاستيطان والمستوطنين في مدينة الخليل، وأصبح مستهدفاً من قبل غلاة المتطرفين اليهود، وعانى كثيراً من هجماتهم على منزله الذي يقع في المنطقة المصنفة (h2) والخاضعة لسيطرة الاحتلال، وتعج بمستوطنين عرفت عنهم شدة التطرف وكراهية العرب.

ويقول شقيقه عبد الرحمن "خسرنا في مدينة الخليل ناشطاً مقاوماً للاستيطان، بل خسرنا أحد أعمدة مقاومة الاستيطان والمستوطنين، وهو ذاته الشخص المتعاون والمحبوب، والمعروف بطيبته وحضوره الدائم وسط الأصدقاء والجيران".

ووقف العزة شوكة في حلق الاستيطان، ورفض كل محاولات إغرائه ببيع منزله بملايين الدولارات، ولم ترهبه الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق منزله، وزوجته التي عانت كثيراً من هجمات المستوطنين على بيتها.

لكن قنابل الغاز لم تترك الفرصة للشهيد كي يحقق أحلامه، ويزوج أولاده، ولا حتى لينفذ وعوده ليوسف ابن شقيقه بتزويجه وحضور زفافه. 

حرمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رغد (18 عاماً) الابنة الكبرى للعزة من مشاركة والدها أحلامها، فيما حملت يونس (11 عاماً) مسؤولية العائلة على الرغم من صغر سنه، وسيبقى الصغيران خالد وحنان يسألان عن الوالد الراحل ويتجرعان ألم الرحيل.


اقرأ أيضاً: الاحتلال يصيب فلسطينياً شمالي الخليل بزعم محاولة طعن جندي