حُفر الشوارع تهدد حياة المغاربة

حُفر الشوارع تهدد حياة المغاربة

13 ديسمبر 2016
تنامي الحفر في الشوارع (فيسبوك)
+ الخط -
تقف سيارة الأجرة التي يقودها "الحاج إبراهيم" في أحد شوارع مدينة سلا، المجاورة للعاصمة المغربية الرباط، وقد تعرضت لعطب تقني بسبب حفرة وسط أحد الشوارع لم ينتبه إليها، فأصيبت مركبته بضرر تقني أفضى إلى توقف محركها، إلى حين استنجاده بميكانيكي.

وقال سائق سيارة الأجرة الصغيرة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن عربته تتعرض للأعطاب كثيراً بسبب الحفر المنتشرة في سلا"، مضيفاً أن هذه المدينة تعتبر عاصمة الحُفر بالمغرب بامتياز، إذ لا يكاد شارع أو طريق رئيسي أو ثانوي يخلو من هذه الحفر المتناسلة بكثرة" وفق تعبيره.

وعزا المتحدث انتشار وكثرة الحفر في شوارع المدينة، وفي غيرها من حواضر المملكة، إلى الأشغال العمومية التي تجري من أجل الصيانة أو الإصلاح، فيترك العمال خطأ حفرة صغيرة، أو مطباً لم ينتبهوا له، فتتوسع الحفرة بتوالي الأيام، وبسبب عوامل التعرية والطقس، فتكبر الحفرة لتهدد سائقي السيارات، وحياة المواطنين أيضاً.

مواطن آخر التقط خيط الحديث من إبراهيم، وقال في تصريح لـ"العربي الجديد" إن سبب الحفر يعود أساساً إلى ما سماه "التقصير" في مراقبة عمال البلدية الذين يقومون بأعمال الإصلاح، فضلاً عن "الغش" في تبليط وتزفيت الشوارع، الشيء الذي ينجم عنه ظهور تشققات تتحول إلى حفر خطيرة أحياناً" وفق تعبيره.

فيما ردّ مصدر مسؤول في الجماعة الحضرية لمدينة سلا على شكاوى المواطنين بتواجد العديد من الحفر وسط الشوارع، بالقول إن السلطات المحلية المعنية تقوم بشكل متواصل بحصر ورصد الحفر الموجودة، والعمل على ترميمها وإصلاحها، حتى لا تتسبب في مخاطر محتملة للسائقين والمارة".


وتتنامى الشكاوى من كثرة الحفر في أكثر من مدينة مغربية، ففي مدينة آسفي مثلاً تتناثر حفر عميقة في الشوارع، ما دفع عدة نشطاء إلى إطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جمع الأموال اللازمة لإصلاح الشوارع، مادامت الجهات المسؤولة لم تحرك ساكناً" وفق تعبيرهم.

وفي مدينة الدار البيضاء، اشتكى مواطنون من معاناتهم المتواصلة بسبب انتشار الحفر في الشوارع، بسبب أشغال الصيانة المتنامية بوتيرة سريعة، ما يجعل احتمالات ظهور حفر تتكاثر بدورها، الأمر الذي دفع ناشطين إلى التحذير من تسبب هذه الحفر والمطبات في تعطل حركة السير، ووقوع الحوادث، وتضرر المركبات.

وفي مدينة الناظور، نشرت منابر إعلامية محلية صور الحفر في الشوارع، الأمر الذي أدى إلى سخط السكان ومستعملي الطريق، خاصة أن الحفر أدت غير ما مرة إلى حوادث سير خطيرة، في ظل غياب أيّ إشارات تنبه إلى وجود الحفر، باستثناء ما يعمد إليه مواطنون بوضع أغصان شجرة أو إطارات سيارة في الحفرة، حتى يتنبه إليها السائقون والراجلون.

وتستفحل الحفر في شوارع "عاصمة النخيل" مراكش المعروفة بنشاطها السياحي الباذخ، الشيء الذي يؤدي إلى أضرار مادية جسيمة في السيارات والدراجات التي يضطر أصحابها إلى إصلاح أعطاب مركباتهم بسبب سقوطها في تلك الحفر، وهو الوضع الذي دقت جمعيات محلية بشأنه ناقوس الخطر.