شهادات حية لأسرى فلسطينيين مرضى يعانون أوضاعاً صحية صعبة

شهادات حية لأسرى فلسطينيين مرضى يعانون أوضاعاً صحية صعبة

25 أكتوبر 2017
يعاني الأسرى من الإهمال (فرانس برس)
+ الخط -


كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، يوم الثلاثاء، عن شهادات لأسرى مرضى يروون فيها سوء الأوضاع، التي يعيشونها في المعتقل جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تنتهجها إدارة السجون الإسرائيلية ضدهم، والتي تحرمهم من الكثير من حقوقهم.

ووفق بيان لهيئة الأسرى وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، فقد أوضح الأسير صالح عمر صالح (21 عاماً) من مخيم بلاطة شرق نابلس، لمحامي الهيئة معتز شقيرات، بأنه يعاني من آلام حادة في الظهر، جراء إصابته بأربع رصاصات في جسده عند اعتقاله بالقرب من حاجز حوارة بتاريخ 26 إبريل/نيسان الماضي، حيث تم إخراج ثلاث رصاصات وبقيت واحدة أصابت أحد شرايين الظهر فأدت إلى شل حركته، وبسببها بدأ يستخدم الكرسي المتحرك للتنقل.

في حين، يعاني الأسير محمود عبد الرحمن (34 عاماً) من بلدة بيتونيا غرب رام الله، والقابع حالياً في سجن "عسقلان" الإسرائيلي، من جرثومة في المعدة تسبب له آلاما حادة، ويتم إعطاؤه مسكنات للآلام فقط، دون متابعة حقيقية لحالته الصحية السيئة، علماً بأن الأسير معتقل منذ 28 فبراير/شباط الماضي، ومحكوم بالسجن لمدة 18 عاماً.

من جهته، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له اليوم الثلاثاء، ووصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، بأن الأسير وائل حجازي أبو شخدم ما يزال يعاني من آلام حادّة في الكلى منذ أربع سنوات، ولا يتلقّى لها أي نوع من العلاج.

وبيّن نادي الأسير عقب زيارة محاميه للأسير أبو شخدم في سجن "نفحة" الإسرائيلي؛ أن معاناته ازدادت بعد مشاركته في الإضراب الجماعي عن الطعام في إبريل/نيسان 2017، إذ أصبح يعاني من تضخم في القلب والشرايين إلى جانب آلام الكلى.

وأوضح النادي أن إدارة السّجن قامت بتحويل الأسير أبو شخدم لإجراء الفحوص الطبية لأكثر من مرّة منذ إصابته بالمرض، ولكن لم يتمّ إعلامه بنتائج أي من تلك الفحوص أو تقديم العلاج المناسب له. ويشار إلى أن الأسير أبو شخدم (38) عاماً من الخليل، محكوم بالسجن لستة مؤبدات وعشرين عاماً، قضى منها (15) عاماً.

في سياق منفصل، اشتكت الأسيرات الفلسطينيات في سجن "الشارون" الإسرائيلي لمحامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة، من الانتهاكات والممارسات الجسدية والمعنوية التي يتعرضن لها بشكل مستمر من قبل إدارة السجن، والتي أخذت أشكالا عدة مخالفة للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية.

ونقلت محامية الهيئة مصالحة، عن ممثلة الأسيرات في سجن "الشارون"، ياسمين شعبان، أن إدارة السجن تتعمد في الفترة الأخيرة اتخاذ إجراءات أكثر شدةً وتطرفاً تجاههن، وذلك عن طريق إنقاص وبشكل متعمد للمواد الأساسية والكانتينا (بقالة السجن) التي تحتاجها الأسيرات، مما يشكل ضغطاً عليهن ويزيد من أوضاعهن المعيشية سوءاً، وحرمانهن من زيارات ذويهن وتمزيق تصاريح الزيارة الخاصة بهن، كما رفضت أيضاً إدارة السجن إدخال كتب تعليمية وتثقيفية جديدة لهن، فضلاً عن سياسة الاستهتار الطبي المتعمد بحقهن.

كما اشتكت الأسيرات من رحلة العذاب جراء عمليات النقل المتكررة إلى المحاكم أو المستشفيات عبر "البوسطة"، وهي عبارة عن حافلة كبيرة مقسمة لأقفاص صغيرة، وكل قفص مفصول عن القفص المجاور بواسطة شبك حديدي، حيث تمضي الأسيرات ساعات طويلة جالسات على مقاعد حديدية بالغة البرودة، مقيدات الأيدي والأرجل، لا يُسمح لهن بالشرب أو حتى قضاء الحاجة، وأحياناً يتم نقلهن مع سجينات إسرائيليات جنائيات يتعمدن الصراخ المستمر وشتم الأسيرات بألفاظ بذيئة طوال الطريق، بالإضافة إلى ما يتعرضن له من ضرب وتنكيل على يد عناصر النحشون القمعية أثناء نقلهن، وقيامهم بوضع كاميرات مراقبة داخل أقسام (المعبار) قبل نقلهن إلى المحاكم العسكرية.

يذكر أن عدد الأسيرات اللواتي يقبعن حالياً في سجن "الشارون" 31 أسيرة، من بينهن 10 قاصرات.

وفي سياق آخر، أفادت مصالحة بأنه قد تم تعيين جلسات محاكمة ثلثي المدة أو ما يطلق عليها اسم "شليش" بحق عدد من الأسيرات وهنّ: الأسيرة ياسمين شعبان بتاريخ التاسع من الشهر القادم، والأسيرة ابتسام كعابنة بتاريخ 20 من الشهر القادم، والأسيرة القاصر إيمان علي بتاريخ 21 من الشهر القادم.

من جانب آخر، أوضحت المحامية أن محكمة الاحتلال أصدرت مؤخراً قراراً بتحويل الأسيرة خديجة جبريل ربعي ( 33 عامًا) من بلدة يطا جنوبي الخليل للاعتقال الإداري لمدة ثلاثة أشهر.