عام دراسيّ جديد في الجزائر

عام دراسيّ جديد في الجزائر

04 سبتمبر 2016
وانطلقت الدراسة (جف باشود/ فرانس برس)
+ الخط -
اليوم، الأحد في الرابع من سبتمبر/ أيلول، ينطلق عام دراسي جديد في الجزائر، سبقته فترة صعبة على الأسر الجزائرية. فقد أرهق ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية أولياء الأمور الجزائريين الذين تحدّثوا عن "أزمة خانقة"، ولا سيما أنّ عيد الأضحى على الأبواب. وهؤلاء إذا لم يرغبوا في إهمال أضحية العيد، لا بدّ من أن يلجأوا إلى الاستدانة أو القروض، لتأمين تكاليف المدرسة وكذلك العيد.

ويأتي ذلك في ظلّ سياسة تقشّف تنتهجها الحكومة في الجزائر بالتزامن مع رفع أسعار المواد الاستهلاكية، بحسب ما يقول جمال الدين أحد أولياء أمور التلاميذ. يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "أسراً كثيرة تضمّ على سبيل المثال أربعة أطفال متمدرسين، وجدت صعوبة كبيرة في تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائها من دون الاستدانة، بغضّ النظر عن ثمن أضحية العيد". ويشير جمال الدين إلى أنّ الأيام الماضية التي سبقت انطلاق العام الدراسي، كانت مؤرّقة للآباء، إذ إنّهم لا يستطيعون ولا في أيّ حال من الأحوال غضّ الطرف عن تلك المتطلبات الضرورية لأولادهم التي يعدّونها أولوية. ويخبر أنّه اشترى لابنَيه حقيبتَين فاق سعرهما تسعة آلاف دينار جزائري (نحو 83 دولاراً أميركياً)، فيما زاد ثمن رداء المدرسة عن 1800 دينار (أكثر من 16 دولاراً)، وهذا ليس إلا عيّنة مما يحتاجه التلاميذ قبل الانطلاق في عامهم الدراسي الجديد.

إلى تلك المستلزمات، يقول جمال الدين إنّ الأسر بدأت تنهمك بالتفكير في المبالغ المالية التي سوف تضطر إلى صرفها خلال الأشهر المقبلة على الدروس الخصوصية، التي يلجأ إليها المقبلون على امتحانات شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا (الثانوي) خصوصاً.

وقبيل بداية العام الدراسي، عرض شباب وتجّار مستقلّون مستلزمات مدرسية منخفضة الأسعار بالمقارنة مع تلك التي تُباع في المحلات التجارية، على ما يشبه بسطات. وهذا أمر استفاد منه ذوو الدخل المحدود والمتوسّط.

من جهتها، تقول نورية لـ "العربي الجديد" إنّها اضطرت إلى بيع مصاغ لها لمساعدة زوجها من أجل تجهيز خمسة أبناء للعام الدراسي الجديد، أكبرهم في الجامعة وأصغرهم في الصف الثاني ابتدائي. تضيف أنّها قد تلجأ إلى "الاستدانة من أحد الأقارب لاستكمال التجهيزات. أمّا بالنسبة إلى كبش عيد الأضحى، فهذا أمر آخر. لكنّه ليس من الأولويات في اللحظة الراهنة".

لم تكن أسعار المستلزمات المدرسية المرتفعة وحدها هاجس الأسر الجزائرية. فاقتراب عيد الأضحى، وما يستلزم ذلك من مصاريف، دفعها وما زال إلى التفكير في كيفيّة تأمين ما يسمح لها ولأطفالها بالاحتفال. يقول عبد الكريم لـ "العربي الجديد" إنّ "احتفالنا بهذه الشعيرة الدينية يحلّ عقب انطلاق العام الدراسي الجديد. لكنّ كثيرين منّا يتمسّكون به مهما كانت الأحوال. فنضحّي عاملين بسنّة سيّدنا إبراهيم، ونحرص على إدخال الفرحة إلى قلوب أبنائنا ولو لجأنا إلى الاستدانة".

من جهة أخرى، تستعدّ النقابات التعليمية لعام دراسي حامٍ، إذ تهدد بالدخول في إضراب مفتوح تزامناً مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد. وتحضّر لاجتماع في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، لمناقشة إلغاء التقاعد النسبي الذي قرّرته الحكومة الجزائرية أخيراً، ومن شأن ذلك أن يُدخل قطاع التعليم في دوامة جديدة، خصوصاً أنّ الموسم الماضي كان حامياً كذلك، بسبب الإضرابات والاحتجاجات والمشاكل التي عرفتها دورة امتحانات البكالوريا في مايو/ أيار الماضي. إلى ذلك، واجهت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط انتقادات كثيرة على خلفية التصريحات التي أطلقتها بخصوص بعض الإصلاحات في اللغة العربية ومادة التربية الإسلامية، بالإضافة إلى طرحها تعديلات خاصة بشهادة البكالوريا.

15 مليار دينار
خصّصت الحكومة الجزائرية أكثر من 15 مليار دينار جزائري (نحو مليار و400 مليون دولار أميركي) من أجل دعم الأسر المعوزة وتمكينها من مجانية الكتاب المدرسي خلال العام الدراسي الذي ينطلق اليوم الأحد، والذي تستقبل خلاله المؤسسات التربوية في البلاد أكثر من ثمانية ملايين في مختلف المراحل الدراسية.

المساهمون