عباس خان يأمل بتحسين حال أسرته

عباس خان يأمل بتحسين حال أسرته

06 يوليو 2017
"اشتغلنا في مهن كثيرة ولكن النتيجة واحدة" (العربي الجديد)
+ الخط -

"سمعت الکثیر عن بلدي وأحب العودة إليه لكني أخاف من الوضع الأمني، لذا أتردّد في العودة رغم ما تمارسه السلطات الباكستانية من الضغوط المتنوعة، ورغم هشاشة وضعنا المعيشي هنا". هذا ما يقوله اللاجئ الأفغاني في باكستان عباس خان (20 عاماً) في حديث مع "العربي الجديد".

جاء والد عباس، غلام حضرت، إلى باكستان وهو شاب في مقتبل عمره. لم يكن الوالد يتوقع أن يبقى طويلا في باكستان، بل ظن أن الأمور ستتحسن خلال أشهر أو سنوات وأن يعود مع عائلته إلى بلدهم ليعيشوا في أراضيهم الزراعية. لم يكن الوالد يتوقع في يوم من الأيام أن تبقى العائلة في باكستان إلى هذا الحد وهذا العمر. يقول: "كنا نتوقع أن نعود سريعاً إلى بلادنا، لنعيش في القرية التي ترعرنا فيها في مدينة بولي خمري عاصمة إقليم بغلان شمالي البلاد، ولكن قدر الله لنا أن نمضي جلّ أعمارنا هنا". يضيف حضرت أن أولاده لا يمكنهم أن يبذلوا أكثر مما بذل هو، حيث مارس كل أنواع المهن الشاقة ولم يتمكن من تغيير حال أسرته الفقيرة التي تفتقر إلى أبسط أمور الحياة. والسبب، بحسب ما يشرح، أنهم يعيشون في الغربة ووسائلهم محدودة وهم عاجزون عن القيام بالكثير من الأعمال، لذا بقي أولاده بلا تعليم. هو يفضل العودة إلى البلاد، لعل وضع أولاده يتغير، ولعل أحفاده يتمكنون من الدراسة هناك، فيغيرون من حال الأسرة.

مثل والده يحب عباس خان باكستان ولكنه يفضل العودة إلى أفغانستان نظراً للحالة السيئة التي تعيش فيها أسرته، وأملاً في أن يغير حال أسرته هناك بمساندة أقاربه ومن خلال الاستفادة من الأراضي الزراعية التي ورثها أبوه عن جدّه.

يقول عباس: "عشتُ 20 عاماً في باكستان وكوّن أبي الأسرة هنا. اشتغلنا في مهن كثيرة أنا وإخوتي وأبي ولكن النتيجة واحدة مهما بذلنا من الجهد للحصول على لقمة العيش. عشنا في بيت من الطين وحرمتُ وأخوتي من التعليم. لذا أفضّل العودة إلى بلادي علّ حالنا يتغيّر، ولعل أخوتي يتمكنون من الذهاب إلى المدرسة".

يشتغل عباس خان كمصلّح للدراجات الهوائية داخل سوق الخضار بمدينة راولبندي، ويكسب يومياً 500 روبية (أقل من نصف دولار تقريباً). وحول وظيفته يقول إن العمل ليس شاقاً ولكن المشكلة في المردود القليل "حيث إننا نشتغل طيلة النهار من الصباح حتى المساء مقابل مبلغ زهيد لا يساوي شيئاً ولا يكفي لطعام الأسرة". رغم ذلك يرى عباس خان أن حالته أحسن بكثير من حالة الكثيرين من اللاجئين الأفغان في باكستان.

المساهمون