آلاف الحلبيين يبيتون بالعراء في انتظار التهجير

آلاف الحلبيين يبيتون بالعراء في انتظار التهجير

19 ديسمبر 2016
التهجير من حلب (محمد سايح/الأناضول)
+ الخط -
مع استئناف خروج المهجرين من مدينة حلب إلى الريف الغربي، يعيش المهجرون الباقون في المدينة ساعات أخيرة قاسية في انتظار الرحيل، إذ اضطر آلاف منهم، أمس الأحد، للمبيت بجانب أمتعتهم في العراء حول نقاط انطلاق الحافلات التي ستقلهم إلى أرياف مدينتي حلب وإدلب، وفقاً لاتفاق التهجير.

يقول إياد جمال الدين، الذي لا يزال داخل حلب: "لم ينم أحد منا أمس. كانت درجة الحرارة تحت الصفر، أشعلنا بعض الأخشاب والحطب واجتمعنا حولها. كثير من الكبار والأطفال مرضى وأنهكهم الجوع والتعب. لا توجد مواد غذائية، ولا تملك الأمهات إلا أن تعد أطفالها بالطعام فور الخروج من هذا الجحيم"، على حد تعبيره.

ويضيف: "عشنا ساعات عصيبة أمس، بعد تعثر تنفيذ الاتفاق. الكل كان غاضباً ويشعر أن الجميع تخلى عنهم ولا أحد يشعر بمعاناتهم، العالم كله يقول إنه يريد إنقاذنا، لكن لا أحد يفعل".

ومع وصول دفعات المهجرين إلى ريف حلب الغربي، تواصل المجالس المحلية في القرى والمدن تجهيزاتها لاستقبال واستيعاب الأعداد الكبيرة الواصلة، ويقول المتحدث باسم مجلس محافظة حلب، محمد الحلبي: "نتولى التجهيزات اللازمة لاستقبال المهجرين وفق إمكانياتنا المتواضعة. يتركز عملنا كمجالس محلية بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في الوقت الراهن على تأمين السكن بالدرجة الأولى، وتسجيل النازحين لإيوائهم فيها. تم حتى الآن تجهيز مركزي إيواء، أحدهما في مدينة الأتارب والآخر في باب الهوى، والآن نجهز كافة المرافق المدنية والخدمية في قرى الريف، ونجهز بيوتا خاصة تبرع بها الأهالي يمكن أن تستوعب جميعها نحو 50 ألف نسمة".

ويضيف: "الإمكانيات متواضعة، ونقوم بالتواصل مع المنظمات والجهات الخارجية لتأمين ما يمكن من المواد الإغاثية ومشتقات التدفئة للمهجرين، خاصة أن أعداد النازحين كبيرة وأحوالهم كارثية".

ويضيف: "وصل حتى الآن ما يقارب 9 آلاف شخص، وننتظر وصول عشرات الآلاف، سنعمل على نقل الحالات الحرجة من جرحى وحالات إنسانية إلى تركيا للعلاج، أما المهجرون الباقون فسيتوزعون على قرى ريف حلب الغربي، وهناك من يختار أن يذهب إلى مناطق في محافظة إدلب بإرادته".

ويتابع: "حتى اليوم لم تصلنا مساعدات من أي من حملات التبرع، كما لم تصلنا مواد من القافلة التركية، إلا أن بعض منظمي حملات التبرع للمهجرين قاموا بتوزيع المعونات بأنفسهم".

المساهمون