النظام يستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة في غوطة دمشق

النظام يستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة في غوطة دمشق

27 سبتمبر 2017
واجهوا الموت بكراسيهم المتحركة (فيسبوك)
+ الخط -

"ليس العجز الحقيقي هو أن تفقد القدرة على التحرك بحرية لشراء حاجيات بيتك، أو الخروج للعمل أو التنزه (...)، بل العجز والقهر هو أن تسمع صوت القذائف وهي تخترق الهواء باتجاه الأرض وترى الناس حولك يهرعون للاختباء، بينما أنت لا تملك إلا الميل بضع سنتيمترات في مكانك، متمنيا أن يخطئك الصاروخ"، هكذا يصف محمود، وهو أحد أفراد الدفاع المدني في غوطة دمشق، حال المصابين بالشلل في أحد مراكز الاحتياجات الخاصة التي تعرضت للقصف، يوم أمس، في مدينة دوما.

ويعدّ هذا المركز الطبي، الذي يوجد في أحد الأبنية السكنية وسط المدينة، الوحيد المتخصص في رعاية المصابين بالأذيات الشوكية (اعتلال في النخاع الشوكي يفقد معه المريض القدرة على الحركة)، في مدينة دوما والغوطة الشرقية، وقد تعرّض لاستهداف بصاروخ مباشر، ما تسبب في مقتل شخصين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإصابة البقية بجروح.

يقول محمود: "حين وصلنا كان المشهد مأساوياً، والصراخ والغبار والعتمة تملأ المكان، جميع الموجودين كانوا على كراسيهم المتحركة عاجزين عن الحركة، والمكان قد تهدّم فوق رؤوسهم، منهم من أصيب، ومنهم من استشهد في مكانه، حتى عمليات الإخلاء كانت عسيرة، لأنهم كانوا يحتاجون إلى مساعدة مضاعفة لإخراجهم من المكان".

وذكرت مصادر محلية أن قوات النظام قصفت، يوم أمس الثلاثاء، كلاً من حرستا، ودوما، وعربين، وجسرين وسقبا، وكفر بطنا، وأطراف عين ترما، ما خلّف 6 قتلى بينهم طفل، إضافة إلى إصابة 40 مدنياً آخرين، بينهم أطفال ونساء.

من جانبه، أعلن الدفاع المدني السوري في الغوطة الشرقية عن إصابة 3 من عناصره، أحدهم في حال حرجة، في مدينة دوما، أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في إنقاذ المدنيين وإسعافهم، وأوضح أن إصابة المنقذين جاءت نتيجة استهداف قوات النظام للمكان بضربة ازدواجية، وقعت الثانية بعد تدخّل المتطوعين لإخلاء الجرحى والمصابين من المكان.

ويعد القصف الجوي الأخير لمدن وبلدات الغوطة الشرقية خرقاً مباشراً لاتفاق خفض التصعيد الذي بدأ في شهر يوليو/تموز الماضي، معلناً أن مرحلة جديدة من الحصار والخطر بدأت في الغوطة الشرقية.

ويقول عبد الله عز، وهو أحد أبناء مدينة دوما: "لا تكاد تبدأ الهدن حتى تنتهي، كأنه كثير علينا أن نعيش في سلام كسائر شعوب العالم، كنا متفائلين خيراً وظننا أن الأمور تسير باتجاه اتفاق، وكنا ننتظر فك الحصار، حتى عادت الطائرات للقصف فوق رؤوسنا".

ويضيف "ذهب طفلاي، بداية هذا العام، إلى المدرسة التي انقطعا عنها منتصف العام الماضي بسبب القصف، لكنني منعتهما من الذهاب منذ الأمس، لا أعتقد أن النظام سيوفر المدارس طالما أنه يستهدف مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة".