"شبكة جونية" ليست وحيدة

"شبكة جونية" ليست وحيدة

06 ابريل 2016
هل أُدخلت إلى لبنان بطريقة غير شرعية؟ (فرانس برس)
+ الخط -

يُمكن لتوقيف شبكة اتجار بالبشر، أن يتحوّل إلى بازار، لتبرير موقف هذا، وتبييض صورة ذاك، وحماية هذا الجهاز الأمني. يُمكن لتوقيف شبكة اتجار بالبشر، أن يكون وسيلة لاستعادة خطاب ذكوري وتقليدي. ويُمكن لتوقيف هكذا شبكة أن يكون محطةً لمراجعة دقيقة لكثير من الأمور، تُشكّل منطلقاً لإعادة تقييم الأخطار والخروج بخلاصات تُساعد بضرب الاتجار بالبشر في لبنان.

يتحدّث مصدر متابع وعامل على توقيف "شبكة جونية"، عن أكاذيب نُشرت في وسائل الإعلام اللبناني، ومرّت بشكلٍ عادي، لا بل أراد ناشروها أن تتحوّل إلى حقيقة. ربما نجحوا، لكن أسئلة كثيرة تُطرح على لسان المتابعين لهذا الملف:

1- هل صحيح ما حُكي عن أن قوى الأمن الداخلي ختمت بالشمع الأحمر الأمكنة المستخدمة لعمل هذه الشبكة قبل نحو سنة؟ وهل صحيح أن إعادة العمل وبث الحياة في أوكار العبودية هذه جاء بقرار قضائي؟

2- هل صحيح أن بعض الصبايا أبلغت القوى الأمنيّة أنها تعرّضت للتعذيب عند جهاز أمني آخر، لدى توقيفها قبل مدة؟ وهل صحيح أن عماد الريحاوي، تسلّم الصبايا من الجهاز الأمني، وضرب إحداهن، لأنها قادت عمليّة الهروب، أمام المركز الأمني؟ وفي الرواية التي تُنقل عن مصادر اطلعت على التحقيق، يُشار إلى أن هذه الصبية شرحت تفاصيل ما تعرضت له داخل المركز الأمني وخارجه.

3- هل صحيح أن عدداً من الصبايا أدخلن إلى لبنان بطريقة غير شرعية، وعبر الوسطاء من خلال "الخط العسكري" التابع للجيش السوري، ثم جرى تهريبهن إلى لبنان عبر الجبال؟

4- ألم يحن الوقت لفتح الملف القانوني لتجارة الجنس في لبنان؟ فالقانون اللبناني لا يُجرّم بيع الخدمات الجنسيّة مقابل بدل مالي، لكنه يضع مجموعة شروط منها تسجيل العاملات وبيوت الدعارة، والقيام بفحوصات دورية. وهنا يلفت مقرر لجنة حقوق الانسان في البرلمان اللبناني غسان مخيبر، إلى أن المشرع في العشرينيات، أراد ضمان حماية العاملات، وعدم الإضرار بالصحة العامة. لكن هذا القانون غير مطبق حالياً لأسباب مختلفة، ومن أبرزها عدم تسجيل العاملات وبيوت الدعارة.

5- لماذا لم يصدر أي موقف رسمي من نقابة الأطباء حول هذا الموضوع لا سيما أن هناك طبيباً متهماً بأكثر من 200 عملية إجهاض؟

وفي سياق التحقيقات المستمرة في هذا الملف، أبلغ مصدر مشارك في التحقيقات "العربي الجديد"، أن إحدى الفتيات، بدأت بإرشاد القوى الأمنيّة إلى شبكات أخرى عاملة في مجال الاتجار بالبشر وإجبار الفتيات على ممارسة الجنس بالقوة، وخصوصاً أنه جرى "تأجير" هذه الفتاة لشبكات أخرى. وتبيّن، أن هذه الشبكات دخلت في "سبات" مؤقت كما يبدو، لحين مرور هذه "العاصفة".

دلالات

المساهمون