تسرّب مدرسي يهدّد أطفال عين الحلوة

تسرّب مدرسي يهدّد أطفال عين الحلوة

10 فبراير 2015
العوز أبرز ما يدفع التلاميذ إلى ترك الدراسة(العربي الجديد)
+ الخط -

في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين في جنوب لبنان، يشكّل التسرّب المدرسي إحدى المشكلات الكبرى التي يعانيها الأطفال، لا سيّما المراهقين.

محمد (14 عاماً) واحد من هؤلاء المتسرّبين، يتحدّث عن "ضرب المدرّسين وإهاناتهم لنا" والذي دفعه إلى ترك الدراسة. أما رغد (14 عاماً)، فهي كانت من المجتهدات في المدرسة. لكنها اضطرت إلى تركها في الصف الثامن أساسي. تخبر أنها بعد سنوات، "حاولت العودة. لكن المشكلات بين والدَي منعتني، فاضطررت إلى البقاء في المنزل".

من جهته، ترك عبد الكريم (11 عاماً) المدرسة وراح يعمل في مجال "بويا سيارات. أريد تأمين مستقبلي. من ثم، أنا لا أحب المدرسة". ويخبر الفتى الذي كان دائماً من بين الراسبين: "كلما أرسلني أهلي إلى المدرسة، كنت أهرب منها".

بالنسبة إلى أبو ماهر وهو أحد سكان المخيّم، فإن "الأسباب الماديّة هي أبرز ما يدفع التلاميذ إلى ذلك. فيخرج الطفل من المدرسة ويعمل لمساعدة أهله وسط الضائقة الاقتصاديّة". يضيف أن "ثمة أسباباً أخرى تتعلق بالتلاميذ أنفسهم. فهم لا يرغبون في التعلم، بخاصة إذا كان الطفل ضعيفاً. فيضطر أهله إلى إخراجه من المدرسة وتعليمه مهنة ما. فإمكاناتهم المتواضعة لا تسمح لهم بالاستعانة بمدرّس خصوصي".

من جهته، يقول أبو حسام وهو أيضاً من سكان عين الحلوة، إن "من الأسباب التي تجعل الأطفال يتركون المدرسة، واقع الفلسطينيّين عموماً الذين يعيشون في المخيمات، حيث البؤس والظروف الاقتصاديّة الصعبة والبيئة غير الملائمة". ويتابع أن "غياب المدارس النموذجيّة التي من شأنها أن تجذب الطالب، يساهم في ذلك التسرّب بالإضافة إلى أن مدارسنا هي دون المستوى المطلوب".

ويحمّل أبو حسام "الأهل أيضاً مسؤوليّة عدم الاهتمام بأولادهم لجهة تثقيفهم وتوعيتهم". ويلفت إلى أن "الفلسطيني عند تخرّجه، لا يجد فرصة عمل. وهذا أمر لا يشجعه على متابعة تعليمه من الأساس".

إلى ذلك، تحاول مرشدة اجتماعيّة في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا) فضّلت عدم الكشف عن هويتها، "متابعة أمور التلاميذ قدر المستطاع. فأضطر أحياناً إلى استقبال أهالي هؤلاء الذين تستدعي حالاتهم المعالجة السريعة في منزلي. وقد توصّلت المرشدة "من خلال رصدي حالات تسرّب عند الفتيات، أن هؤلاء وما إن يصبحن مراهقات، يبدأن بالتفكير في الزواج، فيتراجعن. والأهل هم الذين يشجعون على ذلك، إذ يرون أنه وفي نهاية المطاف، لا بدّ للفتاة أن تتزوّج، بالتالي لن تفيدها الدراسة".