المتقاعدون الجدد أكثر تعباً من أولئك السابقين

المتقاعدون الجدد أكثر تعباً من أولئك السابقين

31 أكتوبر 2017
لا خيار غير العمل (ياسويوشي شيبا/ فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الحالي، وقبل بلوغ سنّ التقاعد، يعمل الأشخاص فترات أطول من أولئك الأكبر سناً، لكنّهم يواجهون مشاكل صحية أكثر من الذين كانوا في مثل سنّهم. هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة صدرت عن كلية الطبّ في جامعة "ميشيغان" الأميركية. وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ الأشخاص في الوقت الحالي (في الخمسينيات والستينيات من العمر) يُواجهون مشاكل أكثر من الذين تقاعدوا، وتستمر تلك المشاكل لفترة غير معلومة، خصوصاً وأنهم يواصلون العمل أو يبحثون عن عمل إضافي أو يلهثون للحصول على قروض لسد النقص لديهم، أو يحاولون التقاعد مبكّراً علهم يتقاضون راتباً كاملاً.

ويقول الأستاذ المساعد في كليّة الطب في جامعة ميشيغان، هواجونج تشواي، إن الأبحاث السابقة كانت تركز على صحة من هم في الخمسينيات أو الستينيات. إلا أن هذه الدراسة تركز على الأشخاص قبل التقاعد، وقبل الحصول على الراتب التقاعدي. ويقول الخبير الاقتصادي والمؤلّف المشارك في الدراسة، روبرت شويني، إن هؤلاء الأشخاص يواجهون مشاكل صحية أكثر تعقيداً من أولئك الذين وصلوا إلى سنّ التقاعد، إذ يتعيّن عليهم انتظار سن التقاعد، وهم في حالة صحية سيئة وأشدّ فقراً.

وقُسّمت المجموعات على أساس فترات الولادة. المجموعة الأولى تشمل الأشخاص الذين ولدوا ما بين عامي 1938 و1942، والثانية تتضمن الذين ولدوا ما بين عامي 1943 و1954، والثالثة تتضمن الذين ولدوا ما بين عامي 1955 و1959، والرابعة تتضمن المولودين ما بين عامي 1960 و1962.

ولاحظت الدراسة أنّ المجموعتين الأولى والثانية حصلتا على ضمانات اجتماعية بعدما بلغ الأشخاص سن التقاعد وهو 65 عاماً، بينما كان على المجموعتين الثالثة والرابعة الانتظار إلى ما بعد 67 عاماً، من دون أن يحصلوا على راتب تقاعدي كامل، علماً أنهم ليسوا في حالة صحية أفضل.

ويقول الباحثون إنّه رغم حديث السياسيّين عن تحسّن الصحة وزيادة معدلات العمر ورفع سن التقاعد إلى ما فوق الخامسة والستين، إلا أن الأمر ليس حقيقياً، خصوصاً أنه ليس هناك فهم لصعوبات العمل في الوقت الحالي، إذ أن التعب الجسدي بات أكبر. كما أنّ عدم حصولهم على الراتب التقاعدي كاملاً، يجعلهم في حاجة إلى العمل بشكل أكبر.

ويؤثّر عامل الصحّة على القرارات المتعلّقة بالتوقف عن العمل، لكن الحقيقة كما يؤكدها الباحثون هي أن كثيرين يريدون أو يحتاجون إلى مواصلة العمل من أجل ضمان حياة كريمة، بعدما عجزوا عن العمل. وربّما يكون العمل مفيداً، لكن في حال ساءت الصحة بسبب ضغوط العمل، فلن يتمكن أي شخص من العمل.