الحياة في مجتمع بلا سلطة

الحياة في مجتمع بلا سلطة

17 سبتمبر 2015
حياة بسيطة جداً يعيشها أهل أوهورا (ديلي ميل أستراليا)
+ الخط -
أوهورا بلدة صغيرة في نيوزيلندا، لا تضم أكثر من 120 شخصاً. لكنّ هؤلاء يعيشون خارج أيّ إطار من السلطة.. وكذلك خارج أيّ نوع من الخدمات الحديثة كالهواتف والإنترنت، خصوصاً أنّهم لا يعملون. الوقت ببساطة يمتد طويلاً هناك، وعصر السرعة بعيد جداً عن البلدة.

بالقرب من نهر مانغاروا في أقصى شمال نيوزيلندا تقع البلدة على بعد 40 كيلومتراً عن أقرب مظاهر الحضارة الحديثة. ولا يمكن الوصول إليها إلاّ من خلال طريق ترابية بحسب موقع "ديلي ميل" البريطاني.

كانت المدينة قائمة في ما مضى، لكنّها شيئاً فشيئاً واجهت الإهمال الحكومي حتى لم يبق لها من الخدمات شيء. والكثير من البيوت المعدنية أو الخشبية المتهالكة هناك لا يصله أيّ نوع من الطاقة.

كلّ ذلك بدأ مع إغلاق مناجم الفحم في المنطقة التي استمر عملها وازدهار المدينة وأهلها معها منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى سبعينياته. وفي أوائل السبعينيات أغلقت الحكومة القسم الأكبر من المناجم، وعام 1990 أغلقت المناجم نهائياً.

تدريجياً رحل أهل البلدة عنها، ولم يبق إلاّ العشرات الذين يعيشون فيها اليوم في عزلة عن باقي المناطق. وبغياب السلطة أسس هؤلاء مجتمعاً يتقبل الجميع، وحساً بالانتماء إلى بلدتهم وإلى بعضهم البعض. لم يرحل هؤلاء مع من رحل لأنّهم ببساطة لا يريدون أن يتخلوا عن أسلوب حياتهم، ولا يتحملون العيش خارج هذه البلدة.

من جهته، يقول المصور الفوتوغرافي النيوزيلندي طوني كارتر الذي زار البلدة وأقام فيها طوال عام كامل إنّ من المحزن ألاّ يلقى هؤلاء السكان أيّ دعم حكومي. فالحكومة تهمل مثل هذه البلدات ما يؤدي تدريجياً إلى اندثارها مع نزوح أهلها إلى المدن الكبرى. وهو ما يعني أنّ قرى وبلدات نيوزيلندا الصغرى ككلّ قد تختفي يوماً ما.

ومع عدم قدرة تلك المجتمعات على دفع الضرائب ورسوم الخدمات كالماء والكهرباء والاتصالات في ظلّ عدم وجود أعمال، تمنع الحكومة الخدمات عنهم، فيضطر أصحاب أقل المداخيل في نيوزيلندا لعيش حياة بدائية.

ومع ذلك، يؤكد كارتر أنّ أهل البلدة يجنون فوائد ذلك، ومن ذلك البساطة التي ارتضوا العيش فيها. فهم فضلوا السعادة وراحة البال على صخب المدينة وأمراضها.

إقرأ أيضاً: 10 قبائل من الأكثر عزلة في العالم

دلالات