في فلسطين وجنوبنا الثائر
حنكملك حرياتك
الرقم الذي يتداول حول عدد اللاجئين الإجمالي يتحدث عن نحو عشرين مليون لاجئ عربي. ليس هذا الرقم نتيجة الفوضى الأهلية العربية الضاربة أطنابها اليوم ومنذ أكثر من نصف عقد. اللاجئون الأصليون هم الفلسطينيون، ضحايا المشروع الاستيطاني على أرض فلسطين. منذ 67 عاماً، يعانون جراء محنة لجوئهم. ومن بقي منهم في الأراضي العربية، يتركزون في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسورية ولبنان ومصر، ناهيك عن عشرات الآلاف من الذين استقروا في كندا وأستراليا وشمال أوروبا وغيرها.
وسط حمّى اللجوء القائمة، لا أحد يتحدث عن هذه الفئة ذات التاريخ الطويل من المعاناة. لا تدخل القضية الفلسطينية اليوم في قواميس السياسة وسط الحديث عن الإرهاب. ليس هناك ربط بين إسرائيل والمشاريع الطائفية الصغرى التي تنبت كالفطر على صعيد المنطقة العربية، مع أن المشروع الصهيوني كان وما زال مدخل تفتيت المنطقة إلى دويلات. عليه، فإن إسرائيل تحيا أزهى أيامها، وتكثف عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وتقلب المعادلة الديموغرافية التي لطالما تغنّى بها العرب رأساً على عقب. وتغيب قضية فلسطين عن الخطاب السياسي اليومي، ومن يستحضرها إنما يفعل ذلك لتغطية تبعيته لمحور إقليمي.
عام 1965، أطلق الفلسطينيون ثورتهم وصار للاجئ بندقية يقاتل بها من أجل عودته. وعلى الرغم من كل ما بذله، بات أبعد عن وطنه. مع ذلك، فإن الدم أرسى معادلة لن تستطيع إسرائيل ولا سواها الهرب من أحكامها. فقد ولّى الزمن الذي كانت تدعي فيه الحركة الصهيونية أن فلسطين هي أرض بلا شعب. لكن المنطقة العربية تندفع إلى الحضيض الآن سياسياً واجتماعياً.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تعمل في خمس ساحات. وأصدرت أكثر من تحذير في الأشهر الأخيرة مفادها أنها قد توقف نشاطها في حال استمر العجز المالي الذي تعانيه من دون حل. بالطبع، تحرك الفلسطينيون الذين يستفيدون من خدماتها الصحية والتعليمية والاجتماعية والمعيشية، مطالبين الدول المانحة بسد العجز كي تستمر الوكالة في ما درجت عليه من خدمات. الدول التي تتواجد فيها كتل بشرية من اللاجئين أخذت تضرب أخماساً بأسداس حول ما يمكن أن تفعله بمئات الآلاف من الذين يعيشون في المخيمات والتجمعات. مع ذلك، لا تقدم الوكالة سوى ما يُبقي الفلسطينيين على قيد الحياة.
على أن بيت القصيد ليس هنا بل في مكان آخر. فملايين الفلسطينيين اللاجئين يضيعون ومعهم قضيتهم بين عشرات ملايين اللاجئين العرب الذين يضغطون على أوروبا والدول المجاورة وسط هذه الحرائق.
*أستاذ في كلية التربية ــ الجامعة اللبنانية
إقرأ أيضاً: وطني حبيبي
حنكملك حرياتك
الرقم الذي يتداول حول عدد اللاجئين الإجمالي يتحدث عن نحو عشرين مليون لاجئ عربي. ليس هذا الرقم نتيجة الفوضى الأهلية العربية الضاربة أطنابها اليوم ومنذ أكثر من نصف عقد. اللاجئون الأصليون هم الفلسطينيون، ضحايا المشروع الاستيطاني على أرض فلسطين. منذ 67 عاماً، يعانون جراء محنة لجوئهم. ومن بقي منهم في الأراضي العربية، يتركزون في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسورية ولبنان ومصر، ناهيك عن عشرات الآلاف من الذين استقروا في كندا وأستراليا وشمال أوروبا وغيرها.
وسط حمّى اللجوء القائمة، لا أحد يتحدث عن هذه الفئة ذات التاريخ الطويل من المعاناة. لا تدخل القضية الفلسطينية اليوم في قواميس السياسة وسط الحديث عن الإرهاب. ليس هناك ربط بين إسرائيل والمشاريع الطائفية الصغرى التي تنبت كالفطر على صعيد المنطقة العربية، مع أن المشروع الصهيوني كان وما زال مدخل تفتيت المنطقة إلى دويلات. عليه، فإن إسرائيل تحيا أزهى أيامها، وتكثف عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وتقلب المعادلة الديموغرافية التي لطالما تغنّى بها العرب رأساً على عقب. وتغيب قضية فلسطين عن الخطاب السياسي اليومي، ومن يستحضرها إنما يفعل ذلك لتغطية تبعيته لمحور إقليمي.
عام 1965، أطلق الفلسطينيون ثورتهم وصار للاجئ بندقية يقاتل بها من أجل عودته. وعلى الرغم من كل ما بذله، بات أبعد عن وطنه. مع ذلك، فإن الدم أرسى معادلة لن تستطيع إسرائيل ولا سواها الهرب من أحكامها. فقد ولّى الزمن الذي كانت تدعي فيه الحركة الصهيونية أن فلسطين هي أرض بلا شعب. لكن المنطقة العربية تندفع إلى الحضيض الآن سياسياً واجتماعياً.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تعمل في خمس ساحات. وأصدرت أكثر من تحذير في الأشهر الأخيرة مفادها أنها قد توقف نشاطها في حال استمر العجز المالي الذي تعانيه من دون حل. بالطبع، تحرك الفلسطينيون الذين يستفيدون من خدماتها الصحية والتعليمية والاجتماعية والمعيشية، مطالبين الدول المانحة بسد العجز كي تستمر الوكالة في ما درجت عليه من خدمات. الدول التي تتواجد فيها كتل بشرية من اللاجئين أخذت تضرب أخماساً بأسداس حول ما يمكن أن تفعله بمئات الآلاف من الذين يعيشون في المخيمات والتجمعات. مع ذلك، لا تقدم الوكالة سوى ما يُبقي الفلسطينيين على قيد الحياة.
على أن بيت القصيد ليس هنا بل في مكان آخر. فملايين الفلسطينيين اللاجئين يضيعون ومعهم قضيتهم بين عشرات ملايين اللاجئين العرب الذين يضغطون على أوروبا والدول المجاورة وسط هذه الحرائق.
*أستاذ في كلية التربية ــ الجامعة اللبنانية
إقرأ أيضاً: وطني حبيبي