الجزائر تستعيد الربيع الأمازيغي

الجزائر تستعيد الربيع الأمازيغي

20 ابريل 2016
الربيع الأمازيغي (العربي الجديد)
+ الخط -


احتفل الجزائريون اليوم، بالذكرى الـ36 للربيع الأمازيغي في جو تسوده مفارقة الطمأنينة بعد ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المعدل في شهر فبراير/ شباط الماضي، والحذر من حركة الانفصال لمنطقة القبائل.

وتضم قائمة ولايات القبائل "تيزي وزو" عاصمة منطقة الأمازيغ في الجزائر، والبويرة وبجاية، ويقودها الناشط السياسي، فرحات مهني، وهي حركة يراها بعضهم تشوش على أمن واستقرار البلاد.
وتمر الذكرى بينما الخطاب السياسي للسلطة الجزائرية منصب على أن الاحتفالات هذه السنة تأتي عقب الاستجابة لمطلب دسترة اللغة الأمازيغية، "وهو ما طالب به الشعب الجزائري"، على حد تعبير وزير الشبيبة والرياضة، ولد علي الهادي.

كما احتفل سكان منطقة القبائل والمناطق الناطقة باللغة الأمازيغية ولهجاتها في الأوراس والطوارق، والذين ما زالت مطالبهم تركز على ترسيخ الهوية الأمازيغية في شتى مناحي الحياة اليومية، فضلا عن مطالب مرتبطة بالحرية في ممارسة عاداتهم وتقاليدهم وتحقيق مطالبهم المرتبطة بالعيش الكريم والشغل والمسكن.

وشهد إحياء الذكرى اليوم دقيقة صمت على أرواح ضحايا الربيع الأمازيغي، وهي أحداث جرت في 20 أبريل/ نيسان 1980، وكان مطلبها ترسيخ الهوية الثقافية واللغوية للأمازيغ، وبدأت بالقمع الذي تعرض له المفكر الجزائري الأمازيغي، مولود معمري، ومنعه من إلقاء محاضرة حول الشعر الأمازيغي في جامعة تيزي وزو (110 كيلومترات شرقي الجزائر)، وهي الواقعة التي فجرت حالة من الاستياء والغليان، وألهبت شرارته في أوساط نشطاء الحركة الأمازيغية والطلاب، وانتقلت حممها إلى الشارع.


وعرفت المنطقة وضعا خطيرا واجهته السلطة آنذاك بالقوة، ليسقط أكثر من 150 قتيلا وعشرات الجرحى وتبقى الهوية واللغة الأمازيغية ثمنا دفعه سكان المنطقة.

ويبقى اعتماد اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية في الجزائر مكسبا مهما ليبقى الإشكال اليوم في كتابة حروفها بالعربية أو اللاتينية أو التيفيناغ (لغة الأمازيغ الأولى)، ودسترتها برأي المتتبعين أسهمت في إثراء مسألة الهوية الجزائرية الأمازيغية التي ضحى لأجلها المناضلون طوال أكثر من ثلاثة عقود في الجزائر.
وفي سياق متصل، رفض تلاميذ القسم النهائي بثانوية "العلولي"، بولاية تيزي وزو، اليوم، إنزال الراية الوطنية، ووضع راية حركة "انفصال منطقة القبائل" المعروفة باسم "الماك"، والتي يقودها الناشط فرحات مهني.

وقرر المسؤولون في الثانوية رفع تقرير إلى مديرية التربية بالولاية ومنها رفع تقرير مفصل إلى وزارة التربية الوطنية، وقررت وزارة التربية إحالة المعنيين إلى المجلس التأديبي، خصوصا أن التلاميذ كانوا يتلقون دروس تقوية نظرا لأنهم مقبلون على إجراء امتحانات شهادة "البكالوريا".

ومن جانبها، اعتبرت مديرية التربية بولاية تيزي وزو، أن هذا التصرف "المعزول لا يمت بصلة مع أخلاقيات المدرسة الجزائرية والروح الوطنية ويجب عدم التسامح معها".

المساهمون